القمع الثقافي واللغوي في إيران وعواقبه الوخيمة
بقلم: علي شبيبي
يواجه الشعب العربي الأهوازي في إقليم عربستان، تحديات جدية في الحفاظ على هويته الثقافية واللغوية. ويعود هذا الامر الى حالة القمع والى سياسات الحكومات الإيرانية المتعاقبة على دفة الحكم فيةايران التي تسعى إلى طمس الهويات العربية وفرض هوية واحدة، هي ااهوية الفارسية، على باقي القوميات في ايران وفي هذه المقالة، سنناقش بإيجاز أبعاد هذا القمع وتأثيراته على الهوية الثقافية للعرب وغيرهم من ابناء القوميات في إيران.
الخلفية التاريخية
يعتبر إقليم (عربستان) الأهواز هو موطن العرب منذ القدم، ويعد من أغنى الاقاليم في إيران من الناحية الاقتصادية. وقد تسببت سياسات التمييز والاضطهاد القومي التي بعتمدها النظام الملكي السابق والمستمر في عهد الجمهورية الإسلامية التي استلمت الحكم عام 1979 الى تضييق الخناق على السكان العرب. ووفقًا لإحصائيات غير رسمية، يُقدّر عدد السكان العرب في هذه افليم الاهواز ما بين 5 إلى 8 ملايين نسمة، ويشكلون نحو 10% من سكان إيران الذين يبلغ عددهم أكثر من 80 مليون نسمة.
الاضطهاد في المجال الثقافي واستهداف اللغة العربية ،حيث
تعاني اللغة العربية في إقليم عربستان من تهميش شديد في النظام التعليمي. رغم مطالبة العرب المستمرة بتدريس اللغة الأم العربية، إلا أنه حتى الآن لا توجد أي مدرسة تُدرّس هذه اللغة. في المقابل، يُجبر الطلبة العرب على تعلم اللغة الفارسية منذ الصف الأول الابتدائي. الأمر الذي من شأنه أن يعمق الفجوة الثقافية بين السكان العرب وبقية المجتمع الإيراني. كما لا يغيب عن البال أن جميع وسائل الإعلام الأخرى من صحف وتلفزيون وإذاعة هي باللغة الفارسية.
ولا يقتصر القمع الثقافي في عربستان على اللغة فقط، بل يمتد ليشمل منع الاحتفالات الثقافية والدينية والأمسيات الشعرية التي تُعبّر عن هوية الشعب العربي الأهوازي.٧ في هذا المجال، تم في السنوات فرض رقابة صارمة وتم إلغاء العديد من الفعاليات الثقافية. وذلك تحت ذرائع أمنية، مُنعت إقامة أي من هذه الاحتفالات، مما يزيد من الاضطهاد القومي المفروض على أبناء شعبنا.العربي الاهوازي والشعوب الايرانية وخاصة
الاضطهاد القومي للسعوب الأخرى كالأكراد، البلوش، الأذريين والتركمان. فاللغة لدى هذه الشعوب تعاني من التهميش التام في المناطق التي يسكنونها، حيث تهمل لغات هذه الشعوب ولا تُدرّس، الأمر الذي يؤدي إلى تعريض هويتهم الثقافية لاخطر
كما هو معروف، ينتج عن هذا الق تداعيات خطيرة، أهمها فقدان الهوية الثقافية، مصحوبًا بالاضطهاد الاجتماعي والثقافي في هذا السياق، تشير التقارير إلى أن نسبة مرتفعة من الشباب العرب في عربستان وباقي أبناء القوميات يشعرون بفقدان هويتهم، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي سواء في إقليم الأهواز أو في باقي الأقاليم الإيرانية. من هنا فان استمرار التمييز سيؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات وزيادة التوترات ، وهذا ما عبرت عنه احتجاجات المراة الحيا ة عام 2019.
من هنا، فإن التعايش السلمي بين القوميات المختلفة والدولة في إيران لن يتحقق إلا من خلال منح القوميات في إيران حقوقها القومية المشروعة كاملة ، وذلك عبر نظام لامركزي فيدرالي.