زوال الحكم الديني في ايران قريبا أمر حتمي
بقلم محمد زكاني استاذ الحوزة العلمية في قم
ترجمة : جابر احمد
مقدمة المترجم
كانت ايران من بين الدول الشرق اوسطية التي حاولت ان تدخل عصر الحداثة مبكرا وكانت ثورة الدستور التي حدتت في بدايات القرن العشرين تريد ان تخرج ايران من قوقعة قوانين الحكم الملكي المطلق المدعوم من الشريعة الى القوانين الوضعية التي تحدد صلاحية الملك وتاخذ بعين الاعتبار التنوع القومي و الديني في ايران و التاكيد على مبدا المواطنة وبالتالي مواكبة التحولات التي حدثت في البلدان الاوروبية و بلدان الجوار لاسيما التحولات التي شهدها الجارين الروسي و التركي وكان الهدف الاساسي لثورة الدستور هو فصل الدين عن الدولة وايجاد نظام علماني ديمقراطي .
لكن هذه الثورة. سرعان ما واجهت ثورة مضادة قادها رجال الدين والتي ادت في نهاية المطاف الى ظهور شخصية عسكرية مغمورة اسمها رضا شاه الذي اقام دولة مزيفة اسماها (الدولة الامة ) التي هي باختصار دولة عنصرية بعيدة كل البعد عن مباديء الدولة الامة التي تاسسست في البلدان الاوروبية لان من بين الاسس التي قامت عليها هي تبني العرق الاري وتاريخ ايران القديم و اللغة الفارسية
بالاضافة الى الغاءها التنوع القومي والديني في ايران وفرص مذهب رسمي واحد. الا وهو المذهب الشيعي.
وبعد عزل رضا شاه من الحكم بسبب وقوفه الى جانب النازية
وتنصيب ابنه محمد رضا خلفا له لم ينتهي الصراع بين الملك. الجديد ورجال الدين حتى تمكنوا. في نهاية المطاف من اسقاط نظامه عام 1979 ومن ثم مصادرة الثورة من قبلهم والاعلان عن قيام نظام اسلامي يقوده الولي الفقينه الذي اخذ يحكم البلاد منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا دون ان يتمكن من حل اي مشكلة من مشاكل المجتمع الايراني بدء من من التضخم والبطالة وتدهور قيمة العملة الوطنية والغلاء، الفاحش الامر الذي ادى الى خروج الملايين من ابناء الشعوب الايرانية للتظاهر ضده وبات النظام يعيش ازمة حقيفية الامر الذي دفع بعض رجال الدين يدعون الى اعادة النظر في الدستور ووضع دستور جديد يفصل بين الدين والدولة ويطالبون بابتعاد رجال الدين عن ممارسة الحكم والسياسة والاهتمام بالشؤون الدينية ولعل من بين هؤلاء حجة الإسلام والمسلمين محمد زكائي أستاذ الحوزة العلمية في قم الذي نشر مقالة له تحت عنوان (زوال الحكم الديني في ايران قربباامر حتمي ) ولاهمية الموضوع قمنا بترجمته من الفارسية الى العربيةوفيما يلي التنص المقال :
مع وفاة جيل الستينيات وما بعده، لن يبق شي يُدعى دين أو عقيدة بين اجيال الايرانية الشابة!
لان الناس قد رأؤ أن سبب الفقر والبؤسوالحرمان وتفاقم المشكلات الاجتماعية يكمن في الأيديولوجية، الدينية لذلك نراهم يعبرون عن ابتهاجهم وفرحهم عند ما يسمعون بوفاة احد رجال دين، خصوصاً اذا كان المتوفي احد المسؤولين الكبار
ولعل مرد ذلك يعود الى سياساتهم التي ألحقت بهم و بالدين والمذهب افدح الاضرار وبات كل واحد يلاحظ ويشاهد ظاهرة ابتعاد المواطنين عن المعتقدات الدينية من هنا باتت الطريقة الوحيدة لإنقاذ الدين والمذهب من الضرر هي ان على رجال الدين ترك المناصب الحكومية والسياسية والتفرغ لشؤون المجتمع الدينية ولكن يبدو أن الاون قد فات حيث
اصبحت اجيال السبعينيات و التسعينيات معظمها بدون دين.كما ان الإعلام الحكومي، يعكس صورة لظاهر المجتمع المتدين فقط، ولكن في الحقية الجميع يعلم أن الدين لم يعد له مكانة و أهمية بين الغالبيةالاعظمى من المواطنين في ايران ، وان اخفاء هذه الحقيقةاو التستر علبها لا يحل مشكلة الابتعاد عن الدبن
لاننا وخلاال ال 45 عاماً من الحكم ليس. لم نتمكن من تعزيز المعتقدات الدينية لدى العامةمن ابناء المجتمع وحسب وانما حتى لم نحافظ عل ما لديهم من دين على الرغم من ر صد الميزانيات الضخمة التي تعد بالمليارات ناهيك عن تاسيس العشرات من المؤسسات الدينية والحوزات العلميةولكن كانت النتيجة سلبية ولم يننج عنها اي عمل ايجابي
وما يدعو للأسف، ايضا اننا ركزنا جهودنا واهتنامنا على الدعاية والتنظير ولم نركز على تربية الأجيال.
فاذا مانظرنا إلى أسرنا، وأقاربنا، وزملائنا وأصدقائنا، نرى ان الالتزام الديني موجود لدى بعض المسنين الذين نشأوا و تربوا في عهود مافدقبل الجمهورية الاسلامبة و ان معظم من نشأ وكبر فى عهد الجمهورية الإسلامية لا يؤدون حتى الصللا ة ، بل حتى انهم يسخرون من جميع مظاهر الدين!
لذلك، فالمستقبل يُظهر لنا بوضوح أن إيران سوف تصبح اجلا ام عاجلا من أكثر البلدان الاسلامية رفضا للنظام الديني وايمانا بالنظام العلماني .ولعل هذا التغيير الجذري نراه ظاهر للعيان من خلال تصرفات الشباب وتحديهم لما يقوله ويدعو اليه المسؤولين في نظام الجمهوربةالاسلامية .