نبارك الطبقة العمالية بيوم العمال العالمي

نبارك الطبقة العمالية بيوم العمال العالمي

جابر احمد

2024 / 4 / 28

بمناسبة الاول من ايار يوم العمال العالمي، تلقيت رسالة من عامل عربي اهوازي مكتوبة باللغة الفارسية يشرح فيها معاناة الطبقة العاملة في اقليم الاهواز وفي عموم ايران، يوضح فيها كيف ان عيد العمال بات يحتفل به من قبل الانظمة الديكتاتورية و الان ذاتة يحرم اصحاب هذا العيد من الاحتفال به بل و يزجون بالسجون. وفيما يلي ترجمة لهذه الرسالة:

“إذا كان العمال في بعض البلدان المتقدمة يحتفلون في الأول من مايو، فهذا مبرر لأنهم حققوا العديد من الحقوق من خلال هذا اليوم، ويسعون من خلال احتفالهم به إلى الحفاظ على مكتسباتهم والمطالبة بمزيد من الحقوق. لكن في البلدان الدكتاتورية وفي ظل الأنظمة الجشعة التي تحكم باسم الدين والقومية، هل يحتاج العامل إلى يوم للاحتفال به في الوقت الذي يعمل فيه كالعجلة دون توقف؟ يعمل العامل طوال العام، وعندما ينتهي عمله، يكون ذلك غالبًا بسبب الوفاة أو استبداله بعامل جديد من قبل صاحب العمل. عندما يعمل العامل طوال العام لصالح أصحاب المصانع والثروات والرأسماليين، ما الفائدة التي يجنيها من الاحتفال بهذا اليوم؟

حتى لو أُعطي العامل يومًا رمزيًا للاحتفال به، نتيجة الضغوط، فماذا يمكنه أن يفعل به خاصة عندما يكون اليوم فقط اسميًا؟ وفقًا لتقارير، تمت استدعاء ما لا يقل عن 50 ناشطًا عماليًا في محافظات طهران، وكردستان، وجيلان، والأهواز بالتزامن مع اقتراب عيد العمال العالمي. في غضون ذلك، نشرت بعض الشخصيات والمنظمات بيانات تدين القمع والظروف القاسية التي يفرضها النظام على العمال.
في الرابع من شهر مايو عام 1886 في شيكاغو، وقع حادث أليم أدى إلى مقتل وجرح العديد من العمال، وتم إعدام أربعة أشخاص. ومنذ ذلك الحين، أصبح الاحتفال بعيد العمال في بعض البلدان بلا مضمون حقيقي، خاصة في دول مثل إيران، حيث لم يحقق أي فائدة حقيقية للعمال الذين يعملون طوال السنة ويتم تجاهلهم من قبل الدولة وأصحاب العمل. حتى في يوم عيد العمال، يتم إلقاء الخطب ورفع التكبير، ولكن بمجرد انتهاء اليوم، يلقى الاحتفال وصاحبه في سلة المهملات.

العامل الكادح والشريف في بلادنا يجب عليه أن يعمل من ثماني إلى اثنتي عشرة ساعة، وأحيانًا أكثر، من أجل تأمين قوت يومه وقوت عائلته. وعندما يجلس على طاولة الطعام مع أسرته، يجد سفرته فارغة بسبب التضخم وارتفاع الأسعار. حتى في يوم عيدهم الذي يصادف الأول من مايو، لا يشعرون بأي فرحة سوى بشعور الاستعباد والتحقير والفقر المدقع وربما الاعتقال. لكن هذا الوضع لن يدوم، حيث قد يؤدي إلى الثورة على الظالمين. فكما قيل منذ القدم: “الحق يُؤخذ بالقوة، ولا يُعطى”.

عندما تتحقق الثورة، يجب التوجه نحو توزيع عادل للثروات والموارد، وتقسيمها بشكل عادل بين جميع المواطنين، وخاصة العمال، لأنهم هم الذين ينتجون الثروات. إذا تم تجاهلهم، لن تكون هناك قوة قادرة على الإنتاج. حينها، يمكن الاحتفال بعيد العمال بشكل حقيقي على يد الطبقة العاملة نفسها، وليس على يد الحكام. من هنا، يجب علينا حشد كل الهمم من أجل إسقاط الأنظمة الدكتاتورية والداعية 7 إلى السيطرة وانتزاع المزيد من الحقوق لصالح العمال الكادحين.”

Check Also

نظرة على مضمون معاهدات أرضروم  

نظرة على مضمون معاهدات أرضروم بقلم: د. عبد الله حویس (أستاذ التاريخ والاستشراق بجامعة بوخوم …