09/05/2024

حفلة تنكرية

المرآة: ينتابني شعورٌ … عرقٌ يندّي جبيني … دمٌ يغزو شراييني
خيلُ مفرداتٍ تفقص بيوضها
لولادة خمسة آلافِ كشفٍ جديد ، حماسةٌ جديدة
نجومٌ … تخوم
و قمرٌ لا ينام

الحُب: لديّ مرآة …
تنفثُ زفير آهاتك عليها خريطةُ وطنٍ تسكن فيه
تقبّل الصورة و تسقط دمعة تجوب وجهي
و تبقى وحيدة لم يصبو إليها إلا سواك

رقاصة الساعة:
تيك … تاك … تيك … تاك …
من يرقص أخيرًا .. سيرقص كثيرًا

المرآة:
ترقص جميع خلايا جسمي شغفاً
تجتمع خطوطاً من الوجد
أرى و لا أُرى
همزةُ وصلٍ ما بين اللانهايات
نارسيسٌ يقطفَ المسافات ندى … حبرًا من الزفرات
يرسم … يُغَّني … يا ليلى آه … آه .. يا حُبي آه … آه!

و الصورة ترقص في لُجّتي
وريثةٌ من حكايات جدتي
يتصدءُ الزمن .. يندرس .. يتآكل
و الصورة لا تشيخ مع الأيام

الحب: لديّ مرآة …
للخريف .. لحزنُكَ الذي لا يعرف الفصول
تتصفح الآمال .. تقلّبُ أوراق العمر … و أتت تنتظر
يأتيك الصيف و الصورة كما هي … و تنتظر
يتوغل الشيبُ و الصورة كما هي … و تنتظر
يكبر الحبُّ و يتَّسِع و الصورة مازالت تبتسم …
و المرآة زنزانة كما هي … و أنا … لا أنتظر

رقاصة الساعة:
تيك … تاك … تيك .. تاك … سأرقص وحيدًا .. و أرقص بعيدًا

المرآة:
أترقص لي؟!
أنا أغرق في وحدتي .. و أختنق

الحب:
و إنتَحَرتْ … إرتَطَمَتْ المرآة بجلمودي
فتشظّت مرايا … صورًا في جميع الطرقات

رقاصة الساعة:
تيك … تاك … تيك … تاك
من يرقص أثيرًا .. سيرقص أميرًا

….
/مع الطريق/

قال: هلُمَّ بنا و النسيم
الرحيل بوابة … متى طُرقت
و أينما فُتحت

بأطرافنا معتكفٌ يمزّق عُزلته
مخلّفاً مصائبه أكواماً من الماضي
مقبِلاً حاله الحُبلى بالآمال
مرتهناً تجربة جديدة

فكل المارّين أقرباء
قلت: أنّى تذهبْ أسير
أيّان تحِبْ أطير
لكن مع قوس قزح

فمازلتُ بوعدي مع الآتي المزهر و الألوان
نسير و الأخضر حقلٌ يحتضن الطريق
غدنا أخضر … قلبنا أخضر… حُبنا أخضر … دربنا أخضر
أنفاسنا خضراء … جذورنا خضراء … ربوعنا خضراء … مدينتنا آمالها خضراء

نسير و الأحمر كريّاتُ الفاظٍ و إشارات مرور
مسيرنا أحمر … رسمنا أحمر … إسمنا أحمر
أقدارنا حمراء … لامبالاتنا حمراء … قروحنا حمراء … شهداءنا أسماؤهم حمراء

و استمحيك عذرًا كي أسير مع النورس وحدي و المطر
كلٌ أبيض … ضميري أبيض … آلامي، همومي مطر
شعري أبيض … همسي، هذياني مطر
المجاز، الغامض، الدال و المدلول … حتى الصور بيضاء
اضبارتي، الأيام الفارغة بيضاء
أحلامي، أوهامي مطر
رائحة خصوبة الأرض بيضاء
غرفتي الشهيّة بيضاء
ممرضتي الأنيسة بيضاء
تبحث عني مابين الأبيات
تجسُّ أرقامي و حروفي التي سارت مع الحُمّى و السُعال جثةً هامدة

و نبضي شباكٌ يُفتح على مصراعيه
هتافُ أطفالٍ تملؤ عروقي ضجيجا
عشّ عصفورٍ يغص بالزقزقة
و نديُّ الكف بالمحن المطر

و أخيراً سأبقى وحيدًا مع الأسوَد
هوّة تَفتح فاها أمام أميرٍ صغير
فيُرمى إلى كوكب الشيخوخة يسبّحُ خفايا الأسرار … الأسود تفاهة
الأسود فانوسان … عينان مطفئتان
وقائعُ ثقبٍ في منظومة الحريق الحسرة
حبروصيّةٍ و حدادُ أمٍ تحرملُ الطريق

…..
سجين الرأي: محمد علي العموري