20/05/2024

مساء يوم السبت فجعنا بنباء رحيل المناضلة ، الماجدة، الصابرة ام منار ، هذه السيدة قبل عقد الثمانين من القرن الماضي، كان همها الاول هو وطنها فلسطين المحتلة و لكن اوائل الثمانينيات القرن الماضي عندما تزوجت بالمناضل الفذ ابي منار، زادت همومها و إلي جانب وطنها الأول فلسطين تعلقت كثيرا بوطنها الثاني الأهواز ، و أحبت الأهواز و الأهوازيين، و كانت ترحب بالشباب الاهوازيين الذين يذهبون الى سوريا لأسباب مختلفة و منهم كان يذهب لمتابعة الدراسة الجامعية في سوريا،لان حافظ أسد آنذاك قد منح منحة دراسية للأهوازيين و منهم من كان يذهب للسكن في سوريا، و منهم من كان يريد أن يذهب عبر سوريا إلى المهجر في اروبا أو آمريكا و استراليا و كندا و قد نقل لي عدد من هؤلاء الشباب كيف عند ما كانوا يلتقون بأبي منار يلقون الترحيب و حفاوة الإستقبال و كرم الضيافة، و كان للفقيدة ام منار في إستقبال الأهوازيين دور هام و ذكرى إستضافة لاينسها الاهوازيون من هذه السيدة الماجدة التي كانت تبذل لهم حنان الأم و إستقبال الاخت لإخوتها، و هي كانت صابرة في ظل احتلال وطنها على يد القوات الإسرائلية و إضطهاد أبناء وطنها و زاد همها بعد الزواج ، لأنها أصبحت زوجة أحد قادة و مؤسسي الجبهة الشعبية الاهوازية، هذه الجبهة التي كانت تناضل ضد نظام شاه ايران البهلوي الفاشي، و هي كانت تتحمل كل المعانات التي يتلقها الانسان في المهجر و إلى جانب كل هذه الامور ،إهتمامات زوجها بوطنه و أبناء وطنه و مثابرته و جهوده المختلفة، جعلها أن تهتم بهذا الأمر الى جانب زوجها و كان يحلق وجدانها و قلبها بين فلسطين و الاهواز و كانت آمالها تحلق من مدينة صفد الفلسطينية إلى حي رفيش في الأهواز المدينة، حيث كان قد سكن زوجها في عذا الحي قبل زواجها، فالمغفورة لها إلى جانب كونها زوجة لابي منار، كانت رفيقة دربه و مؤنسة وحدته في المهجر و الغربة ، لأن المناضل ابا منارخرج من الوطن قبل اكثر من خمسين عام و في هذه السنوات فقط استطاع لفترة وجيزة بعد انتصار الثور يرجع إلي الوطن و لكنه خرج مجددا الى المهجر، و في فترة اكثر من ثلاثين سنة كانت ام منار مؤنسته و هو مؤنسها، لانهما الإثنين يعانيان من الغربة و العيش في المهجر، هذا الامر جعلهما يتعلقان ببعضهما أكثر فأكثر، و جلل المصاب و عظمته، يحزن القلب و يبكي العين و لكن نتمنى لأبي منار الصبر أمام هذا المصاب الجلل و نقول له أبا منار إنك رجل شاهدت كثيرا من المصائب و فقدت كثيرا من الإحبة، و شاهدت إستشهاد رفاق دربك كالشهيد سيدفهد (سيدحميد) و رفاقه في عملية المشداخ، و الشهيد حته و رفاقه و كثيرا من الشهداء الذين لايسعنا إن نذكرهم لأن القائمة طويلة،قدأثبت لنا في كل هذه السنين بأنك جبل لم تهزك الرياح ، و في الختام نتمنى لك الصحة و السلامة و الصبر و السلوان، و للمغفورة بإذن الله فقيدتنا ام منار الرحمة و الغفران و الجنان.
٢٨ /صفر / ١٤٤٣
٥ / اكتبر / ٢٠٢١