12/05/2024

نظرا للأحداث الأخيرة على الساحة الأهوازية، وخاصة فيما يتعلق بموضوع ملابسات استدراج واختطاف حبيب اسيود،الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الاحواز،والذي تم تعيينه خلفالحبيب جبر المعتقل لدى السلطات الدنماركية، وما يلف هذه الأحداث من غموض وشبهات واتهامات، وخاصة بعد تقرير المخابرات المركزية التركية؛ والذي تناولته وسائل إعلامية عالمية ومحلية عدة, منها قناتي العربية واسكاي نيوز العربية و صحيفة واشنطن بوست الأميركية, صار من الضروري ان نوضح النقاط التالية:

إن قضية استدراج واختطاف واعتقال السيد حبيب اسيود الكعبي لازال لغزا يلفه الكثير من الغموض وذلك رغم المقابلات العديدة التي أجراها قيادات حركة النضال العربي وخاصة رئيسها الحالي سعيد حميدان, حيث لم تستطع هذه المقابلات ان تقدم المعلومات الكافية لتوضيح ملابسات القضية وإنما زادت من غموض وتعقيد المسألة,خاصة بعد إضافة أسماء جديدة واتهامها بالتعاون مع المخابرات الإيرانية, وان هذا الأمر زاد من الشكوك والغموض ولم يحسم القضية بالتأكيد او النفي وترك الأجواء ضبابية وغير واضحة.

وفي غضون ذلك حاول البعض الاصطياد من الماء العكر، والعزف على وتر التصريحات المتناقضة التي صدرت من قبل بعض المشاركين في المقابلات حول هذه القضية من اجل خلق مزيدا من الفوضى ونشر الفتن بين الأطراف الأهوازية.

وللأسف هذا ما شاهدناه في التعليقات والآراء على المواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وإنستغرام و فيس بوك،في حين أننا بأمس الحاجة الى ضبط النفس و الابتعاد عن التوتر والحفاظ على الهدوء لفسح المجال لمعرفة حيثيات ما جرى و فهما بعيدا عن الأحاسيس والعواطف.
لكن, نظرا لما نشهده من مواقف وتصريحات صادرة عن شخصيات وتنظيمات سياسية اهوازية، يبدو ان معظم التنظيمات والشخصيات المستقلة يغلب عليها الحماس والإحساس والعاطفة الممزوجة برواسب القبلية والمناطقية والتخلف.

لا شك ان التناحر والارتباك والفوضى التي خلقها اختطاف حبيب اسيود ناجمة بدرجة الأولى عن انعدام التفكير المنطقي والعقلاني، فان أحداث مماثلة بنفس السيناريو وقعت لناشطين وسياسيين إيرانيين إلا أنها لم تسبب فوضى في أوساطهم. وهذا الأمر يثبت لنا ان العقلية الاهوازية لم تبتعد كثيرا عن التفكير القبلي ولم تعمل قطيعة نهاية مع الموروث المتخلف الذي يحكم على الإنسان وفقا لكلام غير موثوق ويعتمد التشهير أسلوبا في التعامل مع القضايا.

لذلك صار من الضروري ان نشير الى مخاطر الوقوع في غياهب الجهل وإهمال الفكر, وعدم وضع العقل والعقلانية أسلوبا للحكم على القضايا، ففي غياب الفكر ادعاء المدنية والعمل الحزبي لا يغير من الحقيقة شيئا ولايقدمنا الى الأمام قيد أنملة.
لذلك علينا جميعا ان نعمل بجد على تطوير أنفسنا وتنظيماتنا وإدخال الفكر والتفكير العقلاني الى برامجنا السياسية، كما علينا ان نحذر كوادرنا ومناصرينا من خطر الاغتيالات والاختطاف، والأهم من ذلك علينا ان نضع قوانين لضمان سلامة أعضاءنا وللحفاظ على معلومات أحزابنا واتباع السرية والكتمان في العمل، لأنه في الظروف الراهنة يبدوان ملف القضية الاهوازية أصبح على طاولة المخابرات الإيرانية.

وجدان عبدالرحمن