جابر احمد
شهدت الساحة الاهوازية وخلال الأيام القليلة الماضية موجة من الاعتقالات المنظمة التي شنتها أجهزة امن النظام والتي طالت عدد من النشاطات الاهوازيات اللواتي يعملن بكل جهد وإخلاص من اجل التعريف بهوية شعبهن في المحالات التاريخية والثقافية و الاجتماعية ، وقد ترافقت هذه الحملة مع تصاعد المد القومي العنصري الفارسي المعادي للعرب بصورة عامة وللشعب العربي الاهوازي بصورة خاصة ،كما تأتي ايضا في ظل موجات الفيضانات المفتعلة التي تجتاح المناطق العربية وتفشي مرض كرونا الذي شل الحياة العامة للمواطنين العرب ،كما ان السلطات الأمنية المحلية وعبر هذه الموجة من الاعتقالات تحاول صرف الأنظار عما يجري داخل الأهواز من ظلم اضطهاد على يد نظام ولاية الفقيه .
لقد بدأت هذه الحملة من الاعتقالات في العاشر من كانون الأول 2020 ،وكانت أولى المعتقلات هي السيدة فاطمة التميمي من أهالي الجراحي التابعة لمدينة معشور، وهي ناشطة في مجال الصحافة والإخراج وكثير ما تعالج إعمالها المواضيع التي ترتبط بالمسائل الثقافة العربية الاهوازية وفي مجال حقوق المرأة ، وتقوم بنشرها عبر التواصل الاجتماعي ،كما تناولت إعمالها الفيضانات المتعمدة التي اجتاحت المدن العربية الاهوازية خلال السنوات الماضية ووثقت وبمهنية عالية الأسباب الكامنة وراء هذه الفيضانات والنتائج الاقتصادية والاجتماعية والكارثية الناتجة عنها .
وتزامنا مع اعتقال هذه الناشطة أقدمت سلطات الأمن المحلي التابعة لنظام ولاية الفقيه باعتقال ناشطة اهوازية أخرى وهي السيدة مريم العامري من سكان مدينة الأهواز مركز الإقليم ،وذلك على خلفية تعاونها في مجال النشاطات الثقافية مع السيدة فاطمة التميمي ،حيث كانتا يتعاون معا لتسجيل التاريخي الشفهي للشعب العربي الاهوازي عبر المقابلات المصورة، بالإضافة الى جمع وتوثيق القصص والأغاني الشعبية والتراثية وتسجيل ما يعانيه الشعب العربي الاهوازي من فقر وبطالة وتفشي ظاهرة الإدمان على المخدرات وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
ولم تتوقف حملة الاعتقالات هذه والتي طالت الناشطات الاهوازيات الى هذا الحد بل تعدت الى ابعد من ذلك وذلك عندما قامت سلطات الأمن باعتقال الناشطة الاهوازية السيدة أزهار البوغبيش من سكان مدينة الفلاحية ،بالإضافة الى اعتقال شقيقيها وهما عباس ورضا البوغبيش وهم إحداث لم يبلغوا بعد السن القانونية ، وجاء هذا الاعتقال على خلفية نشاط السيدة إزهار ألبوغبيش وإخوتها على مواقع التواصل الاجتماعي .
كما طالت حملة الاعتقالات هذه طالبة دراسات العلوم الاجتماعية السيدة زينب سواري وهي من مواطني ناحية الرفيع التابعة لقضاء الحويزة ،حيث قامت الجهات الأمنية باعتقالها يوم الخميس المصادف 10 كانون الأول 2020 ، وذلك على خلفية نشاطها بالعمل التطوعي من خلال الذهاب الى القرى و المناطق المحرومة الذي لم يتمكن أبناءها من متابعة الدروس عبر شبكات الانترنيت ، وأيضا بسبب انتشار وباء كرونا التي أدى الى إغلاق المدارس ، كما قامت أجهزة الأمن باعتقال السيدة فاطمة سواري وهي عمة السيد زينب سواري .
من جهتها أفادت منظمة حقوق الإنسان الاهوازية و في بيان لها صدر بهذا الخصوص ، انه حتى الآن لم يتم الإفصاح عن أي معلومات من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية حول ألأسباب الداعية لهذه الاعتقالات الواسعة النطاق ، ولم يتم توجيه أي اتهامات ضد المعتقلات ولم تنجح الجهود التي بذلتها أسرهن لمعرفة مكان وجود اعتقالهن وظروفهن،كما أدانت المنظمة هذه الاعتقالات معتبرة ان نشاطهن كان يتم بشكل سلمي وفي إطار القوانين المرعية في إيران .
بدوه اصدر مجلس الديمقراطيين الإيرانيين ببان طالب فيه ا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن هؤلاء المتعقلات ،مبينا ان النظام عبر هذه الاعتقالات لن يكون بمقدره الحيلولة دون الإطاحة بنظامه الفاسد .
بدورنا ومن خلال موقع الحوار المتمدن نناشد جميع المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان الى إدانة هذه الاعتقالات التي يقوم النظام الإيراني ضد نشطاء الشعب العربي الاهوازي .