البيان المشترك لمؤتمر الشعوب الفيدرالية في ايران و مجلس المطالبين بالديمقراطية و التضامن من اجل الحرية و المساواة في ايران حول مقاطعة انتخابات مجلس الشورى الإسلامي
إن الانتخابات الصورية إهانة لتحرر الشعوب الإيرانية ونضالهم من اجل الحرية.
سوف تقام مسرحية انتخابات مجلس الشورى الإسلامي لدورته الحادية عشرة في 21 فبراير 2020 في ظروف تعاني فيها الشعوب الإيرانية من ازمات اجتماعية كبيرة؛ فالعقوبات المشددة الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة وتقلبات سعر الدولار والذهب و قضايا الفساد المالي الكبيرة و تفشي الفقر و البطالة و مئات المشاكل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الأخرى، فاقمت اكثر من أي وقت آخر حالة تدهور نظام الجمهورية الإسلامية. وبالإضافة الى ذلك تزداد الاحتجاجات السياسية والمطالبة بحقوق الشعوب يوماً بعد يوم. أن الاحتجاجات الجماهيرية للشعوب التي اندلعت في يناير 2017 و ما تلها من اضراب لسائقي الشاحنات والمتقاعدين و المدرسين و الفلاحين، وانتفاضة الشعوب العظيمة في معظم ارجاء البلاد في نوفمبر 2019 والمذبحة التي قُتل فيها 1500 انسان محتج من قبل آلة قمع النظام الإيراني و اعتقال اكثر من 7 الاف متظاهر من قبل القوات الأمنية و الحرس الثوري و الاستهداف الصاروخي للطائرة الأوكرانية و مقتل 176 راكب و الاحتجاجات الواسعة النطاق للطلاب في مختلف جامعات البلاد جميعها تشير الى وجود ازمة كبيرة شلت المجتمع الإيراني و عجز النظام الإيراني عن حل هذه الازمة.
كما نهب عناصر هذا النظام ثروات الشعوب خلال الأعوام الواحد واربعين الماضية، وسحقوا المبادئ الإنسانية، في حين كانت حصة معظم أبناء الشعوب في هذه الفترة البطالة و التشرد وعدم التمتع بالحقوق و الفقر المدقع بالإضافة الى السجن و التعذيب و الإعدام. ومنذ البداية لم الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية ان تُعبد طريق الديمقراطية في المجتمع و خلافاً لذلك تحولت مع الوقت الى أداة لخداع الشعوب و خلق امل مزيف في نفوسهم لتحسين الوضع السياسي و الاقتصادي، ولإضفاء الشرعية على حكم النظام وتضليل الرأي العام العالمي في هذا المجال. ولا يمتلك أبناء الشعب لا حق الترشح و لا حرية اختيار المرشح، كما لا توجد هناك طوال حكم نظام الجمهورية الإسلامية حرية التعبير ولا حرية التفكير و لا الحق في امتلاك جريدة او صحيفة تعمل بشكل حر في المجتمع. والأحزاب و منظمات المجتمع المدني لا تمتلك الحق لممارسة النشاط السياسي الحر. كما أن في ايران الإسلامية لا تتمتع النساء و لا الشعوب ولا الأقليات الدينية باي من حقوقها المشروعة و المنصوص عليها في كافة المواثيق الدولية. لقد حول حكام ولاية الفقيه ايران أي مسلخ و مقبرة للرجال و النساء الذين يتوقون للحرية. فهذا النظام لا يمنح أبناء الشعب أي حق، كما أنه بمجمله عقبة كبيرة امام حدوث أي تغيير وإصلاح نحو الديمقراطية في المجال السياسي و أي تطور لنمو الوضع الاقتصادي و الاجتماعي في البلاد. ولم تكن حصة القوى المطالبة بالحرية و العدالة الاجتماعية التي تسعي الى بناء ايران حرة و مزدهرة بنظام لامركزي و فيدرالي شيء سوى القمع و السجن و التعذيب و الإعدام أو النفي طوال حياة هذا النظام. وأنه لم يكتفي بملاحقة المعارضين في الداخل بل واتسعت دائرة جرائمه لتشمل خارج حدود ايران ايضاً و أن جرائم و اغتيال المعارضين في سوريا و العراق و لبنان و أفغانستان و اروبا تظهر جانب صغير من تعسف هذا النظام الفاسد و طبيعته المعادية للإنسانية.
أيها المواطنون الكرام،
نحن نعتقد ان الشعوب الإيرانية يمكنها من خلال مقاطعة هذه المهزلة المضحكة و البقاء في البيوت و عدم التواجد في الطرقات في يوم الانتخابات أن تثبت ان نظام الجمهورية الإسلامية لا يتمتع بأي شرعية لحكم بلادنا. ولذلك فأن عدم تواجدكم في مراكز الاقتراع و الطرق المؤدية اليها سيكون بمثابة صفعة قوية لهيكل النظام وخطوة نحو دعم الكفاح ضد المستبد و تعزيز مسيرة النضال والحراك العام للإطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية.
الاثنين 17 فبراير 2020
مؤتمر الشعوب الفيدرالية في ايران و مجلس المطالبين بالديمقراطية و التضامن من اجل الحرية و المساواة في ايران