أبناء الشعب العربي الأهوازي يتضامنون مع جماهير البصرة

شهدت مدينة البصرة الباسلة تصاعداً خطيراً ودامياً في الأيام الأخيرة وسقط خلال الإنتفاضة الجماهيرية في المدينة، المزيد من الشهداء والجرحى وإقتحم المحتجون مقرات الأحزاب الموالية لإيران والقنصلية الإيرانية.

لم يأت الغضب الشعبي على إيران وعملائها في العراق من فراغ بل هذا الغضب هو بمثابة ردة فعل شرعية على سعي طهران وأذانبها لمنع الجماهير العراقية من أن تنال حقوقها الاساسية المشروعة والحؤول دون التمتع بالديمقراطية وذلك من خلال المحاولات الدؤوبة الرامية إلى بث الفوضى بغية إفشال نهوض العراق كقوة إقلمية تتمتع بالمؤهلات لفرض التوازن الإستراتيجي أمام نفوذ نظام ولاية الفقيه في العالم العربي.

ولهذا الغرض كانت طهران أسست وأنشأت هذه المليشيات المستعربة بغية تحويل العراق إلى تابع لإيران خدمة لطموحات الولي الفقيه الإمبراطورية والذي يحاول من خلال سلب إرادة الشيعة العرب الحرة أن يحولهم إلى حصان طروادة للتوغل في العالم العربي كما يتابع نفس الممارسات تجاه الشيعة العرب في الخليج ولكن أكثر سرية.

ولإبقاء العراق خارج المعادلات الإقليمية التي تناسب حجمه التاريخي ولتحقيق هذه الغاية التي كلفت الشعوب في إيران الكثير وأدت إلى تفشي الفقر والبطالة، فقد أسس النظام الإيراني مليشيات مستعربة المولية له تحمل أسماء مزيفة من قبيل عصائب أهل الحق وحركة النجباء وحزب الله و فيلق بدر ونظم وسلح وموّل الوية وكتائب تحمل زوراً وبهتاناً أسماء رموز أهل البيت.

ولكن أكدت البصرة الباسلة أن هذه الخطط لا تنطلي على الشيعة العرب الذين ولائهم لقوميتهم قبل أي ولاء آخر وحبهم للوطن قبل أي حب آخر وبهذا نسفت البصرة الفيحاء كافة الخطط التي رسمتها طهران منذ سقوط النظام السابق وجعلت نظام ولاية الفقيه يعيش حالة هستيريا ظهرت في تصرفات مليشياته المستعربة على أرض العراق والتي لجأت إلى لغة التهديد والوعيد.

ونحن أبناء الشعب العربي الأهوازي أدرى بنظام ولاية الفقيه الذي حاول ويحاول طمس هويتنا العربية والقضاء على وجودنا وليس ليدنا أدنى شك بأنه لو أتيحت الفرصة للنظام الإيراني، سيتخذ نفس الأسلوب الذي مارسه ويمارسه معنا كأهوازيين مع الشيعة العرب في العراق والخليج إيضا وهذا ما سبق وأن حذرنا منه بمختلف الطرق والوسائل ودعينا الجهات والشخصيات والمواطنين من الشيعة العرب المخلصين، أن يضعوا حداً لتدخلات نظام ولاية الفقيه في شؤون اوطانها من خلال رفض خططه وإفشاله.

على جماهير البصرة الواعية أن تنظم غضبها العارم وتبتعد عن الفوضى وأن تكون حذرة من الخطط المضادة لطهران عبر مليشياتها المستعربة في العراق حتى تستطيع أن تسيّر هذا الغضب في مسار يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق مطالب واضحة وملموسة، تضمن حقوق الجماهير المعيشية والسياسية والأمنية ولن يتحقق ذلك إلا أذا حافظ العراق على إستقلاله أمام تدخلات نظام ولاية الفقيه.

إننا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي إذ ندين بأشد العبارات التعامل الأمني مع مطالب الجماهير البصرية، نؤكد أن الشعب العربي الأهوازي الذي يتقاسم مع جماهير البصرة الدم والتاريخ والعروبة يتضامن مع أشقائه على الضفة الآخرى من شط العرب ويقف معه قلبا وقالباً.

وندعوا الشعوب العربية وحكوماتها ومؤسساتها الرسمية والمدنية والشعبية إلى التضامن مع أهالي البصرة الذين باتوا يشكلون سداً منيعاً أمام تدخلات نظام ولاية الفقيه.

وقبل أن نؤيد مطالب البصريين بحل معضلاتهم المعيشية والإجتماعية والخدمية فإننا ندعوا المجتمع الدولي والعربي إلى فضح الجهات التي تمارس العنف ضدهم أو تهددهم بالقمع، لذا يجب أن تتوقف هذه التهديدات في الحال!

المجد والخلود لشهداء إنتفاضة البصرة والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

9 سبتمبر/ أيلول 2018

شاهد أيضاً

رساله حزب كومله الكردستاني الايراني بمناسبة الموتمر الخامس لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي

سید جلیل الشرهانی امین عام حزب التضامن الدیمقراتی الاهوازي الاسبق. السیدة منى السیلاوي الأمين العام …