تعزیة بمناسبة رحيل المناضل الأهوازي الحاج جبار العصمان الطائی

ببالغ الحزن و الأسي وبقلوب يعتصرها الألم, تلقينا نبأ وفاة الشاعر والأديب والمناضل الكبير الحاج “جبار العصمان الطائي” الذي وافته المنية مساء يوم الأحد 19 من مارس 2017، عن عمر ناهز الثمانين عام جلها كانت خير وعطاء إذ بذل كل ما يملك من امكانيات خدمة للقضية الاهوازية, كان المغفور له من ابرز الشخصيات الاهوازية ذات التأثير الكبير والإيجابي على جيل الشباب والطبقة المتعلمة وربى اجيال يقتدى بها.

وبهذه المناسبة الأليمة ينعي حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي كافة ابناء الشعب العربي الأهوازي بشکل عام وذویه بشکل خاص، حيث برحيله فقدت القضية الأهوازية علم من أعلامها الساطعة في سماء الأهواز.

القصیدة التالیة احدی قصائد المرحوم التی تشیر الی إنتماء المرحوم إلی وطنه والإعتزاز به.

قصيدة الأهواز

اهواز يا بلد الأمجاد والقيم
من كل ضر وقاك الله والعدم
قد كنت ريعاً وفي التاريخ منعطفاً
لك الخلود وحسن الصيت في الأمم
فيا سراجاً مدی الأيام مشتعلاً
للسائرين يُنير الدرب في الظلم
بشعبك الحر قد نالتك مكرمة
له المآثر عند العرب والعجم
يا شعب اهواز قد سجلّت مفخرة
بأحرف النور في التاريخ من قدم
مذ سالمتك يد الاسلام كنت لها
ظهراً قوياً وفيها غير مصطدم
عهد الخليل علی الاسلام قد جُبِلَت
لديك نفس ولم تركن الی صنم
حتی نزول الأمين الروح منتدباً
أيا محمد قم الله واستقم
قد طبت نفساً وفي الخلّاق محتسباً
دون الاءلاه ولم تجنح لمُحتكم
فكنت للدين درعاً واقياً وبه
تحمی الذمار غير منهزم
لمّا توارت جيوش الكفر و انهزمت
في القادسية تشكو وطئة الخصم
جائت تفّد و عور البيد خائفة
تطوی المفاوز في ذعر من الم
وقد أناخت لدی الأهواز راحلها
والهرمزان من الاسلام في وجم
ما بین تیری و دلث كان موضعها
عند المناذر بین السهل و الأكم
قد استعانت قوی الاسلام حینئذ
بشعب اهواز طود العز و الهمم
لما ترائا كلا الجمعین في دلث
وقد افاحت لهیب الحرب من ضرم
كانت بنوالعم في المرصاد منزلة
علی العوادي زلزالاً من الحمم
فطاردتهم بنوالأهواز إذ عبرت
نهر الدُجَیل فلول الشرك في سدم
وبعد ما نقض الخصم مهادنة
قد كان فیها خداعاً مبتغی السلم
ثم استمرت بتنكیل العباد ولم
ترضخ لماعاهدت فیه و تلتزم
جائت قوی الحق و ابنوالعم تصحبها
لِنصرة الدین لم تهدأ و لم تنم
ثم استهانت عبور النهر و اصطدمت
بالمشركین احالتهم الی رمم
قد فرّ ما قد تبقّی من فلولهم
فطاردتها رجال الحق و الشیم
برامِ هرمُزَ في تستر و في ایذج
دارت معارك في الأوهاد و الأطم
فیها تداعت عروش الكفر و ارتطمت
بصخرة الذل من عز و لم تقم
فكان آخر حصنٍ من به لجئت
عبادة النار في خوف من النقم
فذاك تستر لم يغن لمستتر
فاستملكتها جنود الحق و الشمم
و الهرمزان غدی في الأسر مرتهناً
لاكنه حاسر من شدة اللمم
بنو العروبة في الأهواز كان لها
في النصر دوراً و عزماً غیر منهدم
فيا رجالاً لدین الله جاهده
رعاكم الله باريء الذر و النسم
احفاد قحطان ثم عدنان كان لكم
عند الجهاد و في المنجور و العلم
جهد كبیر و ایثار و تضحية
لها الكرامة عند اللوح و القلم
اذقتم الكفر ذلاً من عزیمتكم
و الأنجليز تهاوت عن ذری السنم
لمّا رضاخان، خان الدين عن جنفٍ
وقد توغل في الأثام و اللمم
كشف الحجاب عتواً كان یقصده
للمسلمین تراه غیر محترم
ناجزتموا الرجس في حزم و مقدرة
وعاد یضلع في الخسران و الندم
يا شعب اهواز لاتغضي علی مضض
فالحاكم الله لامستحدث النعم
في ذمة الله جد السير معتنقاً
حبل المتین و ركن الله فاعتصم
وصمم العزم لاتثنیك عارضة
وكن لنیل الأماني واثق القدم
لاتخضعن علی ظلم و مجحفة
الصمت إثم فقم لله و انتقم
و استغن بالله لاتخضع إلی أحد
سوی الالاه لما اولاك من نعم

اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي.

شاهد أيضاً

نظرة على مضمون معاهدات أرضروم  

نظرة على مضمون معاهدات أرضروم بقلم: د. عبد الله حویس (أستاذ التاريخ والاستشراق بجامعة بوخوم …