قبل عدة سنوات و عند بدايات تأسيس حزب التضامن الديمقراطي بعام 2003 علي ما اتذكر كان هناك احد الاخوة يعيرني بأن جهدي في تاسيس فرع الحزب في الكويت ضائع و ان مشروع الحزب فاشل لسببين, اولا لعدم مقبولية شعار الحل السلمي في الشارع الاهوازي الذي لا يري حلا الا برفع السلاح وثانيا , قلة عدد اعضاء الحزب الذي لا ينتسب اليه احد خوفا من ان يتهم بالخيانه بما يسمي الثوابت السياسية الاهوازية في ذلك الوقت.
كان ولا يزال ردي لكل الاخوة بخصوص الجانب الاكبر من الانتقاد و هو قلة عدد اعضاء الحزب بأن الحزب كان ولا يزال يسعي لاستحداث حالة اجتماعية او تيار فكري للخروج من المألوف الذي كنا نكرره لما يقارب الثمانون عاما انذاك. كان هدف حزب التضامن هو الخروج من أسر الحالة النضالية العسكرية التي حبست فيها الحركات الاهوازية نفسها بعد الستينيات القرن الماضي. فالحزب لم يتعني لاستقطاب الاعضاء ولكنه رحب بكل من يؤمن بأفكاره للإنضام اليه , فالتقارب الفكري بين الاعضاء كان هو السائد و ليس الكثرة العددية التي اثبتت انها ذو مفعول عكسي عندما يتشكل حزب سياسي بناء علي الكثرة العددية دون اتفاق فكري .
لقد استطاع حزب التضامن ان يكون سباقا في عدة مجالات لم يسبقها اليه غيره, منها الاتجاه الي المنظمات الامميه المعنية بحقوق الانسان او حقوق الاقليات العرقية . فلقد استطاع حزب التضامن و المنطمات الحقوقية المنظوية تحت لوائه من فتح قنوات اتصال مع منظمات حقوية تساعدها علي نشر رسالتها بأن الشعب العربي الاهوازي , شعب مظلوم لا يقوي علي استرداد حقوقه المسلوبة مقابل دولة مركزية قوية ظالمه و قد تبعت عدة احزاب اهوازية اخري حزب التضامن في تأسيس منظماتها المستقلة خلف خطي الحزب الذي كان له الشرف بأن يكون فيها المبارد . و المبادرات التي اطلقها الحزب في الساحه السياسية الاهوازية كانت موضوع اتهام للحزب في بداياته ولكننا نرا اليوم ان الساحه لا تخلوا من مبادرات او اتصالات مشابهة من الاطراف التي كانت تخالف الحزب في بداياته.
ان القلة العددية التي كنا نتهم بها قبل عدة سنوات اثبتت ان العبرة ليست بالعدد بل هي بالعقلانية التي تدير العمل و الايمان بالاهداف التي يري اعضاء الحزب مجتمعين انها ستوصل شعبنا الي مبتغاه مستعينين بكل السبل السلمية , فالهدف هو ايصال صوت مظلومية شعبنا للعالم. و لم يسعي الحزب الي التلون السياسي ليبقي بمنأي من اي اطروحات دينية او مذهبية مع كثره المغريات المادية , فقد اختار الحزب العلمانية شعارا, معلنا ان الاهواز وطن الجميع , شيعيا وسنيا وصابئيا ومسیحیا و… ، الجمیع متساوون بالحقوق و الواحبات لا لمذهب او عشيرة .
ان التيار الفكري الذي كان يدعو حزب التضامن الي ايجاده لاستحداث نقله نوعية في نضال شعبنا نراه و قد تحقق علي ارض الواقع فكل انسان اهوازي وقف بباب القائم مقامية في الاهواز رافعا يافطة تطالب بحقه بالعيش الكريم هي من النتاج الفكري للحزب مع الاخذ بعين الاعتبار بانني لا ادعي ابدا انهم اعضاء بالحزب او انهم خرجوا بناء علي طلب الحزب . ان الخروج السلمي لهذه الاعداد من الاهوازيين لم تترك للحكومه المركزيه اي ید من الاعتراف بالتقصير تجاه الاقليم و سكانه و جاء الاعتراف من الجالس علي راس هرم السلطة خامنئي نفسه مما لم يترك للرئيس الايراني بدا الا من السفر للاقليم و محاولة اسكات الجماهير, فقد اثبتت التجربة انه لا يمكن قمع شعب خرج يطالب بحقه بحركة سلمية شارك بها الجميع بغض النظر من الجنس و العمر , فقد وقفوا جميها نساء و رجال , شبابا و شيبا مع الاطفال امام مركز اتخاذ القرار قي المحافظه دون خوف. لقد اثبتت الوقفة السلمية امام القائم مقاميه ان مشروع الحل السمي قد انتشر بالساحه و الحديث عنه لم يبقي طعنا في الثوابت الوطنية بل اصبح رافد من روافد المقاومة.
ان الوقفه السلمية امام القائم مقامية يجب ان لا تحمل اكثر مما تتحمل، فهم لم يخرجوا للثورة بل لايصال رسالتهم الی النظام و المسئولين بأن صبر الشعب الاهوازي قد بدأ ينفذ و انهم باتوا يعرفون الي اين يتجهون لاحراج النظام بما يفعله من جرائم بحق البشر و البيئه و ان حالة التذمر قد تحولت من الفرديه الي الاجتماعية و ان ابناء الاهواز قادرين علي تنظيم انفسهم من غير اي دعوات خارجية تريد ان تتكسب من تحركهم السلمي و الرسالة الاكبر كانت لبعض تنظيمات الخارج ان زمن البيانات الشعبويه الثورية قد ولي الي غير رجعة و ان عليهم الانتباه بـ أن في الاهواز شعب مستيقظ .
خليل شيخاني