لطالما تغيرت السياسة الامريكية تجاه قضايا الشرق الاوسط بتعيير الادارة الحاكمة في البيت الابيض بين الحزبين الجمهوري و الديمقراطي , فلا يلبث ان يستقر سيد البيت الابيض الجديد علي سياسة معينة حتي تكون فترة ولايته ان انتهت فتكون للرئيس الجديد نظرة تخنلف كليا عن سابقه فيتحول الشرق الاوسط لحقل من التجارب الغير رخيصة الثمن بتاتا لساكنيه المساكين .
ان الحزبان الرئيسيان في امريكا يتخذان القوة منهجا دائميا لتنفيذ السياسات الخارجية الامريكيه مع الاختلاف في شكل القوة لكل الحزبين, الجمهوريين هم اصحاب مبدأ استخدام القوة الجافة و التاريخ الامريكي حافل بالامثلة فمن الحرب العالمية الاولي و الثانية والفيتنام الی افغانستان والعراق مرورا بمناوشات اصغر هنا و هناك .كل الحروب الكبري بالتاريخ الاميريكي الحديث هي متزامنة بوجود الجمهوريين علي رئس السلطلة .
في حين ان الديمقراطيين يحبذون استحدام القوه الناعمة في دفعهم باتجاه مشاريعهم السياسية, و من الامثله التاريخية التي لا يمكن انكارها هي ضغطهم علي شاه ايران ابان فترة رئاسة كارتر لانفتاح اكبر مما ساهم في الثورة بعام 1979 كما ان الربيع العربي ما كان ليحصل لو لا وجود ادارة ديمقراطية في البيت الابيض متمثلة بالرئيس اوباما . هذه المقاربة السلمية لحل القضايا و الازمات السياسية مع الضغط في مجال قضايا حقوق الانسان جعلت صورة الحزب الديمقراطي غير مرغوبة لدي الكثيرين و لاسباب عديده .
التعامل الاميريكي مع الملف الايراني تاريخيا يمكن النظر اليها من نافذتين مختلفتين , الاولي هي ابان ثورة مصدق ضد الشاه و التي انتهت بالتدخل الاميريكي ( الذي كانت تحكمه الادارة الجمهورية ) المباشر و انهاء ثورة مصدق و الضغط علي نفس الشاه بعد ما يزيد العشرين عام للانفتاح اكثر واعطاء حرية اكبر لقوي المعارضة عندما كان الديمقراطيين هم سادة الحكم في البيت الابيض.
قد يتسائل البعض و ماذا بعد الجمهورية الاسلامية. لقد تعاقبت علي النظام الحكم الحالي ادارات متعدده كان الجمهوريين اكثر تعاملا فيها سياسيا مع ايران فمن صفقة ايران غيت التي زودت بها الادارة الاميريكه ، ايران بالسلاح الي الاتفاق الايراني الامريكي الغير معلن لاسقاط الرئيس العراقي صدام حسين و الطالبان في افغانستان مع الاستخدام المعلن لللاجواء الايرانية , في حين ان الديمقراطيين هم من اجبر ايران علي التخلي من جزء كبير من برنامجهم النووي بالعقوبات التي فرضوها عليها , مجبرينها علي تجرع كاس السم مرة اخرى و تدمير الجزء الاكبر من برنامجها النووي و اخضاعها للرقابة الدولية.
قد يتصور الكثيرين ان بقدوم الرئيس ترامب قد تتغير الاوضاع , شخصيا لا اعول علي ذلك كثيرا فلا تلوح بالافق نذر حرب ولا الرغبة فيها , فهكذا حرب تتطلب اجماعا دوليا و مساندة حلفاء غير موجودين اصلا, و البعض يعول علي اموال دول الخليج التي لا تبدو متحمسة لهكذا حرب , ولكن هناك بارقة امل واحده و هي ان يضع الجمهوريين ضغطا اكبر علي ايران تجاه التغيير . سقوط کل دولة يستلزم أمران ,الاول ،الضعف و الفساد الداخلي الذي ينخر الدولة و الذي يضعفها و يجعلها ايلة للسقوط و الاهم , قوة ضغط خارجية تعجل بالسقوط .
ان افضل رهان للمرحلة الحالية هو بناء تحالف قوي للمرحلة المقبله, للقوي الوطتية الاهوازية بعيدا عن الشعارات المثاليه التي لم يعد لها مكان في عالم السياسة , ف ايران مقبلة علي التغيير اجلا ام عاجلا , السؤال هو اين سنكون من هذا التفيير عند حدوثه.
خليل شيخاني