وطالب النواب الموقعون على البيان، الذي تلقت “العربية.نت” نسخة منه، بأن يعترف البرلمان البحريني بالأهواز “كدولة عربية محتلة”، وذلك “استنادا إلى المادة 68 من الدستور وإلى المادة128 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب”.

وبحسب البيان، فإن الإقليم الذي يقع جنوب إيران على الساحل الشرقي للخليج العربي يُعتبر “الآن وطنا عربيا سليبا، يخضع للاحتلال الإيراني الذي لا يزال يبطش بشعبه دون رحمة، مستغلاً غياب الدور العربي والظروف الإقليمية والدولية التي تفتك بتماسك الأمة وتحاول تفريقها”.

وأضاف البيان: “ولا يخفى على أحد ما سعت إليها سياسية الحكومة الإيرانية من تشجيع الفرس على الهجرة إلى إقليم الأهواز والاستيطان فيه، وفي تهجير العرب السكان الأصليين منه، لإضفاء الصبغة الفارسية على هذا القُطر بعد طمس هويته العربية، وقد استخدمت الحكومة الإيرانية الإجراءات التعسفية لإزالة الهوية العربية للأهواز والقضاء على كل حركة نضالية، فضلا عن الاعتقالات والإعدامات والتعذيب بحق الشباب الأهوازي، هذا إلى جانب اتباع سياسة التفقير والبطالة والتي تُعد أهم مأساة الشعب الأهوازي، وذلك رغم وجود الثروات الهائلة في الأهواز”.

وقال النواب الموقعون إنه “بات من الضروري والملح والواجب من الحكومة البحرينية أن تعترف أولا بالأهواز كدولة عربية، وأن تسعى ضمن تحركات خليجية للاعتراف بهذه الدولة”.

وبحسب النواب، فإن احتلال إيران للأهواز أدى لـ”محاولاتها العبث بأمن واستقرار مملكة البحرين”، إلى جانب “تدخلاتها السافرة غير المشروعة للمحاولة على فرض سيطرتها على اليمن والعراق”.

وطالب النواب بأن “يتضمن الاعتراف بهذا القطر العربي الدعم والمساندة المالية والمعنوية في المحافل الإقليمية والدولية من باب التضامن والتكافل، الذي حث عليه ديننا الإسلامي وانطلاقا من واجب البحرين كدولة عربية إسلامية أن تقف مع الدول والشعوب العربية لمناصرتها ومساندتها في كل ما يتعلق باستقرارها والاعتداء عليها وعلى أراضيها بصورة غير مشروعة”.

ترحيب أهوازي بالمبادرة

من جهتهم، رحب سياسيون أهوازيون بهذه المبادرة النيابية البحرينية، غير أنهم طالبوا بطرح هذا المشروع على الجامعة العربية لتقدمه بدورها أمام مؤسسات الأمم المتحدة للاعتراف بالقضية الأهوازية ومعاناة هذا الشعب المضطهد.

وفي هذا السياق، قال جابر أحمد، الناشط السياسي ومدير “مركز دراسات الأهواز”، في تصريحات لـ”العربية.نت”، إن “الأهوازيين يتمنون أن لا تقتصر هذه المبادرة في إطار الصراع الإيراني-العربي، وتدخلات طهران السافرة في الدول العربية”.

وأضاف: “إن قضية الأهواز وطنية وقومية مشروعة ويجب التعامل معها من قبل الأشقاء العرب من هذا المنظور، والارتقاء بها عبر طرحها في المؤسسات العربية والدولية وتبنيها بشكل رسمي”.

كما عبّر الناشط والسجين السياسي الأهوازي السابق، هادي محمد جواد (أبومحمد الأهوازي) عن سعادته لهذه المبادرة النيابية البحرينية التي وصفها بـ”الشجاعة” وتمنى أن يحذو كل البرلمانيين العرب حذو نواب البحرين.

وأضاف: “نتمنى أن يطرح العرب قضية الأهواز في الأمم المتحدة من أجل حق تقرير المصير لهذا الشعب العربي، وهذا ليس تدخلا في الشأن الإيراني، بل حق عربي مشروع لشعب يرزح تحت الاضطهاد، بعيدا عن التجاذبات والمصالح السياسية”.

من جهته، رحب الكاتب الأهوازي وأمين “مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران”، يوسف عزيزي، خلال اتصال “العربية.نت” معه، بهذه المبادرة، قائلاً: “برأيي، من الأفضل لأن يطرح الإخوة البرلمانيين موضوع “حق تقرير المصير للشعب العربي الأهوازي” ليتطابق والقوانين الدولية وهذا ما نطالبه من البرلمانات العربية”.

وأكد على أنها “خطوة جيدة على الرغم من أنها لم تتجاوز المستوى الإعلامي في وقت الحاضر”. وأضاف: “نتمنى أن تتطور إلى مرحلة متقدمة وأن يصادق عليها البرلمان البحريني”.

المصدر: العربية.نت – صالح حميد