ما الهدف من وراء نشر إشاعة توغل داعش في المدن الأهوازية

الألية التي تنتشر بها الإشاعة تبدأ عادة من جهة قد يكون فردا في القضايا الإجتماعية وقد تكون مؤسسة في القضايا السياسية والأثنين معا في بعض الأحيان؛ ثم تنتقل إلى الجمهور وتلامس اهتماماته المشتركة أو المتباينة وعادة تكون الإشاعة لها اهداف محددة من قبيل جس نبض المجتمع أو المجموعات أو الافراد تجاه مسألة محددة أو ترهيب المجتمع أو المجموعات أو الافراد من مسالة تهم الجهة التي تبث الإشاعة أو تشويه جماعة أو فرد لمصلحة ناشر الإشاعة ان كان فردا أو طرفا أو مؤسسة.

بعد هذه المقدمة ننتقل إلى إشاعة ترددت مؤخرا من جديد في الأهواز تقول أن 27 من عناصر داعش دخلوا إقليم الأهواز وبالتحديد إلى منطقة شاوور والسوس وأعتقل أحدهم ولكن لم يعترف بعد أين باقي رفاقه وهذه المجموعة تنوي القيام بعمليات قتل “للشيعة العرب” وتطلب الإشاعة من الناس أن يكونوا على حذر وتتحدث عن مقتل فلاح عربي في “كوت سيد نعيم” من ضواحي مدینة الخفاجية، ذبحا ومقتل أثنين في الحميدية وثلاثة في الحويزة على نفس الطريقة. وكانت إشاعة مماثلة ترددت السنة الماضية ولكن تبين بأنها كاذبة. ويبدو أن القصد من بث هذه الإشاعة إرعاب العرب بواسطة “داعش” حتى يلجأوا إلى أحضان النظام أي كما يقول المثل العربي “كالمستجير من الرمضاء بالنار”.

يعرف النظام الإيراني بأنه لم يفقد شعبيته بين الشعوب في إيران فحسب بل فقد شرعيته أيضا امام الشعوب فلم يبق امامه إلا القمع أو المراوغة وبما أن ممارسة القمع من قبله شكل هوة عميقة بينه وبين الشعب العربي الأهوازي وأن هذا الشعب يعيش على أرض تحظى بأهمية استراتيجية واقتصادية قصوى يحاول من خلال هذه الإشاعة جعل نفسه حامي الحماة بوجه دموية داعش ومن خلال ألقاء نظرة سريعة على هذه الإشاعة المفبركة قد يحاول النظام الإيراني وضع الشعب الأهوازي بين خيارين أو خطرين أحدهم أهون من الأول وهو النظام نفسه حسب ظنه، وهكذا يسوق نظام ولاية الفيه الفاقد للشريعة بديلا عن داعش، ولكن كل المؤشرات تفيد بأن النظام الإيراني وحلیفه السوري المستفيدان الوحيدان من ظهور داعش على الساحة لأن هذا التنظيم من حيث يعرف أو لا يعرف قدم خدمة كبيرة لطهران فقدم له العراق في طبق من ذهب حيث إنطلت الحيلة نفسها على العراقيين وبالتحديد الشيعة العرب فبات البعض منهم لم يجد ملاذا إلا إيران وفيلق القدس أمام وحشية تنظيم داعش ويصل اليوم الذي يكشف فيه العراقيون بأنهم وقعوا في أمر أشد من سابقه لأن ظهور داعش وضرباته للثورة السورية واحتلاله أراض عراقية كل ذلك يحوًل إيران إلى القوة العسكرية والسياسية الضرورة لوقف مد تنظيم، لم يمس المصلحة الإيرانية قيد أنملة كما أن الاشتباكات الشكلية مع النظام السوري هي في واقع الأمر لذر الرماد في العيون.

عودة لإشاعة توغل داعش في إقليمنا ينبغي أن نعرف من المستفيد من بث هذه الإشاعة فبدون أدنى شك النظام هو المستفيد الأول كما استفاد من إنتشار داعش السريع في العراق وسوريا يحاول الآن تطبيق نفس السيناريو في الأهواز ولكن بأدوات وأساليب مختلفة خدمة لهدف واحد.

اللجنة الاعلامیة في حزب التضامن الدیمقراطي الاهوازي

شاهد أيضاً

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز جابر احمد 2024 / 11 / 3 …