أدان مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية في اجتماع له بمدينة كلن الألمانية تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة، معتبراً هذه التدخلات السبب الرئيسي للفوضى، وانعدام الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وفي بيان صدر في ختام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للمؤتمر الذي استمر يومين في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، حصلت “العربية.نت” على نسخة منه، سلط الضوء على الأوضاع الداخلية الإيرانية وعلاقة الشعوب غير الفارسية بسائر تنظيمات المعارضة الإيرانية والتأكيد على ضرورة التواصل معها شريطة أن تعترف بحقوق الشعوب غير الفارسية.
وأكد البيان الإعلامي أن المشاركين ناقشوا من زوايا مختلفة الوضع السائد في المنطقة ودور إيران فيها وتأثير هذا التدخل على الوضع الداخلي الإيراني حيث جاء فيه “أن مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية على يقين أن تدخلات النظام الإيراني في شؤون بلدان المنطقة واتباعه سياسات خاطئة يشكلان السبب الرئيسي لنشر الفوضى وعدم الاستقرار وفقدان الأمن في منطقة الشرق الأوسط”.
دعوات للتنسيق لإسقاط “ولاية الفقيه”
ودعا المشاركون إلى المزيد من التنسيق والتعاون بين مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية كأهم تجمع لأحزاب الشعوب غير الفارسية المؤثرة وكافة القوى السياسية الإيرانية المعارضة التي تدعو إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه، حسب البيان.
واختار المؤتمر 5 من بين ممثلي التنظيمات غير الفارسية لعضوية اللجنة التنفيذية التي كلفت بمهمة اتباع قرارات الجمعية العامة لمؤتمر الشعوب وتطبيق سياساتها تجاه مختلف القضايا.
وسلط وفد حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي المشارك المكون من ياسين الأهوازي وحافظ الفاضلي، الضوء على تدخلات إيران في اليمن لدعم الحوثيين، خلافاً لإرادة الشعب اليمني مثمناً دور الائتلاف العربي في دعم الشرعية ومندداً بوقوف طهران إلى جانب بشار الأسد بالضد من الثورة الشعبية الرامية إلى الاطاحة به وأدان إصرار طهران على حشد المليشيات الطائفية خدمة لمآربها ومصالحها على حساب شعوب المنطقة.
وقال ياسين الأهوازي في حديث لـ “العربية.نت”: في حزب التضامن كعضو عربي وحيد في المؤتمر طرحنا الوضع في اليمن وسوريا والعراق ولبنان في الاجتماع وأكدنا ضرورة إدانة تدخلات إيران في المنطقة الأمر الذي استقبله كافة المشاركين وطلبوا من الحزب كطرف عربي إيصال صوت الشعوب غير الفارسية في إيران إلى العرب والتضامن مع قضاياهم العادلة.أحزاب مؤتمر
شعوب إيران
ويضم مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية أهم الاحزاب القومية الفيدرالية في إيران والتي تطالب بإسقاط نظام ولاية الفقيه وإنشاء نظام فيدرالي تعددي على أنقاضه من قبيل حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (أقدم حزب كردي في العالم، حيث تأسس عام 1946 وشكل أول جمهورية كردية في إيران عرفت باسم جمهورية مهآباد)، وحزب كومولة الكردي وحزب الشعب البلوشي والحركة الفدرالية الديمقراطية الآذربيجانية والمنظمة الشعبية السياسية لأكراد خراسان والمركز السياسي الثقافي التركماني والجبهة البلوشية المتحدة (الجمهوريون) ومنظمة الدفاع عن حقوق الشعب التركماني ومركز الثقافي للأتراك الأذربيجانيين وحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي.
وتشكل الشعوب غير الفارسية 60% من مكونات إيران السكانية التي تشمل الأتراك الأذربيجانيين والأكراد والعرب والبلوش والتركمان واللور والجيلك والطالش حيث يتوزعون في مختلف الأقاليم التي تضمها جغرافية إيران الحالية.
ويتهم نشطاء وأحزاب هذه الشعوب التي تتراوح مطالبها بين تقسيم إيران إلى أقاليم فيدرالية والاستقلال التام، النظام الإيراني بممارسة أبشع أنواع التمميز العرقي والطائفي بحق هذه الشعوب.
وتعاني بعض الشعوب من التمييز المضاعف لكونها تنتمي إلى المذهب السني مثل البلوش والتركمان أو التي يشكل السنة نسبة كبيرة منها من قبيل الأكراد والعرب الأهوازيين.
