بعد الحراك الاهوازي الأخير الذي جاء بعد مباراة فريق فولاذ الاهواز مع ضيفه الهلال السعودي و حضور شباب الاقليم بالزي العربي الذي مثل حماسا اخر من شعبنا و بالطريقة السلمية العقلانية، الامر الذي وضع النظام في موقف لا يستطيع جر دباباته و جنوده الي الساحة لانه لا يرى أمامه سوى اناس مدنيين عبروا من نقاط التفتيش الي الملعب حيث لاوجود لسلاح قاتل معهم سوى الزِّي العربي الذي اثار حفيظة بعض أعضاء عصابة الشرطة و قوات الأمن حتى شرعوا بالهجوم ضد الجمهور المغادر للمعب و ضرب البعض منهم.
و علي اثرها ثار الجمهور الشباب و صار يهتف و بصوته العالي ضد هذه الممارسات اللاإنسانية و اللاأخلاقية التي وصلت الي كره البعض من العصابة من ارتداء الزِّي العربي في الأماكن العامة. لكن الشباب العربي الغيور لم يسمح و لم يعط للنظام الفرصة و اثبت قوته و صموده بوجه كل من يريد طمس هويته و عبر الطرق الحضارية التي لن تعطي الذريعة الشرعية للنظام لاستخدام القوة ضده. و بسبب هذا الغليان الشبابي الحضاري السلمي تراجع النظام الايراني وكأنها رسالة استسلامية فقد حاول النظام إرسال رسالة الي الشعب العربي بان من واجهوا الزِّي العربي هم عملوا خارج نطاق الدستور و بعيداً عن الأوامر التي صدرت من قياداتهم فأجبر النظام على إرسال وزير الاستخبارات الي الاقليم العربي محاولا طمأنة الشعب عن نوايا النظام و نظرته الي العرب و الزي العربي في الإقليم. الشي الجديد القديم في هذا الحراك هو أولاً: ان الشباب العربي الاهوازي يقظ و واعي بقضيته و يتحسب للظروف الملائمة متى يتفاعل معها و ينطلق منها ليظهر ان سكوته لا يعني الموت و ثانياً عرف الشعب ان طريقة النضال السلمي هي من توجع النظام حيث أن الملاعب يمكن ان تصبح منطلق لرفض الظلم و العنصرية كما شاهدناهم يهتفون بشعارات “اهوازية” جماهيرية.
الامر الاخر الذي ايضا يمكن أعتباره الجديد القديم هو اختطاف الحدث عند بعض أفراد المقيمين في الخارج و محاولة انتساب و امتلاك الأخبار الواردة من الداخل و نشر اخبار بعيدة عن الواقع حيث منهم من ارسل معلومة كاذبة الي جريدة عربية تفيد بان هناك ثلاث شهداء و اكثر من الف معتقل فهذا يعتبر كسب غير مشروع من قضية مشروعة و أيضاً تشويش علي الحقيقة حتي تصبح وسائل الاعلام لا تعتمد علي مصدر اهوازي خصوصا وأننا قد جربنا ذلك في انتفاضة 2005 حيث ادعا البعض بسقوط 500 شهيد أهوازي في يوم واحد. ان هذا الانتصار يعتبر نقطة قوة و مكسب سوف يعول عليها الشعب العربي الاهوازي للتعامل مع كل من بريد محوه من ارضه و تاريخه. وعسى ان يتعلم البعض من الشباب المناضل في الداخل بان يكون عين الحقيقة و يدافع عنها لأجل شعبه و قضيته و لا لأجل السباق و الارتزاق منها.
ياسر الأسدي