03/05/2024

تصريحات مستشار رئيس النظام الإيراني حسن روحاني في «شؤون القوميات والأقليات الدينية»، علي يونسي، التي أطلقها امس الأحد بطهران في ندوة “الهوية الإيرانية” والتي قال من خلالها أن «كل منطقة شرق الأوسط إيرانية وأن اليوم أصبحت امبراطورية إيران كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا كما في الماضي» نسفت كل ادعاءات النظام الإيراني حول الوحدة الإسلامية والأخوة بين المسلمين وكشفت عن الوجه الحقيقي لحكام طهران واطماعهم التوسعية في المنطقة.

معلوم أن التوازن الإستراتيجي الذي كان يفرضه وجود النظام العراقي السابق بكل مساوئه وديكتاتوريته، حال منذ زمن الشاه حتى سقوط صدام حسين إثر الغزو الأميركي عام 2003، دون التوسع الإيراني في العالم العربي واليوم بات العرب أحوج من أي وقت مضى لقوة رادعة تحمي ما خلف «البوابة الشرقية»التي طالما قامت به بغداد البعثية.

يرى البعض أن ما آلت اليه المنطقة هي نتيجة لما قام به نظام البعث وفي المقدمة غزوه الظالم للشقيقة الكويت ونحن لا نختلف بهذا الشأن مع هذا الراي ولكن بالرغم من هذا فأن الطريقة التي تمت من خلالها إسقاط النظام العراقي أي القضاء على الدولة العراقية وحل جيشها فتحت البوابة الشرقية على مصراعيها أمام مليشيات آخر إهتمامها هو الوطن

حيث إنتزعت من الشيعة العرب أهم أبعاد هويتهم وهو البعد العربي كما لم يعرف العالم العربي السني كيف يتعامل مع الشيعة العرب للحؤول دون سقوطهم في أحضان إيران التي يشكل الشيعة آخر إهتماماتها فهي تبحث عن مصلحتها وإحياء إمبراطوريتها التي سقطت إثر الفتح العربي الإسلامي.

واليوم يحارب العرب في جبهة الأميركان ضد داعش المتطرفة والإرهابية دون أن يعلموا بأن القادم بعد داعش هي مليشيات موالية لطهران حيث ستخرج من عباءة مكافحة الإرهاب منتصرة لتستحوذ على مقدرات العراق وتقدم هذا البلد العربي في طبق من ذهب لطهران لتتحقق نبوءة علي يونسي والأحزاب القومية الفارسية بخصوص تشكيل إيران الكبرى وتصبح بلدان عربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن محافظات فيها .

وهاجم يونسي كل معارضي التوسع الإيراني في المنطقة، إبتداءا من المملكة العربية السعودية التي وصفها بالوهابية وصولا إلى تركيا التي نعتها بالعثمانية ولم ينس أن يذكر الغرب والصهيونية بغية ذر الرماد في العيون.

ومنح يونسي حكام طهران مهمة الدفاع عن الشعوب العربية بمعزل عن إرادتها قائلا: “سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية”.

والأنكى من ذلك صادر قرار الشعوب في الشرق الأوسط وجعل بلاده وصيا عليها فأتخذ قرار تأسيس “اتحاد إيراني” في المنطقة، قائلا “لا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها بعضا، لأن أمنهم ومصالحهم مرتبطة ببعضها بعضا”

وتأتي تصريحات مستشار الرئيس الإيراني بعد يومين من تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي، جون كيري، والتي أكد خلالها أن “إيران تسيطر على العراق”، ضاربا مثلا بعملية تكريت التي تنفذها القوات العراقية بمعية الميليشيات الشيعية وقوات إيرانية يتقدمها قاسم سليماني.

المشكلة لا تكمن في إيران وحدها لأنها منذ أسلمة النزعة القومية الفارسية بعيد مصادرة ثورة الشعوب في عام 1979 والنظام الإيراني يتصرف وفقا لشعار استراتيجي لم يتخل عنه وهو “شعار تصدير الثورة” خدمة للمصلحة الإيرانية ولكن المشكلة تكمن في الجانب العربي الذي ظل يرد على هذه الإستراتيجية بمواقف تكتيكية إتسمت بالانفعالية تارة وبالإرتجالية تارة أخرى دون إدراك أهمية وضع خطة إستراتيجية عربية مشتركة وخاصة بعد سقوط نظام البعث لتعيد التوازن الإستراتيجي التي تفرضها حتمية بقاء العرب كأمة حينها تضطر إيران أن تحترم العرب كطرف في المنطقة لا كفريسة لأطماعها .

اللجنة لاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي