تحتفل الأسرة الدولية في الثامن من مارس / آذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945 وذلك تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 دعما لحقوق المرأة وقد تبنت منظمة الأمم المتحدة المناسبة سنة 1977 فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.
وفيما يتعلق بأوضاع المرأة في مجتمعنا العربي الاهوازي فإنه قياسا يالعقود الماضية نشاهد تطورا ايجابيا يمكن رصده في مجالات كثيرة، بدءا من تزايد عدد الطالبات في المدارس والمعاهد والجامعات مرورا بتزايد تواجدها في الانشطة الثقافية والاجتماعية كترشيح النساء للمجالس البلدية وكذلك حصولها على فرص عمل في الدوائر الحكومية وغير الحكومية، إضافة الى انخراطها في الاحتجاجات السلمية ضد سياسات التمييز العنصري وخاصة خلال السنوات الأخيرة على وجه الخصوص.
غير أن الحديث عن حقوق المرأة العربية الأهوازية بوصفها كفرد و ككيان مستقل وطرح قضية حرمانها التاريخي من حقوقها الأساسية بدءا من التعليم و العمل واختيار شريك الحياة وصولا الى تكريس فكرة المساواة الكاملة مع الرجل في مجتمعنا مازالت تطرح بخجل حتى من قبل الفئات المتعلمة والمثقفة والفاعلة في المجتمع.
ورغم أنّ النظام الاستبدادي الحاكم في إيران والمعادي لتطلعات النساء كان ولايزال العدو الأكبر للمرأة وحقوقها بسبب الخطاب الأيديولوجي وتكريس الاضطهاد والعنف والنظرة الدونية للمرأة باسم المقدس الديني، إلّا أنّ هذا النظام يتغذى أيضا من العادات والتقاليد الاجتماعية المتخلفة ويستغلها كغطاء لممارساته القمعية ضد المرأة، حيث يدعي بأنه يحمي هذه العادات والتقاليد من أجل استقرار المجتمع.
إلا أن واقع المرأة العربية الاهوازية أشد وطأة و تعقيدا من أن نلقي كل اللوم فيه على طبيعة النظام السياسي القائم، حيث أنها محرومة أساسا من فرص المشاركة في تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية من قبل المجتمع بالدرجة الاولي، وذلك بسبب طبيعة بعض العلاقات التقليدية التي لاتزال سائدة في مجتمعنا والتي من شأنها أن تضع الكثير من العراقيل أمام احقاق حقوق المرأة.
إن الأولوية في قضية المرأة العربية الأهوازية تكمن في النضال من أجل كسب حقوقها الاساسية المشروعة في المساواة والحرية وحق الاختيار. وعلى الفئات الاجتماعية المتعلمة والمثقفين الوقوف ضد العنف الممارس ضد المرأة من قبل المجتمع الذي يتجاوز أحيانا عنف السلطة والذي يتجلى في عدة أشكال وممارسات بدءا من تفضيل المواليد الذكورعلى الاناث مرورا بحرمان المرأة من حق التعليم والعمل وصولا الى جرائم الشرف التي ترتكب في انتهاك صارخ لحقوق الانسان.
وبالمقابل ورغم كل هذه القيود إلا أن المرأة العربية الاهوازية بدأت تشق طريقها نحو الأفضل، حيث بدأنا نشاهد لها دورا بارزا في اغلب الانشطة والفعاليات التي من شأنها أن تساهم في رفع التمييز والاضطهاد القومي ومكافحة التفريس والتلويث البيئي المتعمد وكل المشاريع والسياسات الحكومية التي تحاول القضاء على وجوده وطمس هويته.
وبهذا المناسبة لا يسعنا إلا أن نقدم أسمى آيات التبريك والتهاني إلى المرأة العربية الأهوازية وكافة نساء العالم ونتمنى لهن مستقبلا مشرقا يتحقق فيه الحرية والمساواة والعدالة.
منظمة حقوق الانسان الأهوازية
مركزدراسات الاهواز
8 آذار/مارس 2015