مجموعة تقارير تقرع طبول الحرب الاسرائيلية الايرانية

nejad-naten

اسرائيل ستركز على الأهداف النووية الايرانية الرئيسية في أي ضربة

القدس المحتلة – من دان وليامز ـ اذا هاجمت اسرائيل المنشآت النووية الايرانية فمن المرجح ان توجه ضربات دقيقة إلى تلك المنشآت وأن تبذل في الوقت نفسه قصارى جهدها لئلا يصاب قطاع النفط أو مواقع مدنية اخرى.

وتشير العمليات الإسرائيلية السابقة مثل قصف مفاعل أوزيراك النووي العراقي عام 1981 وغارة جوية مماثلة على سوريا في 2007 إلى استراتيجية الغارات البالغة الدقة التي تشنها مرة واحدة فيما يرجع في جانب منه إلى قيود عسكرية وفي جانب آخر إلى الرغبة في تجنب حرب أوسع نطاقا.

وافترضت عملية محاكاة في معهد بروكينجز بواشنطن في ديسمبر كانون الأول الماضي إن اسرائيل العازمة على وقف ما يشتبه الغرب بانه مسعى سري إيراني لامتلاك أسلحة نووية أن تشن اسرائيل هجوما خاطفا على ست منشآت نووية في ايران.

وكتب الخبير في بروكينجز كنيث بولاك في تلخيص للمناورة إن اسرائيل قد تلجأ حينئذ إلى القول إن المهمة “أوجدت فرصة رائعة للغرب للضغط على ايران وإضعافها بل وربما تقويض النظام”. لكن الخبير لا يرى فرصة تذكر لأن تنظر إدارة الرئيس الامريكي بارك اوباما بعين الرضا إلى هذه الضربة.ويبلغ مدى الطائرات الحربية الاسرائيلية المتطورة من طرازي إف-15 وإف-16 حدا يمكنها من قصف غرب إيران بل ومناطق على مسافات أبعد نحو الداخل عن طريق التزود بالوقود في الجو واستخدام تكنولوجيا التخفي لعبور المجال الجوي لدول عربية معادية تقع بينها وبين ايران.وذكر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن في تقرير عام 2009 ان اسرائيل قد تطلق ايضا صواريخ اريحا بعيدة المدى محملة برؤوس حربية تقليدية.

ويعتقد أن الغواصات الثلاث الالمانية الصنع من نوع دولفين التي تملكها إسرائيل قادرة على حمل صواريخ كروز ذات رؤوس تقليدية أو نووية.

وسيتعين عليها عبور قناة السويس – كما فعلت إحداها العام الماضي -للوصول الى الخليج.وربما تنشر اسرائيل قوات خاصة لرصد أهداف داخل إيران ومن الممكن أن تشن هجمات تخريبية.

وتقول مصادر امنية ان اسرائيل يمكنها ايضا تطوير قدرات “حرب الكترونية” وانها قد تستخدمها إلى جانب أنشطة أخرى لعملاء الموساد على الأرض.ولا تريد إسرائيل أن تجازف بجر حلفاء إيران مثل حزب الله وحماس وسوريا إلى حرب. كما لا تريد الاضرار بالعلاقات مع القوى العربية المحايدة او الولايات المتحدة.

وأخيرا فإن قواتها التقليدية – التي تعلن تأييدها لهجوم قصير ودقيق- مصممة لخوض حروب حدودية وجيزة لا عمليات عسكرية طويلة الأمد.

وقالت إميلي لانداو الباحثة البارزة بمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل ابيب “اذا كان لاسرائيل ان تشن هجوما فالشيء الوحيد الذي قد تفكر فيه هو ضربة دقيقة تركز على المنشآت النووية وحدها.”

وأضافت “ليس لاسرائيل مشكلة مع إيران سوى انها تطور قدرة نووية عسكرية إلى جانب اللغة القاسية التي تخرج من إيران.”ولن ترغب إسرائيل في مهاجمة أصول الطاقة الايرانية مثل منشآت انتاج ونقل النفط. فمن شأن ذلك ان يؤجج زيادة حتمية في أسعار النفط محولا الرأي العام الدولي ضد اسرائيل في حين يعزل الحركة الايرانية المعارضة.لكن لا يزال من المحتمل ان تضطر اسرائيل إلى توسيع نطاق اهدافها.فإذا ردت ايران على ضربة اسرائيلية خاطفة بإطلاق صواريخ شهاب مثلا على تل ابيب فستجد حكومة نتنياهو أن من الصعب الا تصعد.

وسيحتاج ذلك الى تطمينات خارجية بأن وابل صواريخ شهاب سيتوقف- قل على سبيل المثال عبر تكوين الولايات المتحدة جبهة عسكرية ضد ايران او عن طريق هدنة.وقالت لانداو “سيكون من الواضح انه ليس من مصلحة اسرائيل ان تدخل في صراع اوسع مع ايران لانه سيكون هناك دائما خطر اوسع للتصعيد. وعندما يندلع صراع فمن الصعب القول كيف سينتهي.”

وبعد فقدها للقوة الدافعة التكتيكية لاي ضربة خاطفة أولية ستجد القوات الاسرائيلية أن من الصعب مواصلة الهجمات الدقيقة.وستتنبه إيران لاي طائرات حربية وغواصات وقوات خاصة معادية.

وستغلق تركيا والسعودية والعراق مجالها الجوي وهي دول توقعت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2006 ان تعبرها الطائرات الحربية الاسرائيلية في طريقها الى ايران.من ناحية أخرى سيحتدم غيظ الجمهور الاسرائيلي من العيش في الملاجئ وخسارة جنود.وفي مثل هذا الوضع قد تعتمد اسرائيل بشكل متزايد على أسلحة ” المواجهة” مثل صواريخ أريحا التي يعتقد خبراء الصواريخ بمجلة جينز العسكرية انها تفقد دقتها بعد ألف متر فقط. وقد يعني ذلك مزيدا من الضرر للبنية الاساسية المدنية في إيران بما في ذلك قطاع الطاقة الحيوي.(رويترز)

مواجهة ايران اسرائيل تطغى على قضية الشرق الاوسط وتؤرق مستثمرين

بالماخيم ـ من الستير مكدونالد:

يتقافز الأطفال على الشاطيء في بالماخيم فيما يتأمل آباؤهم غروب الشمس فوق مياه البحر المتوسط لكن بعيدا في لندن او نيويورك يراقب تجار آفاقا أخرى من البيانات الاقتصادية ويتتبعون النمو او أزمات الديون.ربما ينظرون جميعا في الاتجاه الخاطيء.

تلوح فوق الكثبان خلف الإسرائيليين الذين يستمتعون بوقتهم بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع التي تكشف عن وجود قاعدة بالماخيم الجوية وهي حجر الزاوية لدفاع الدولة اليهودية اذا نشبت حرب مع ايران فيما تراقب الأسواق المالية العالمية الوضع.

وفي واشنطن هذا الأسبوع وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو برنامج ايران النووي بأنه “تهديد لم يسبق له مثيل للبشرية”.

وشبه طهران بالمانيا عام 1938 حين دبرت محارق النازي.

واستهدفت كلماته مسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكسب الوقت لفرض عقوبات على ايران وذكر الرئيس الأمريكي باستعداد اسرائيل للتوقف عن الحديث والتصرف من أجل مصلحتها.وأردف نتنياهو قائلا “اسرائيل تتوقع من المجتمع الدولي التحرك بسرعة والتصرف بحزم لإحباط هذا الخطر.”لكننا دائما نحتفظ بحق الدفاع عن النفس.”لكن الأسواق المالية لم تتحرك قيد أنملة بسبب هذه التصريحات.

في الوقت نفسه تتدرب القوات الإسرائيلية من أجل هجوم طويل المدى محتمل على ايران وقد أبحرت غواصاتها في مسارات يمكن أن تأخذها الى الخليج وأجرت هيئة الدفاع المدني تجارب على المخابيء وصفارات التحذير من الغارات الجوية والأقنعة الواقية من الغاز.

وتتحدث مصادر مخابرات عن الإعداد السري لضرب الصناعة النووية الإيرانية.

ويعي من يعيشون في أنحاء الشرق الأوسط سجل اسرائيل من الغارات الجوية على المواقع النووية المشتبه بها في العراق عام 1981 وفي سوريا قبل أقل من ثلاثة أعوام.

ومن المخاوف المألوفة لدى كثيرين أن يثير هجوم من هذا النوع حربا بالصواريخ طويلة المدى في أنحاء المنطقة او يدفع الجماعات المتشددة المتحالفة مع ايران الى التحرك.ويضع المتعاملون خاصة في مجال النفط في اعتبارهم دوما بعض التهديد للإمدادات بعد سنوات من تبادل العبارات الغاضبة بين طهران واسرائيل. لكن بخلاف ذلك يواجه المستثمرون لغزا عميقا.

ويصعب الحكم على احتمال او توقيت اي صراع فضلا عن نطاقه الجغرافي ومدته ونتيجته.

والأسئلة المهمة بالنسبة للمستثمرين هي : هل ستشن اسرائيل هجوما؟ هل ستفعل هذا بمفردها؟ متى؟ وماذا سيحدث بعد ذلك؟

والإجابات الأرجح ربما تكون : من المحتمل جدا. محتمل الى حد بعيد. ربما خلال عام والله أعلم. غير أن حتى نتنياهو نفسه لا يستطيع أن يعرف كل الإجابات.وتتراوح سيناريوهات الحرب من شن غارات اسرائيلية (من الجو او بقوات خاصة او الاثنين معا) أو أن ايران قد لا ترد وربما تنفي أن تكون قد أحدثت أثرا أو حتى تخفيه وتذهب اكثر التوقعات قتامة الى حد وقوع قصف صاروخي متبادل يستمر لفترة طويلة قد يغري اسرائيل في وقت من الأوقات باستخدام خيارها النووي المفترض.هذه مجموعة من العوامل المربكة طويلة المدى التي لا يمكن تقييمها بدقة لكن هناك أسئلة فورية ربما تساعد في تضييق نطاقها..

– هل ترضي ايران القوى الغربية واسرائيل بوقف التقدم نحو امتلاك قدرة تسلحية نووية؟ بالطبع طهران تقول إنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية على الإطلاق لكن الأشهر القادمة قد تشهد تغيرا في الرؤية الغربية والإسرائيلية.

– في عيون الإسرائيليين الى أي مدى يلتزم نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك اللذان يقودان حزبين متنافسين بالتحرك ضد ايران اذا فشلت العقوبات من وجهة نظرهم في القضاء على ما يعتبرونه تهديدا؟

كلما اتسمت تصريحاتهما بالحذر كلما زاد احتمال أن يكونا يحاولان ترك مساحة للتراجع عن حافة الهاوية.

– ما مدى التناغم بين اسرائيل وواشنطن بشأن ايران وإن لم تكونا متناغمتين هل يرغب أوباما او حتى يستطيع منع غارة اسرائيلية ربما تحظى بتأييد من الناخبين الأمريكيين؟معظم المعلومات التي أتيحت لرويترز من أطراف معنية يكشف عنها في حوارات خاصة وليست للنشر مع مسؤولين بارزين. ويمكن الوثوق ببعض تلك المعلومات.

لكن بعضها محل شك في اطار لعبة الخداع بين القوى.وتحديد الفرق بين الاثنين هو المهمة الصعبة.وذكرت مصادر أمريكية لرويترز منذ زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المريحة لإسرائيل في أوائل مارس آذار أنها تعتقد أن اسرائيل تعهدت بالا تتخذ إجراءات علنية ضد ايران قبل أن تتاح فرصة لنجاح خطوة من الولايات المتحدة لإجبار طهران على تغيير موقفها من خلال العقوبات الدولية.

لكن مصادر إسرائيلية تنظر الى الموضوع بطريقة مختلفة حيث تشير الى أنه ليست هناك ضمانات مطروحة حين يكون وجود اسرائيل من وجهة نظرها معرضا للخطر. لكن ضبط النفس على الأقل في الأشهر القادمة لتجنب إثارة غضب الحلفاء في الخارج سيكون عقلانيا.

في الوقت نفسه يعتقد بعض المحللين الإسرائيليين الذين يزعمون أنهم مطلعون على ما يفكر فيه نتنياهو وباراك أن اسرائيل مستعدة وأنه حين يأتي وقت التحرك فستعتمد على عنصر المفاجأة في توقيت وطبيعة الهجوم وهو ما يتلاءم مع باراك ونتنياهو العضوين السابقين بالقوات الخاصة.هل هي خدعة؟ ربما.

وفي عهد ائتلاف رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت الذي قاده الوسطيون أعد المسؤولون الإسرائيليون ورقة عن السياسة الدفاعية أشارت الى أن الدولة اليهودية ربما تكون مستعدة للاكتفاء بنظام للردع المتبادل مع ايران تملك قدرة نووية.

وفيما كان يستعد للاستقالة قال أولمرت الذي كان ذات يوم بين أقوى صقور إسرائيل إن فكرة أن تهاجم بلاده ايران بمفردها تدل على “جنون العظمة”.

لكن في مواجهة زعماء الجمهورية الإسلامية الذين يعلنون صراحة رغبتهم في القضاء على اسرائيل ربما يجازف نتنياهو بمستقبله اذا نظر اليه على أنه يتراجع. غير أن حكومة نتنياهو التي مر عليها عام في الحكم نادرا ما تلتزم باكثر من القول بان “كل الخيارات مطروحة على الطاولة”.

ويقول نتنياهو وباراك إن الوقت يمر بسرعة نحو الوصول الى نتيجة على صعيد القدرة الإيرانية من حيث التكنولوجيا وإمدادات المواد الانشطارية لبناء عدد من الرؤوس الحربية في غضون بضعة أشهر.

وتعتبر اسرائيل هذا تهديدا مميتا.وكان جنرالات ومسؤولون أمريكيون قد حذروا من “عواقب غير مقصودة” من جراء هجوم يمكن أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط. كما أشاروا الى أن الوتيرة التي تسير بها الأنشطة النووية الإيرانية تتباطأ.لكن باراك أبلغ واشنطن بأنه اذا كان امتلاك ايران ترسانة نووية يبدو أمرا يستطيع الأمريكيون التعايش معه فإن شعبه شعوره مختلف ويقدر استقلاليته.

وقال باراك “من على مسافة أقرب في اسرائيل تبدو مثل نقطة تحول للنظام الإقليمي بكامله.”بالطبع هناك اختلاف معين في الرؤية… واختلاف في الساعة الداخلية واختلاف في القدرات.”لابد أن يكون هناك تفاهم بشأن تبادل وجهات النظر لكننا لا نحتاج الى تنسيق كل شيء.”وتدعم اسرائيل أوباما في تنسيق العقوبات ضد ايران. لكن في الأحاديث الخاصة لا يشعر كثير من الإسرائيليين بنفس الثقة التي عبرت عنها شخصيات بارزة في واشنطن بشأن فعاليتها خاصة اذا لم تكن “معوقة” لإيران كما يرغب نتنياهو.وكما تصوغها وزارة الخارجية الإسرائيلية بالخط العريض في جزء كبير من موقعها على الإنترنت الذي خصص لإيران “المجتمع الدولي يتجه نحو عقوبات أقل مستوى ليست غير مهمة لكنها قد لا تكون كافية.”هذا اقتباس من كلمة نتنياهو امام البرلمان في الثالث من مارس آذار.

ويطرح هذا سؤالا ملحا هو ماذا يحدث تاليا اذا كانت العقوبات “غير كافية”؟غير أنه قد تتم الدعوة لعقوبات اكثر صرامة لكن المسؤولين الإسرائيليين يخشون أن يسلك أوباما هذا المسار الى أن يكون قد “فات الأوان” من وجهة نظرهم وتكون ايران قد امتلكت ولو القدرة على إنتاج سلاح بسرعة إن لم تكن قد امتلكت سلاحا بالفعل.

وقال باراك إن الساعتين الأمريكية والإسرائيلية تسيران بتوقيتين مختلفين ويرجع هذا جزئيا الى أن تقييد القدرة العسكرية لإسرائيل يعني أنها كلما انتظرت لفترة أطول فيما تقوم ايران بالمضاعفة المزعومة لمواقعها السرية كلما قلت فرصة اسرائيل في إلحاق أضرار بها بمفردها.وفي كل الأحوال يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن نوعية الهجوم الذي يستطيعون تنفيذه قادر على أن يعطل وحسب ربما لبضعة أعوام اي برنامج إيراني.

لكنهم يأملون أن هذا التعطيل بالتزامن مع الضغط الذي تمثله العقوبات قد يؤديان الى وقف مستمر لطموحات طهران النووية من خلال تغيير قيادات الجمهورية الإسلامية.ومن ثم فإن الفكرة السائدة بين المحللين الإسرائيليين هي أن “نافذة” شن اسرائيل هجوما فعالا قد تظل مفتوحة لعام او اثنين آخرين. فهل يستطيع أوباما إغلاق هذه النافذة؟

بعثت الخلافات التي ظهرت هذا الشهر في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية برسائل متباينة.

وأفسدت موافقة ائتلاف نتنياهو التي لم يتراجع عنها على بناء منازل جديدة لليهود في أراض محتلة حول القدس زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن التي كانت تهدف الى الاتفاق على محادثات السلام مع الفلسطينيين والحصول على التزام اسرائيلي نحو مزيد من الجهود الدبلوماسية مع ايران بما في ذلك العقوبات بدلا من الاتجاه نحو حالة الحرب.واعتبر بعض المعلقين أن رد فعل واشنطن الغاضب يدفع اسرائيل نحو مزيد من التحركات أحادية الجانب.

وأعطى آخرون ثقلا اكبر لوجهة النظر القائلة بإن احتمال أن يثير نتنياهو غضب الولايات المتحدة اكثر من هذا بالمجازفة بمهاجمة ايران بمفرده بات أقل.وكانت أحدث الجهود متضافرة خاصة من قبل إدارة أوباما لتنقية الأجواء والحديث عن “الرباط الذي لا ينفصم” الذي يربط الولايات المتحدة باسرائيل.والمؤكد أن اسرائيل لا تسعى الى شقاق مع واشنطن المصدر الرئيسي الذي يمدها بالأسلحة وراعيتها فيما يتصل بالقوى المضادة للصواريخ والحماية العسكرية الأوسع نطاقا وحليفتها الدبلوماسية الرئيسية.

لكن كما أوضح باراك في واشنطن الشهر الماضي فان لكل دولة مصالحها.وعندما شنت غارة جوية على سوريا عام 2007 استهدفت منشأة نووية مشتبها بها أبلغت اسرائيل واشنطن مقدما بأنه يجري الإعداد لشيء من هذا القبيل لكنها لم تطلب إذنا وفقا لما ذكره مصدر مطلع على العملية.

وفي حين أن هجوما مثل ذلك الذي لم يثر انتقاما واضحا ربما يكون مثاليا لإسرائيل ضد ايران فإن خطر أن تطلق طهران صواريخها او تطلب من حلفائها في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) او حزب الله شن هجمات يعني أن اسرائيل ستكون حذرة من اي تصرف تتبرأ منه واشنطن او حتى تسعى الى معاقبتها بسببه.غير أن الإسرائيليين يشيرون الى أن الزعماء الإيرانيين كانوا قد صرحوا بأنهم سيضربون المصالح الأمريكية اذا شنت اسرائيل هجوما.

وفي هذه الحالة ربما يقل الخطر الذي تتعرض له اسرائيل بمواجهة ايران بمفردها.لكن تظل هذه مجازفة ضخمة ولا يمكن التنبؤ بها. ويدفع هذا وحده الكثيرين الى التساؤل عما اذا كانت اسرائيل ستتحمل هذا. لكن من يعتقدون أنهم يفهمون نتنياهو الغامض يؤكدون الموقع الذي يحتله مفهوم المدى الطويل في فكر رئيس الوزراء.

وفي حين أن المسؤولين الأمريكيين قد يركزون على دورة انتخابية محلية فإن نتنياهو ابن المؤرخ الصهيوني البارز لا يفوت فرصة ليضع سياسته تجاه ايران في سياق كفاح الشعب اليهودي الذي استمر لآلاف السنين.

على سبيل المثال ألقى خطابا امام المسيحيين الأمريكيين الإنجيليين في القدس مؤخرا وقال نتنياهو عن “الطغاة في ايران” الذين “يأملون محو إسرائيل من على الخريطة” إن “علينا أن نمنع ايران من تطوير أسلحة نووية.” وأضاف “بعد عقود في المنفى… عاد شعب اسرائيل الى الوطن ولن تستطيع أي قوة على الأرض أبدا أن تخرجنا من وطننا مجددا.”(رويترز)

اسرائيل وإيران تضعان الأسواق في موقف صعب

لندن – من بيتر ابس:قد يصنع رد إيران على أي هجوم تشنه اسرائيل على منشآتها النووية الفارق بين ومضة عابرة في الأسواق المالية وبين زلزال قوي يزج بالعالم في براثن أزمة اقتصادية جديدة.

من شأن مثل هذه الضربة بالتأكيد أن تدفع أسعار النفط للصعود بشكل حاد وترسل موجات صدمة عبر الأسواق يقول مايكل ويتنر رئيس أبحاث الطاقة في سوسيتيه جنرال “قد تقفز الأسعار عشرة دولارات أو عشرين دولارا مع الضربة الأولى.”لكن ذلك هو الأمر الوحيد المؤكد.

وقالت متسا رحيمي محللة الاستخبارات في مؤسسة جانويان للاستشارات ومقرها لندن “المشكلة هي أن رد الفعل لا يمكن التنبؤ به على وجه التحديد … لا يمكن ببساطة القول على وجه اليقين ماذا سيحدث بعد ذلك.”

ووافقها ويتنر في ذلك قائلا “ستكون الأسواق نافدة الصبر لكنها ستنتظر لمعرفة المزيد. ستريد معرفة إذا ما كان ذلك هجوما لن يتكرر أم أنه بداية لحملة طويلة ومستمرة من التفجيرات.”

ويتوقع السيناريو الأسوأ أن يسود الذعر. وكانت آخر عمليات البيع بسبب الذعر عبر الأسواق في سبتمبر أيلول 2008 عندما تسبب الانهيار المفاجئ لبنك ليمان براذرز في انتشار اعادة تقييم المخاطر مما أدى لانهيار الأسواق وأضر بالتجارة الدولية وتسبب في ركود عالمي.وقال جيف تشودري رئيس قسم اسواق الأسهم الصاعدة في مؤسسة فورين وكولونيال لادارة الصناديق ومقرها لندن “يمكنك بالتأكيد أن تتوقع ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط

– ربما تتجاوز 100 دولار – إلى جانب انتشار العزوف عن المخاطرة بدرجة كبيرة. سيبيع الناس أي شيء يرونه ينطوي على مخاطرة دون تفرقة.”

وقال تشودري إنه لا يتوقع أن يكون أي انهيار مرتبط بهجوم في اسرائيل بهذا العنف أو الأثر الممتد. لكنه توقع أن يكون له مثل نفس التأثير على المستثمرين بشكل جماعي على الأقل في مراحله المبكرة.

وستتضرر أسواق الأسهم الناشئة المتقلبة مثل روسيا والبرازيل والفلبين أكثر من اسرائيل التي اعتادت منذ نشأتها على الصراعات والمعروفة بتذبذبات أقل كثيرا في الأسعار.وقال تشودري إن الدول المنتجة للنفط مثل روسيا ونيجيريا قد تستفيد على المدى البعيد من ارتفاع أسعار النفط لكن أسواق الأسهم بتلك الدول ستتأثر بالاتجاه العام على المدى القريب. كما أن من المرجح أن تتضرر أسواق العملة الصاعدة.ومن المرجح أيضا أن تكون أسهم شركات الطيران بالتحديد عرضة للتأثر بعاملي ارتفاع أسعار الوقود وزيادة المخاوف الأمنية اللذين قد يتسببا في تراجع الاقبال على السفر.وستعتمد جدية واستمرار تلك الضربة على تطور الاحداث في حينها.

وقد تقرر إيران الانتقام من خلال هجمات تشنها نيابة عنها جماعات مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الاراضي الفلسطينية وحزب الله في لبنان.لكنها قد ترد أيضا بمهاجمة اسرائيل بصواريخ تقليدية ذاتية الدفع أو بالتحرك لاغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه 40 بالمئة من حركة الشحن البحري للنفط في العالم يوميا.

وقال تشودري “إذا حدثت سلسلة من الضربات المنفردة فربما يأتي الرد عن طريق حماس وحزب الله بصورة ما. أعتقد أننا سنرتد سريعا.”

لكن إذا دخلت الدولتان في صراع شامل ممتد فسيكون الوضع أكثر سوءا.”ومن شأن أي حادث في مضيق هرمز أن يؤدي لطفرة ثانية في أسعار النفط لما يصل إلى 150 دولارا للبرميل بالاضافة إلى رد فوري من جانب القوات الأمريكية التي تهدف لتطهير الممر المائي وتحييد السفن وطائرات الهليكوبتر والغواصات الإيرانية التي تزرع الألغام فيه.

وقال ويتنر المحلل لدى سوسيتيه جنرال “إذا أمكنهم اغلاق مضيق هرمز عندها سترتفع الأسعار بشكل كبير” محذرا من أن حتى افلات ناقلة نفطية من قذيفة قريبة من شأنها تعطيل الشحن لأسابيع. وأي شيء يعطل صادرات النفط الإيرانية من شأنه أيضا أن يدفع الأسعار العالمية للصعود.

وتنتج إيران نحو 3.75 مليون برميل يوميا أي ما يعادل 4.4 بالمئة من الطلب العالمي.

وقد تضطر الصين وهي مستهلك رئيسي للحصول على امدادات من دول أخرى.ومن شأن أي صراع غير متوقع في منطقة الشرق الأوسط أن يكفي لصنع الفارق بين تجدد الانتعاش – على ضعفه – وبين الانهيار من جديد.وقال أنتوني سكينر محلل المخاطر السياسية لدى مؤسسة مابلكروفت للاستشارات ” قد يكون حدثا من نوعية (انهيار بنك) ليمان.”التعافي الاقتصادي العالمي هش للغاية والحكومات بدأت لتوها تسحب حزم التحفيز ومازلنا معرضين بدرجة كبيرة لتكرر الركود. قد تكون تلك نقطة التحول.”

وقال سكينر إن فرص أن تشن اسرائيل هجوما هذا العام من وجهة نظره 50 بالمئة أو أكثر – رغم أن ذلك وحده لن يكون كافيا لاحداث انهيار عالمي على مستوى ما أحدثه انهيار بنك ليمان براذرز دون رد إيراني صارم.

وستتزايد احتمالات ذلك الهجوم خلال العام ونصف العام المقبلين إذا أصرت إيران على المضي قدما في برنامجها العسكري.

وقال سكينر “المخاطر كبيرة جدا بالنسبة لإسرائيل.”(رويترز)

تسلسل زمني لتصريحات إيران واسرائيل

– أنذر زعماء اسرائيل مرارا من الطموح النووي الإيراني مستندين في ذلك إلى دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى محو اسرائيل “من على الخريطة”.

فيما يلي تقدم رويترز تسلسلا زمنيا للتصريحات من البلدين.

أكتوبر 2005 – نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الرئيس أحمدي نجاد قوله إنه لابد من محو اسرائيل “من على الخريطة”. أدلى أحمدي نجاد بهذه التصريحات في مؤتمر عنوانه “عالم بلا صهيونية” حضره نحو ثلاثة آلاف من الطلبة المحافظين الذين رددوا هتافات مثل “الموت لاسرائيل” و”الموت لأمريكا”.أدانت حكومات من روسيا إلى كندا الرئيس الإيراني لتصريحاته الخاصة باسرائيل والتي أثارت مرة أخرى تساؤلات حول السياسة النووية لطهران.

ديسمبر 2006 – اتهمت إيران مجلس الأمن الدولي بازدواجية المعايير في فرض العقوبات بسبب ما قالت إنه برنامج نووي سلمي لطهران بينما تتجاهل الترسانة النووية لاسرائيل.

وجهت ايران هذه الاتهامات لمجلس الأمن بعد تصريحات من رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت إيهود أولمرت الذي لمح للمرة الأولى في مقابلة أجراها معه التلفزيون الألماني بأن بلاده تملك أسلحة نووية.

يونيو 2008 – قال شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت في مقابلة صحفية أن توجيه اسرائيل ضربات لإيران مسألة “حتمية” فيما يبدو في ظل تطور الخطط النووية لطهران.

سبتمبر 2008 – انتقد موفاز إيران مسقط رأسه ووصفها بأنها “أصل كل شر” وقال إن برنامجها النووي يمثل خطرا على السلام العالمي.نفى رئيس الوزراء المنتهية ولايته أولمرت مطالبة بعض من الوزراء بتوجيه ضربة من جانب واحد على إيران وقال إنها تمثل “جنون عظمة” قائلا في 29 سبتمبر ايلول إن على اسرائيل “التصرف في إطار النظام الدولي”.

ابريل 2009 – تسبب أحمدي نجاد في انسحاب مشاركين في مؤتمر للأمم المتحدة حول العنصرية عندما وصف اسرائيل بأنها “نظام قاس وقمعي”.

انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الخطاب الذي أدلى به الرئيس الإيراني والذي دفع عشرات المندوبين لترك مقاعدهم والذي قاطعته بعض الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة.أدت مقاطعة دول غربية للمؤتمر إلى تسليط الضوء على أحمدي نجاد الذي شكك في محرقة اليهود لكونه رئيس الدولة الوحيد في المؤتمر.

سبتمبر 2009 – قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إن إيران عندما تكون مسلحة نوويا لن تكون قادرة على تدمير اسرائيل في تصريحات تبتعد عن الرأي الاسرائيلي الذي كان سائدا لفترة عن الخطر الذي تمثله إيران.

ديسمبر 2009 – قال أحمدي نجاد إن اسرائيل لن يمكنها فعل “أي شيء يذكر” لوقف البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الذي يخشى الغرب أن يكون واجهة لصنع قنابل.

فبراير 2010 – قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن وجهة النظر الاسرائيلية حول البرنامج النووي الإيراني تختلف عن وجهة النظر الأمريكية وإن البلدين ربما يتبعان مسارين محتلفين في التعامل مع هذه القضية.وقال باراك “هناك بالطبع قدر من الاختلاف في وجهة النظر واختلاف في الحكم واختلاف في وتيرة العمل واختلاف في القدرات… لا أعتقد أن هناك حاجة للتنسيق في هذا الصدد. لابد أن يكون هناك تفاهم حول تبادل الآراء لكننا لسنا في حاجة لتنسيق كل شيء.”

مارس 2010 – قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة ألقاها في واشنطن إن وجود “نظام إيراني متشدد مزود بأسلحة نووية ربما ينهي عصر السلام النووي الذي كان يتمتع به العالم على مدى السنوات الخمس والستين الماضية.”وأضاف أن الاسرائيليين “سيحتفظون دائما بحق الدفاع عن النفس

المصدر- جريدة القدس العربي

Check Also

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز جابر احمد 2024 / 11 / 3 …