29/04/2024

ظهرت خلال السنوات الأخيرة حركات ارهابية متطرفة ادعت زورا وبهتانا بانها تمثل الله و رسوله على الأرض فشرعت بالعنف لتحقيق اهدافها التي تعارض كافة المواثيق الدولية الضامنة لبناء مجتمعات مدنية تتبنى مبادئ حقوق الانسان وتحترم الفرد والمجتمع بجميع فئاته ومن هذه الحركات المتطرفة المرتدية عباءة المذهبين الشيعي والسني يمكن الإشارة إلى تنظيمي “القاعدة” و”عصائب اهل الحق” وغيرها من الحركات المتطرفة. أما التنظيم الإرهابي الجديد، “الدولة الإسلامية” المعروف بداعش، الذي افرزته القاعدة وباتت افعاله الشنيعة حديث العالم بأسره حيث يشكل الخطر الأكبر في الوقت الراهن. ولم يختلف اثنان بأن هذا التنظيم الدموي ارتكب في فترة قصيرة لم تتجاوز الأشهر جرائم ليس لها مثيل في التاريخ المعاصر مما سيبقى العالم يتذكرها وستعاني الأمتان الاسلامية والعربية من أعماله البشعة لعشرات السنين مثله مثل تنظيم القاعدة. نحن لا نريد الخوض في حيثيات ظهور داعش واسبابه وتأثيرات هذا الظهور على المنطقة والعالم لأنه كتب ونشر الكثير بهذا الشأن ولكن نؤيد اغلبها خاصة تلك التي تتعلق باستغلال هذا التنظيم الشعارات الدينية لتبرير العنف بهدف بلوغ مآربه اللانسانية .

وهنا نريد أن نوضح أن ما يهمنا هو المحاولات اليائسة التي تريد ربط قضيتنا العربية الأهوازية العادلة بالفكر الداعشي عبر التشدق بالشعارات الدينية المتطرفة رغم أن النضال الاهوازي كان منذ نشأته يتمسك بالعوامل الوطنية والقومية بغية استرجاع حقوق شعبنا المسلوبة على رأسها حق تقرير المصير ويشكل ذلك جوهر صراعنا مع الانظمة الايرانية المتعاقبة .

لقد برز هذا التنظيم الارهابي المشبوه في خضم الثورة السورية وقدم بتصرفاته المثيرة للريبة والشك خير خدمة للنظام السوري وحليفه الإيراني في ظروف كانا بأمس الحاجة الى مثل هذه الخدمة، فجيشت طهران حلفائها الطائفيين في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله اللبناني بذريعة مواجهة الجهاديين الذين تنعتهم هي الأخرى بالطائفية ، وبعد الانتهاء من مهمته في سوريا توجه هذا التنظيم إلى العراق حيث وجد هناك مناخا ملائما وبيئة حاضنة نتيجة لديكتاتورية نوري المالكي الطائفي فعبث داعش في البلاد والعباد وقتل ما قتل من المسلمين السنة والشيعة والمسيحيين والإيزديين والأكراد والتركمان متجاوزا كافة الجرائم التي ارتكبتها تنظيمات من قبيل القاعدة والمليشيات الموالية لإيران.

نحن في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي اذ ندين جرائم داعش الأرهابية بحق كافة مكونات الشعبين السوري والعراقي ونؤكد على أن مغازلة هذا التنظيم الأرهابي القضية الأهوازية والتي جاءت على لسان خليفتهم المزيف ابوبكر البغدادي من جهة ومحاولة النظام الإيراني زج بعض الأهوازيين في الصراع الطائفي الدائر في العراق من جهة أخرى، تجعلنا أمام مسؤولية خطيرة من الضرورة بمكان وضع النقاط على الحروف بشأنها:

اولا: إن الارهاب الداعشي وغيره من الاسلامويين لا يعترف بالمجتمعات المدنية والديمقراطية والحرية وحقوق المواطنة التي نسعى لها منذ عشرات العقود .

ثانيا: إن داعش يتمسك بقراءة دينية متطرفة وولائه طائفي على حساب الولاء الوطني وهذا ما يمكنه أن يؤدي إلى خلق أرضية لصراعات طائفية نهايتها الاقتتال بين أبناء شعوب الأمة الواحدة وزرع الكراهية والبغضاء التي من الصعب التخلص من آثارها المدمرة .

ثالثا: نرفض رفضا باتا استغلال قضيتنا العادلة من خلال دغدغة مشاعر شعبنا المظلوم، لاسيما وإن ظهور هذا التنظيم الاجرامي يتم هذه المرة بذريعة الدفاع عن الشعوب التي تعاني من جرائم حكامها وهذا ما رأيناه في سوريا والعراق.

رابعا: نؤكد أن شعبنا محب للأمن والسلام ويؤمن بمبادئ حقوق الانسان ويحترم جميع الأقليات العرقية والدينية والمذهبية ويرنو إلى التعايش السلمي مع الآخر.

خامسا: نطالب كافة التنظيمات السياسية والمؤسسات المدنية والفعاليات الأهوازية في الداخل والخارج باتخاذ موقف صارم ضد إرهاب داعش والقيام بواجباتها تجاه توعية الشارع الأهوازي وبالضد من هذا التنظيم الإرهابي وكل تنظيم آخر على شاكلته سواء ارتدى لباس “السنة” وتغذى من الفكر الجهادي المتطرف أو لباس “الشيعة” بالاتكال على دعم ملالي طهران .

سادسا: يسعى شعبنا إلى طرح قضيته للعالم على أساس قومي ويحاول فضح انتهاكات حقوق الإنسان وسرقة مياهه واراضيه وممارسة التطهير العرقي الممنهج ضده من جانب النظام الايراني . لذلك نؤكد أن ما نشاهده من ارهاب داعش اليومي سيبعد الانظار عن الهدف الاساسي الذي نسعى من أجله منذ وقت طويل .

سابعا: إن حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي يدين بشدة محاولة إيران أو أي نظام قمعي آخر الانضمام لـ”التحالف ضد الإرهاب” ويعتقد أن النظام الحاكم في إيران يحاول كسب شرعية دولية والتظاهر بمظهر ضحية الإرهاب والتطرف ‘ عليه نطالب المجتمع الدولي اعتبار الدول الداعمة والحاضنة والمساهمة في نشوء التطرف في المنطقة وعلى رأسها إيران بمثابة جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل.

حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي