ما كشفته البحرين إنذار أخير للمنطقة كلها


ahmad-jar
احمد الجارالله – ما يردده المسؤولون الايرانيون بين الحين والاخر عندما يتوجهون لطمأنة دول الجوار قائلين :” نتطلع الى افضل العلاقات مع دول المنطقة”, ينفيه ما يجري في الواقع من ممارسات هي عكس ذلك تماما,
فما يتم تنفيذه لا يمكن تفسيره انه “التطلع الى علاقات حسن الجوار”, بل هو سعي دؤوب الى الهيمنة وتقويض الامن والاستقرار في كل دول الخليج والدول العربية, وما كشفته السلطات البحرينية عن تورط وزير دولة فيها بغسل اموال للحرس الثوري الايراني, يميط اللثام عن الجانب الاخطر في المشروع الفارسي وهو ضرب الاقتصاد الخليجي تمهيدا للسيطرة على دول المنطقة عبر زعزعتها اقتصاديا ولاحقا أمنيا, كما ان ذلك يؤدي الى اثارة الشبهات الدولية حول دول المنطقة في ما يتعلق بغسل الاموال والاقتصاد الموازي غير المشروع, باستخدام عصابات الحرس الثوري بعض ضعاف النفوس ممن يريدون الاثراء السريع حتى اذا كان الامر على حساب الامن الوطني.

ليس الحرس الثوري الايراني مجرد مؤسسة عسكرية فقط, بل هو في الاصل النظام كله لانه يمسك بزمام الدولة, ولايعمل بوحي من مصالح اشخاص انما ينفذ سياسة دولة, ولهذا فان كل امر يقدم عليه له تفسيراته و ابعاده واهدافه ما يجعل المرء ينظر بعين الريبة الى كل النظام, ولا يفصل بين العمليات القذرة لبعض الاجهزة ومؤسسات الدولة ككل, لأن في الانظمة الشمولية تكون الاجهزة الامنية هي الدولة ولا دولة خارجها.

درس الوزير البحريني يجب ان يكون جرس الانذار الاخير الذي ينبه دول الخليج العربية الى المخاطر التي تنتظرها اذا تركت حبل الامور على غارب التصريحات الساذجة للديبلوماسية الايرانية التي هي لذر الرماد في العيون ليس اكثر, أولَم تستفد من الدروس الكثيرة في علاقاتها مع نظام طهران, وجديدها هذه القضية الخطيرة, التي كانت السلطات البحرينية لها بالمرصاد, وتصرفت القيادة السياسية في المنامة بحكمة فيها, حين اقال ملك البحرين الوزير المتهم, وهي تأتي بعد وقت قصير جدا مما كشفته احداث شمال اليمن عن تغلغل استخباري في تلك الدولة, وكيف حاولت ايران ان تثير القلاقل في جنوب المملكة العربية السعودية.

حين تتاجر ايران بمظالم الاقليات في المنطقة تعتقد ان هذا الكذب ينطلي على الدول العربية, وهي في ذلك كما اشعب الذي اطلق كذبة وصدقها, و اكاذيب اشعب الايراني ليست موجودة الا في ذهن قادته, كما ان استغلالها لتجارة السلاح والمخدرات, وتبييض الاموال وتصيدها لبعض اصحاب المراكز العليا الذين يريدون الاثراء بسرعة, هو التعبير الواضح عن حقيقة المشروع الفارسي الذي قام اساسا على اثارة الفتنة المذهبية بين الشعوب, وحاول واضعوه جهدهم ان يستغلوا تلك الاموال القذرة في تنفيذ فتنهم هذه, فجعلوا من “حزب الله” اللبناني اداتهم للهيمنة على قرار الدولة اللبنانية, تارة بالعنف وطورا بالابتزاز, وحاولوا ان يجعلوا من شمال اليمن جنوب لبنان آخر, كما حاولوا اثارة الفتن بين السنة ايضا عبر اذكاء نار الخلاف بين العوبتهم الفلسطينية(حماس) وباقي تنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية, وهم لم ينفكوا يوما عن دس العملاء في العديد من الدول العربية والاسلامية للترويج لهم ولمخططاتهم تحت شعارات مذهبية عفا عليها الزمن, ولم تعد موجودة الا في اذهانهم فقط.

لن تكون محاولات رمي اوساخ النظام الايراني على دول الخليج لتظهر ايران امام العالم بمظهر الحمل الوديع عبر طرح الحجج المغالط بها الا السهم الذي يرتد على صاحبه فيقتله, ولن تستطيع الاوهام الفتنوية ان تمزق المنطقة الى تناحرات مذهبية طالما ان هناك من هو يقظ ويترصد عن كثب كل الالاعيب الخبيثة للحرس الثوري الايراني, ويجب ان يبقى الحذر على اعلى درجة من اليقظة.

لم يعد من مفر امام دول الخليج العربية كافة الا ان تحزم امرها في مواجهة مخططات هذا النظام بالحكمة, وبالعمل الجاد على تفكيك كل الخلايا النائمة وغير النائمة المأجورة التي تستخدمها طهران ليس فقط لسيطرتها على المنطقة, بل انما ايضا لجعلها بؤرة خطر على السلم والامن العالميين.

ان امثال من تم كشف تورطهم في البحرين ليسوا نبتا شيطانيا في صحراء المنطقة, وامثال هؤلاء موجودون بيننا يتخفون خلف ألف قناع وقناع, لذلك على دول الخليج ان تضرب بيد من حديد حتى لا تدرج مؤسساتها على القائمة العالمية السوداء للمؤسسات والشخصيات المتورطة في غسل الاموال ودعم الارهاب, اذ يكفي ما تسببت به الازمة الاقتصادية العالمية من مآس, ولسنا بحاجة الى متاعب اخرى سببها نظام طهران الذي يجب ان يعرف ان عليه وحده ان “يقلع الشوك من يديه” بعيدا عن دولنا والذي اصبح خطرا على الاسلام ذاته عبر اشاعته للجريمة المنظمة في المجتمعات الاسلامية ككل.

أحمد الجارالله – السياسة الكويتية

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …