14/05/2024

تواصل ايران سياستها الخارجية التي اتبعتها خلال السنوات الماضية والقائمة على التدخل في دول الجوار ودعم أنظمة ضد شعوبها على غرار ما تقوم به في سوريا بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لنظام الأسد لقمع شعبه طيلة السنوات الأربع الماضية واليوم ها هو النظام الإيراني بحاجة الى اتباع نهج جديد وسياسة خارجية أقل عنفا وأكثر مسؤولية  لتحقيق استقرار في منطقة الشرق الأوسط  فالوضع الحالي في العراق يمثل تهديدا فعليا لإيران أكثر مما يمثله التهديد السوري كما ان الإتفاق مع الدول الكبرى حول البرنامج النووي الإيراني بات اليوم يمثل تحديا أمام الحكومة الإيرانية لإثبات التغيير المرجو في سياسستها الخارجية , كما ان القتال على جبهتين في سوريا والعراق بات يحتم على هذه الحكومة هذا التغيير فهل تـُيقن الحكومة الإيرانية ضرورة تغيير هذا النهج والصعوبة التي باتت تواجهها؟ وهل يعي حلفاء طهران ان حليفتهم لم تعد قادرة على تقديم الدعم لهم في العراق وسوريا ولبنان متمثلة بحزب الله؟

مالذي يحدث للسياسية الخارجية الايرانية وعلاقاتها بالدول الأخرى؟ هناك الكثير من التطورات المتضاربة التي تدعو للتراجع للوراء وتأمل الحقائق الأساسية التي تخص هذه المسألة. في التحليل التالي نرى ثلاث حقائق رئيسية

الحقيقة الأولى: منطقة الشرق الأوسط هي منطقة غير مستقرة، وقد لعبت إيران دورا تاريخيا لتصوغ الوضع الراهن.
على سبيل المثال، الوضع الحالي في العراق سببه السياسة الخارجية الايرانية الفاشلة. ومن أجل تغيير ذلك، تحتاج إيران الى اتباع سياسة خارجية أقل عنفا وأكثر مسؤولية.

الحقيقة الثانية: هناك ساعة تدعى جنيف وعقاربها تدق بتسارع. وبالنظر الى الوضع المتهاوي بسرعه في العراق، ومايمثله ذلك من تهديد للأمن القومي الإيراني، فإن أهمية التوصل لاتفاق نووي مع الغرب يبدو اليوم أكثر ضرورة من قبل. كما أن تعليق المسائل على عدد من أجهزة الطرد المركزي ومستويات التخصيب تسقط بسرعه من قائمة أولويات إيران.
الوضع الحالي في العراق يمثل تهديدا فعليا لإيران أكثر مما يمثله التهديد السوري. إذا استطاعت إيران التوصل لتسوية مع مجموعة 5+1 فإن بإمكانها توظيف هذا الزخم من أجل الدعوة والمشاركة في الإئتلاف الدولي لحل الأزمة العراقية وتفادي حرب أهليه في البلاد، اضافة الى قدرتها على الاستفادة من حلفائها لكبح تهديد داعش.

الحقيقة الثالثة: لاتستطيع ايران دعم حرب على جبهتين: فهي الآن تقوم بتجربة التمدد خارج الحدود القصوى لمواردها لخوض غمار معركة لايمكن الفوز بها في سوريا.
افتقار ايران لاستراتيجية الخروج من سوريا يُصعّب الوضع على ايران في أن تكون أكثر مرونة واستجابة للأزمة.
الموارد الايرانية – العسكرية، المالية والمعدات الحربية – تم انفاقها وربطها بالصراع السوري، وهذا ما أجبر ايران على اتخاذ قرارات سياسية واستراتيجية صعبة.
يجب أن تكون الأزمة العراقية نداء الاستيقاظ للسياسيين الايرانيين من أجل إعادة تقييم دعمهم المتواصل للأسد، وهي أيضا تذكير لمناصري الأسد بأن الدعم الايراني للنظام لايمكن أن يستمر إلى مالا نهاية

الضيوف :-

عبر السكايب د. نبيل العتوم خبير في الشأن الايراني و النووي من عمان

من لندن وجدان عبد الرحمن مختص في الشأن الايراني عبر السكايب ايضا

عبر الهاتف من الرياض الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى سابقا

الآن تي في