20/05/2024

قبل عده سنوات و عند حضوري اجتماع اسبوعي علي البالتوك ذكر احد المتحدثين حكايه نبهتني الي مشكله حقيقه يعاني منها الكثير من  المناضلين الاهوازيين و هي مقلقة جدا و  تحمل  مؤشرا خطيرا لما يجول باذهان البعض عن ما سيفعله بالمستقبل بمخالفيه ان استلم موقعا قياديا يسمح له بالسيطره علي رقاب الناس و الحكايه كما ذكرها الراوي كانت بعد عام 2003 و سقوط النظام العراقي بقيادة صدام حسين بواسطة التحالف الدولي الذي كانت تقوده الولايات المتحدة , فالمتحدث ركب بسيارة اجرة في احد البلاد الاروبية و السائق كان من الاخوة الاكراد و ان السائق الكردي كان فرحا بسقوط صدام و مستبشرا بمستقبل القضيه الكرديه و حلمهم بنيل حقوقهم  و انشاء دولتهم المستقله فما كان من المتحدث الا ان قال انه استشاط غضبا و قال للسائق يا ريت يرجع صدام و يدعس علي رؤسكم و يقتلكم كلكم , هذا التعليق الذي صدر من انسان يعاني الاضطهاد و المظلومية  و هو عضو بتنظيم يدعو لتحرير شعب, جعلني اؤمن بأن البعض الاهوازي ما هو الا ديكتاتور ينتظر التسلط على رقاب الناس, يدعو الي قتل هذا و قص راس ذاك فقط لانهم يخالفونه الايمان برأي او نظرة سياسية.

الداعي لكتابة هذا المقال هو ما يجري اليوم علي الساحة من مشاحنات و اختلافات بين اكثر من طرف, مرجعه هو عدم ايمان اي طرف بالديمقراطية و اختلاف وجهات النظر . ان الاستبداد بالرأي هو سبب اكثر المشاحنات التي ليس لها اول ولا اخر علي الساحة الاهوازية , فالانطلاق من مبدأ انا الصح و غيري خطأ لن يوصلنا الي اي مكان و المواطن الاهوازي الذي يقبع تحت سلطه الدوله الايرانيه القمعيه ليس مستعدا لسماع اوامر مستبد اهوازي يراه لا يؤمن برأي غيره و ان هذا الشعب لن  يستبدل ظالما بآخر فقط لانه وطني بل ان ظلم الاخ و العشير هو انكي و اكثر مرارة من ظلم الغريب.

أن علي بعض التنظيمات التي توجد في دهاليز مكاتبها اسماء من يرون اليوم انهم علي قوائم العقاب لان في يوم من الايام قد انتقدوهم لفظا او كتابتا ان يعلموا انهم لن يروا اليوم الذي يمكن بواسطته تنفيذ تلك العقوبات التي تعشعش في مخيلاتهم في الدوله الوهميه التي اقاموها في اذهانهم ويرؤسونها  بسلطان مطلق . ان هذه الخيالات هي نتاج العقليه الاستبداديه التي يعاني منها البعض و هي من روافد الاضطهاد الذي عانى منه الكثيرين قبل خروجهم من الوطن ولكنه ليس عذرا للبقاء عليه بعد خروجهم و العيش في مجتمع ديمقراطي يتمتعون فيه بكامل الحريه , فمن كان يعيش الحريه و الديمقراطيه  عليه ان  يؤمن بها للأخرين كحق مكتسب للأنسان منذ يوم ولادته كاملتا غير متجزأة .

و في النهاية لنا في رسول الله و القران اسوة حسنة و يمكن تطبيق افعال الرسول علي ارض الواقع ,فبعد ان دخل الرسول (صل) مكه المكرمه و كان بها الد اعدائه أمن الناس جميعا و تمادي في التسامح و بل وساوى بيت ابو سفيان بالبيت الحرام  في مقولته الشهيره “من دخل بيت ابو سفيان فهو أمن”و من المعروف عن ابو سفيان  بأنه كان من اشد الناس كراهة للرسول  فما جاء الرسول منتقما و لم يحمل حقدا علي احد بل تسامي فوق خلافه مع الناس لهدف اسمي و هي الحرية . علي امل ان نسمو فوق خلافاتنا و ان نعتبر خلافاتنا رحمة اتمني ان تنعموا بالحريه اينما تكونوا.