هل يتحدى علي لاريجاني الرئيس أحمدي نجاد؟

بقلم روبن رايت: بدأ الأخوان لاريجاني يبرزان الآن على ما يبدو كقوة سياسية مكافئة للرئيس محمود أحمدي نجاد داخل معسكر المحافظين. ومن الواضح انهما على عكس منافسي احمدي نجاد الآخرين ، يحظيان بتأييد المرشد الأعلى علي خامنئي بشكل كامل.

كما ان تعيين صادق لاريجاني في الخامس عشر من أغسطس رئيسا للسلطة القضائية في ايران يجعل هذين الشقيقين يسيطران على اثنتين من اصل ثلاث هيئات رسمية مهمة في الدولة، وذلك لأن الشقيق الأكبر علي لاريجاني هو رئيس البرلمان الآن.

والحقيقة أن أسرة لاريجاني المؤلفة من خمسة أخوة كانت خلال السنوات الثلاثين الماضية قوة رئيسية في بنية السلطة بإيران، سواء كان ذلك من خلال تولي افرادها أدواراً دبلوماسية متنوعة او الترشيح للرئاسة او العمل بمناصب وزارية وهيئات رسمية مهمة كمجلس الأوصياء، مجلس الأمن القومي، القضاء، هيئة الإذاعة بل وحتى الحرس الثوري. وتمكن افراد هذه الأسرة من تعزيز سلطتهم خلال العام الماضي.

فقد كان محمد جواد لاريجاني، المتخرج في جامعة بيركلي قسم الرياضيات، عضوا في البرلمان ونائبا لوزير الخارجية ومستشارا للمرشد الأعلى خامنئي.

وبينما عمل الطبيب باقر لاريجاني نائبا لوزير الصحة، أمضى فاضل لاريجاني سنوات يعمل في السلك الدبلوماسي في أوتوا.

السلطة القضائية

غير أن صادق لاريجاني يتولى الآن رئاسة السلطة القضائية في لحظة حرجة تجري فيها الحكومة محاكمات جماعية لمؤيدي المعارضة الذين تتهمهم بتنظيم ثورة مخملية بتأييد من الخارج ضد النظام.

لكن من الواضح ان تعيينه في منصبه الجديد لفترة 5 سنوات يعكس ثقة المرشد الأعلى بأسرة لاريجاني في وقت تجتاح فيه ايران موجة غضب شعبي غير مسبوقة بسبب الخلاف حول انتخابات الرئاسة الأخيرة، وحول ما قيل عن تعرض المتظاهرين للتعذيب والاغتصاب بعد القبض عليهم خلال حملة قمع وحشية.

يقول مهدي خلجي في تحليل سياسي كتبه لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: تعطينا علاقات صادق لاريجاني بالحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات سبباً وجيهاً للاعتقاد بأنه سيستخدم سلطته الجديدة للمضي قدماً بقمع الحريات المدنية، وانتهاك حقوق الإنسان أكثر مما فعله سابقه.

نقد الإصلاح

ويبدو أن هذه النظرة تستند الى حقيقة تبين ان الأشقاء لاريجاني كانوا من منتقدي حركة الإصلاح في ايران خلال رئاسة محمد خاتمي. لكن يتعين أن نلاحظ هنا ايضا انهم يختلفون تماما عن حركة الرئيس أحمدي نجاد المتشددة والمتمسكة بالمبادئ. لذا يمكن اعتبارهم على ضوء الطيف السياسي المتغير باستمرار في ايران محافظين براغماتيين.

حول هذا يقول كريم ساد جابور من معهد كارنيجي للسياسة الدولية في واشنطن: قبل عشر سنوات كان بالإمكان اعتبار الأخوة لاريجاني من انصار الخط المتشدد، لكن مع تحرك المؤشر السياسي باتجاه اليمين في السنوات الأخيرة أصبحوا من المعتدلين الى حد ما بالمقارنة مع احمدي نجاد.

الحقيقة أن أوجه الاختلاف بين آل لاريجاني وأحمدي نجاد هي سياسية وشخصية. فعندما رشح علي لاريجاني نفسه للرئاسة ضد أحمدي نجاد في 2005 وجاء في المرتبة السادسة بحصوله على اقل من %6 من الأصوات، عينه خامنئي عندئذ رئيسا لمجلس الأمن القومي الذي هو هيئة مسؤولة مباشرة امام المرشد الأعلى، وليس أمام الرئيس الذي لا يمتلك سوى مقعد واحد فيه.

وهكذا أصبح لاريجاني بعد ذلك كبير مفاوضي ايران مع المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي المثير للجدل.

وعلى الرغم من اتخاذه موقفا صلبا ازاء حق ايران في تخصيب اليورانيوم كجزء من برنامج طاقتها إلا أنه أظهر اهتماما ايضا بالتوصل لاتفاق يحول دون تعميق عزلة ايران على المستوى الدولي طبقا لما ذكره الدبلوماسيون الذين تعاملوا معه.

انقسام المحافظين

بيد أن علي لاريجاني، الذي وجد نفسه على خلاف دائم مع احمدي نجاد بسبب تصريحات هذا الأخير النارية، ترك منصبه أخيرا عام 2007 ليؤكد بذلك وجود انقسام سياسي حتى داخل صفوف المحافظين.

قال لاريجاني خلال لقاء مع وكالة الأخبار الايرانية بعد استقالته: هناك خلافات ايديولوجية مع الرئيس، ولذا آثرت تقديم استقالتي لتفادي الضرر الذي يمكن ان ينشأ فيما بعد.

ومعروف أن لاريجاني رشح نفسه للانتخابات البرلمانية العام الماضي وجرى انتخابه رئيسا للبرلمان.

وبعد اندلاع الاحتجاجات على انتخابات يونيو الماضي كان علي لاريجاني واحدا من مسؤولي النظام القلائل الذين قالوا إن هناك كثيرين من الايرانيين باتوا يتساءلون حول انتصار أحمدي نجاد في الانتخابات، وحذر قائلا: إن على السلطة احترام رأي الأغلبية، وان تميز بين المحتجين سياسيا وبين المشاغبين والمخربين.

ويبدو أن للبغض القائم بين آل لاريجاني وأحمدي نجاد جذورا تتصل بالطبقة الاجتماعية ايضا، اذ يقول ساد جابور إن الأخوة لاريجاني ينحدرون من ذرية آية الله العظمى ميرزا هاشم امولي. كما تزوج بعض ابنائه من عائلات دينية بارزة وفرت لهم مكانة أكثر اهمية من السياسة. وبينما يمثل علي لاريجاني الآن عالم مدينة قم، التي هي مركز العقيدة الدينية في ايران اليوم، ليس هناك ما يمكن ان يقال عن ماضي أحمدي نجاد سوى ان والده كان حدادا.

تعريب نبيل زلف

تاريخ النشر 19/08/2009

www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=215&article_id=530033

شاهد أيضاً

رفيقنا المناضل مهدي ابو هيام الأحوازي

تلقينا في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي التغييرات الإيجابية في المكتب السياسي لحزبكم الموقر و الذي …