مؤتمر شعوب إيران والائتلاف الشامل من أجل الحرية و العدالة في ايران ،يصدران بيانًا حول الانتهاكات بحق الشعب البلوشي في إيران
مقدمة المترجم:
يواجه الشعب البلوشي في إيران اضطهادًا مزدوجًا منذ سنوات، إذ يعاني هذا الشعب من التمييز القومي والديني في آن واحد، كونهم من أهل السنة ويتحدثون لغة خاصة بهم مستقلة عن الفارسية، مما جعلهم هدفًا دائمًا لسياسات الإقصاء والاضطهاد التي ينتهجها النظام الإيراني المركزي الذي يقوده نظام “ولاية الفقيه”. كما أن الدستور الحالي للجمهورية الإسلامية لا يعترف بحقوقهم القومية ولا الدينية، ما أدى إلى تدهور أوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وفي ظل تصاعد عمليات القمع التي يتعرض لها هذا الشعب مؤخرًا، أصدر “مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية” بالاشتراك مع “الائتلاف الشامل من أجل الحرية والمساواة في إيران”، وهو تحالف سياسي يضم 14 تنظيمًا، بيانًا يستنكر فيه الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها الشعب البلوشي، مؤخرًا، ومنها المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن الإيراني في ميناء “كلاهي”.
ووفقًا لتقارير موثقة حصلت عليها جهات بلوشية و”مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية”، شنت القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام الإيراني، في 11 مايو 2025، هجومًا واسعًا على ميناء “كلاهي” بذريعة مكافحة تهريب الوقود. وقد استمر هذا الهجوم ثلاثة أيام متتالية، شاركت فيه وحدات خاصة مدعومة بمسؤولين قضائيين وعسكريين من محافظة هرمزكان، حيث قامت القوات خلاله بتدمير ممتلكات الأهالي، واقتحام المنازل، ونهب محتوياتها، وجرح العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى اعتقال عدد كبير من الأهالي الآمنين.
وأضاف البيان أن الهجوم تم بأوامر مباشرة من الجنرال قاسم رضائي (القائد العام لقوى الأمن الداخلي)، ومجتبى قهرماني (رئيس السلطة القضائية في هرمزكان)، وعلي أكبر جاويدان (قائد شرطة الإقليم)، وبمشاركة وحدات مدججة بالسلاح والآليات الثقيلة.
وأثناء هذا الهجوم تم اقتحام حتى غرف نوم المواطنين بعد أن تم تكسير أبواب المنازل، كما تم إطلاق النار على سيارات المواطنين المتوقفة أمام بيوتهم، وعندما احتجت النساء البلوشيات على ذلك، تعرضن للضرب، وسُحبت جلابيبهن من فوق رؤوسهن. كما تم منع السكان من أداء صلاة الظهر في مسجد “محمد رسول الله” التابع لأهل السنة، وقامت هذه القوات ببث دعاء “ظهور الإمام المهدي” عبر مكبرات المسجد، وعند محاولة إمام المسجد منعهم من ذلك، تم الاعتداء عليه جسديًا ونفسيًا.
حول خلفية القمع وتهميش البلوش:
أشار البيان إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها قوات الأمن مناطق البلوش، فقد سبق أن تعرض ميناءا “كلاهي” و”كَرْگان” في محافظة ميناب لهجمات مماثلة. ولفت البيان إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في سياق الأهمية الجيوسياسية لمناطق البلوش، حيث تسعى السلطات الإيرانية، في إطار سياسة تغيير سكاني، إلى تهجيرهم قسرًا، دون أن توفر لهم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية على مدار 46 عامًا من الحكم الإسلامي. كما أن غياب فرص العمل دفع كثيرين إلى امتهان مهن خطرة مثل تهريب الوقود والبضائع عبر الحدود.
وأكد البيان أن إيران، رغم كونها بلدًا ذا تنوع قومي ولغوي وثقافي، لكنها تحولت في ظل الأنظمة الشمولية إلى دولة تقمع التنوع وتستخدم الفقر والعنف والتمييز أدوات للسيطرة، ولا سيما على الشعب البلوشي الذي يعد من أقدم شعوب الهضبة الإيرانية.
بسبب الوضع الإنساني المتردي:
يعاني البلوش من أعلى معدلات الفقر والبطالة في إيران، ما يدفع الكثير من الأسر إلى إرسال أطفالهم إلى أعمال خطرة وغير قانونية. وتؤكد تقارير منظمات أممية وحقوقية أن البلوش يتحملون النصيب الأكبر من الإعدامات التعسفية، والمحاكمات الجائرة، والانتهاكات الحقوقية في البلاد، فيما يُعدّ جزءًا من مشروع ممنهج لقمع إرادتهم ومحو هويتهم القومية.
كما أكد البيان أن التغيير الديمقراطي الحقيقي في إيران لن يتحقق دون إسقاط النظام الحالي وتفكيك بنيته المركزية، وإقامة نظام سياسي علماني، فيدرالي، يضمن لجميع شعوب إيران – من بلوش وأكراد وترك وعرب وفرس وتركمان ولور – حقوقًا متساوية في تقرير مصيرهم، وصون ثقافاتهم، والمشاركة السياسية الفاعلة.
وفي الختام:
دعا البيان كافة القوى الحرة، ومنظمات حقوق الإنسان، والمجتمع الدولي إلى دعم نضال الشعب البلوشي، ونضال جميع شعوب إيران من أجل الحرية والمساواة والعدالة.
مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية
والائتلاف الشامل من أجل الحرية والمساواة في إيران