الكارثة البيئة التي ألمت بشعبنا العربي الاهوازي والتي ظهرت مؤخرا بأقسى صورها هي نتاج السياسيات المبرمجة التي يتهجها نظام الجمهورية الإسلامية والمتمثلة بإقامة السدود على الأنهار المتدفقة نحو الأراضي الاهوازية وحرفها مجاريها باتجاه المناطق الوسطى من ايران ، ولعل من بين الأنهار التي أقيمت عليها هذه السدود هي انهر كارون ،الدز ا،لكرخة والجراحي والتي نتج عنها كوارث لحقت إضرار لا تعوض بالبيئة الأمر الذي من شانه ان يهدد مستقبل شعب بأسره كما أنها تندرج في إطار تنمية الأقاليم المركزية على حساب مناطق تواجد الشعب العربي الاهوازي .
لقد كان من نتاج هذه السياسية الإجرامية إلحاق اشد الإضرار بقسم كبير من أبناء شعبنا العربي الاهوازي الذين يعملون في مجال الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك ،كما ان إقامة مثل هذه السدود قد تسبب في تجفيف المسطحات المائية المعروفة بالاهوار و منها “الهور العظيم ” و هور ” الحويزة ” و هور ” الفلاحية ” وهي مسطحات كانت موجودة منذ ألاف السنين ، كما تعتبر ملجأ للطيور المهاجرة ومراع لبعض الحيوانات بالإضافة الى الثروة السمكية .
وردا على هذه السياسة اجتمعت المنظمات والأحزاب المنظوية تحت إطار ” مؤتمر شعوب ايران الفيدرالية “وأصدرت بيانا هاما أدانت فيه السياسات الإجرامية التي ينتهجاها نظام الجمهورية الإسلامية تجاه الشعب العربي قي إقليم عربستان الاهواز الذي يعاني هذه الأيام من ظروف بيئية قاسية للغاية لم يسبق لها مثيل في العقود الأخيرة .
كما جاء في البيان ان ” انهار مثل الكرخة وكارون والجراحى ، وكذلك المسطحات المائية مثل هور العظيم وهور الحويزة وهور الفلاحية ، تعاني من الجفاف القاتل لدرجة تبدو وكأنها تكافح الموت ، من هنا يمكن اعتبار التمييز والإهمال البيئي المتعمد للمنطقة والسياسات التدميرية لصالح حرف مياه الأهواز للمناطق المركزية في ايران هي من تقف وراء هذه الكارثة .
كما أعرب البيان عن إدانته للإهمال المتعمد لإقليم الأهواز لامور البيئة وتأثيراتها على المصدر الأساسي للثروة في البلاد ، كما ان الشعب العربي الاهوازي لم يحصل منها سواء دخان آبار النفط والعواصف الترابية والتجفيف المتعمد، وناشد البيان ايضا جميع المؤسسات و الأحزاب و الأحرار في ايران الإسراع الى إدانة هذا الظلم الممارس على الشعب العربي الاهوازي وحتى غير العرب وأن يناصروا مطالبهم باعتبارهم شعباً يتعرض للتميز العنصري .
كما ادن البيان السياسات المعادية للعرب التي تنتهجها حكومة الجمهورية الإسلامية ، وأعلن أن تفضيل بعض المناطق على المناطق الأخرى اصبح واضح تمامًا ، وهو ما يشير بحد ذاته إلى تمييز عنصري من قبل قادة النظام ا الذين يتشبثون بالسلطة ويمارسون الاضطهاد القومي في مناطق الشعوب الإيرانية الأخرى . .
و بما ان بعض من هذه المسطحات المائية مثل هور الفلاحية أو هور ” شادكان ” تعد مكان لتكاثر أكثر من 40 نوع من الحيوانات إضافة إلى الطيور الذي يصل عددها إلى 152نوعا لذلك فان مسؤولية الحفاظ على مثل هذا التراث البشري يقع على عاتق المنظمات الدولية لذلك فان هذه المنظمات مطالبة العمل بمسؤولياتها فيما يتعلق بالحفاظ على هور الفلاحية خصوصا واهوار الاهواز عموما والتي أصبحت اليوم مهدد بالزوال نتيجة لسياسات النظام الإيراني ، و ايضا العمل بحد على وضع حد للكارثة البيئة الراهنة التي يتعرض لها أبناء الشعب العربي الاهوازي .
