Ahwazs_flag
اكثر ما يبرز في ساحة القضية الأهوازية الأختلاف المذهبي احياناً و الأختلاف المنهجي و الفكري و كيفية الوصول الى الهدف

ما اولويات القضية ؟

نرى ان هذان الموضوعان لهم صدى واسع و لهم حصة الأسد في الخلاف الموجود بين اطراف المختلفة في القضية.

و كم مؤسف ذلك! ان في قضيتنا نقف كثيراً عند المسميات و نقف كثيراً عند من الشيعي و من السني ؟ نقف كثيراً عند تكفير الافكار التي تختلف مع افكارنا و ننسى ان الاختلاف في الافكار و الوجهات امر طبيعي جداً في كل المجتمعات البشرية بل و هو ضروري لاستمرار الحياة ولكن ما هو غير طبيعي ان نخلق من الاختلافات الفكرية و المنهجية خلافات و اصطدامات شخصية !

بدل ان نمنح هذه الأولوية لهذه الخلافات و يجب ان نمنحها الى العامل الاقتصادي و الذي هو عامل مكمل و رئيسي في مسيرة كل القضايا و الدول و العلاقات في العالم ، وقد يتسأل البعض و ما شأن هذا بالقضية ؟! لكن لدينا تاريخ نستطيع ان نستدل العِبر منه و اعظم مثال على ذلك هو قصة اليهود و كيف صنعوا أمة من لا أمة و من مجموعات بشرية أتت من شتى بقاع الأرض و صنعوا دولة قادرة ان تقود العالم او الشرق الاوسط بالخصوص من وراء الكواليس و هذا ليس تمجيد للاسرائيلي انما هذا ان دل يدل على فكر و نهج واقعي و مدروس و ناجح ساروا عليه و ليس من فراغ او الصدف صنعت ذلك !

ان نظرت بقليل من العمق الى تاريخ و مراحل اختراع الامة الاسرائيلية تجد انهم وحدوا انفسهم بثقافة رغم اختلافهم الكبير في الأعراق و الأنتماءات و ايضاً تجد الجانب الاقتصادي القوي الذي كان النطفى الاولى التي جعلت العالم في ما بعد يشهد ولادة دولة اسرائيل و تمويل الذاتي لانفسهم جعلهم يخطو خطوات ناجحة نحو وصولهم لغايتهم و هذا الاقتصاد القوي جعلهم يكسبون الكثير من التحالفات مع الدول العظمى و هذا جنباً الى جنب السياسة الثعلبية التي يتميزون بها بعض مفكرين اليهود. أسسوا بنك “الانجلو -فلسطيني”  و  “الصندوق القومي اليهودي” الذان كانا الثغرة الصغيرة اللي اوصلتهم الى الحلم الكبير، و بهذا لا احاول مقارنة الوضع اليهودي بوضعنا ولكن اود ان اثير نقاط لأثبت اهميتها مقابل نقاط اخرى مثل مسميات و طائفية مفتعلة و اختلاف في الفكر و المنهج ، مقابل الوحدة و القدرة على تمويل انفسنا و كسب الاخر من خلال مصالح اقتصادية مشتركة  و ان نظرنا ايضاً الى العلاقات الدولية و تاريخ الأمم نجد ان العامل الاقتصادي كان في فترات مختلفة و كثيرة جداً هو الأساس في رسم طبيعة العلاقات بين الدول ، ف كان سبب المانع للكثير من الحروب خوفاً على المصلحة الاقتصادية و كان ايضاً عامل لاخضاع الاخر لمجرد الضغط على هذا الوتر الاحساس. و من هنا الاقتصاد عامل اساسي و رئيس في خلق علاقات خارجية جيدة و استقرار داخلي. و ما يجب علينا هو ان نحاول قدر الامكان خلق روابط اقتصادية جيدة مع بعضنا البعض و مع الاخر ليكون ساند لنا ان دعت الضرورة و في الجانب الاقتصادي لنا في الوقت الراهن لا نستطيع الاستعانة بالنفط لكن من خلال جهود مجموعات و من خلال صنع مشاريع قد تبداء صغيرة الآن و تنمو في المستقبل و تكون هي داعم و المساند للقضية ، لست متخصصة في الاقتصاد لكنني متأكدة من وجود من هم لهم الخبرة الواسعة في هذا المجال و يستطيعون ان يحققوا ما نطمح ليه.

و كما ذكرت في البداية الاختلاف اساس المجتمعات لكن هذا الاختلاف لا يجب ان يصل الى الخلاف علينا ان ننظر الى المسلّمات قضيتنا اكثر و ان نحترم الاخر رغم اختلاف فكرهه معنا و نبني جسور التقاء على بحيرة الأختلافات و قد يكون صنع مصلحة اقتصادية مشتركة هي احد الجسور.

تحـريـر الأهوازية

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …