و كم مؤسف ذلك! ان في قضيتنا نقف كثيراً عند المسميات و نقف كثيراً عند من الشيعي و من السني ؟ نقف كثيراً عند تكفير الافكار التي تختلف مع افكارنا و ننسى ان الاختلاف في الافكار و الوجهات امر طبيعي جداً في كل المجتمعات البشرية بل و هو ضروري لاستمرار الحياة ولكن ما هو غير طبيعي ان نخلق من الاختلافات الفكرية و المنهجية خلافات و اصطدامات شخصية !
بدل ان نمنح هذه الأولوية لهذه الخلافات و يجب ان نمنحها الى العامل الاقتصادي و الذي هو عامل مكمل و رئيسي في مسيرة كل القضايا و الدول و العلاقات في العالم ، وقد يتسأل البعض و ما شأن هذا بالقضية ؟! لكن لدينا تاريخ نستطيع ان نستدل العِبر منه و اعظم مثال على ذلك هو قصة اليهود و كيف صنعوا أمة من لا أمة و من مجموعات بشرية أتت من شتى بقاع الأرض و صنعوا دولة قادرة ان تقود العالم او الشرق الاوسط بالخصوص من وراء الكواليس و هذا ليس تمجيد للاسرائيلي انما هذا ان دل يدل على فكر و نهج واقعي و مدروس و ناجح ساروا عليه و ليس من فراغ او الصدف صنعت ذلك !
ان نظرت بقليل من العمق الى تاريخ و مراحل اختراع الامة الاسرائيلية تجد انهم وحدوا انفسهم بثقافة رغم اختلافهم الكبير في الأعراق و الأنتماءات و ايضاً تجد الجانب الاقتصادي القوي الذي كان النطفى الاولى التي جعلت العالم في ما بعد يشهد ولادة دولة اسرائيل و تمويل الذاتي لانفسهم جعلهم يخطو خطوات ناجحة نحو وصولهم لغايتهم و هذا الاقتصاد القوي جعلهم يكسبون الكثير من التحالفات مع الدول العظمى و هذا جنباً الى جنب السياسة الثعلبية التي يتميزون بها بعض مفكرين اليهود. أسسوا بنك “الانجلو -فلسطيني” و “الصندوق القومي اليهودي” الذان كانا الثغرة الصغيرة اللي اوصلتهم الى الحلم الكبير، و بهذا لا احاول مقارنة الوضع اليهودي بوضعنا ولكن اود ان اثير نقاط لأثبت اهميتها مقابل نقاط اخرى مثل مسميات و طائفية مفتعلة و اختلاف في الفكر و المنهج ، مقابل الوحدة و القدرة على تمويل انفسنا و كسب الاخر من خلال مصالح اقتصادية مشتركة و ان نظرنا ايضاً الى العلاقات الدولية و تاريخ الأمم نجد ان العامل الاقتصادي كان في فترات مختلفة و كثيرة جداً هو الأساس في رسم طبيعة العلاقات بين الدول ، ف كان سبب المانع للكثير من الحروب خوفاً على المصلحة الاقتصادية و كان ايضاً عامل لاخضاع الاخر لمجرد الضغط على هذا الوتر الاحساس. و من هنا الاقتصاد عامل اساسي و رئيس في خلق علاقات خارجية جيدة و استقرار داخلي. و ما يجب علينا هو ان نحاول قدر الامكان خلق روابط اقتصادية جيدة مع بعضنا البعض و مع الاخر ليكون ساند لنا ان دعت الضرورة و في الجانب الاقتصادي لنا في الوقت الراهن لا نستطيع الاستعانة بالنفط لكن من خلال جهود مجموعات و من خلال صنع مشاريع قد تبداء صغيرة الآن و تنمو في المستقبل و تكون هي داعم و المساند للقضية ، لست متخصصة في الاقتصاد لكنني متأكدة من وجود من هم لهم الخبرة الواسعة في هذا المجال و يستطيعون ان يحققوا ما نطمح ليه.
و كما ذكرت في البداية الاختلاف اساس المجتمعات لكن هذا الاختلاف لا يجب ان يصل الى الخلاف علينا ان ننظر الى المسلّمات قضيتنا اكثر و ان نحترم الاخر رغم اختلاف فكرهه معنا و نبني جسور التقاء على بحيرة الأختلافات و قد يكون صنع مصلحة اقتصادية مشتركة هي احد الجسور.
تحـريـر الأهوازية