و بالرغم من مطالبات بعض مثقفوا الاهواز بتنفیذ المادة 15 من الدستور الايراني التي تنص على حق الشعوب الغير فارسية بممارسة و تدريس لغتهم كسائر القوميات طوال سنوات عدة اذ نلاحظ هذه المطالبات تبقي غير مجابة و کادت تختصر جهود النخبة الاهوازية علي التحدث باللغة الفصحی و ذلك بين اوساط النخبة من المجتمع الاهوازي فقط ولا أكثر. واذا تعمقنا اكثر يتضح لنا بالرغم ان المجتمع الاهوازي مجتمع متدين وملتزم نسبيا بالطقوس الدينية والشعائر المذهبية والتي تدار باللغة العربية عادة الا ان اللغة العربية الفصحى اصبحت لغة هامشية لا تحل مكانها المأمول في المجتمع ولذا هناك سوال يطرح نفسه فهل الاختصار بالتحدث باللغة العربية الفصحي بين اوساط المثقفين هو الهدف المنشود ؟
فيجب القول ان المشكلة هي اننا و ان تحدثنا باللغة العربية لكننا بقينا فقراء ثقافيا بالنسبة للثقافة العربية والسبب الرئيسي لهذا الامر هو لان عقليتنا بنيت على العقلية الفارسية والتي ترعرع الفكر الاهوازي على اساسها و لهذا السبب ان اكثر مثقفي الاهواز اذا لم اقول كلهم يمارسون اللغة العربية على اسس فارسية. و في الواقع اننا وان تحدثنا باللغة العربية لكن لطالما فكرنا باللغة الفارسية ومن ثم ذلك ترجمناها الي اللغة العربية لا يغير كثيرا في عقلياتنا والترجمه وان كانت تتم باحسن صورة فالترجمة تبقي ترجمة وعلي سبيل المثال نري الكثير من المعنيين بهذا لامر عندما يظهروا علي فضائية ما لا يستطيعون التحدث باللغة العربية الطلقة لا وبل يترجمون كلامهم من الفكر الفارسي الي اللغة العربية وهذا ما يعيق كلامهم ويسبب مشاكل في ايصال الفكرة الصحيحة الي المستمع اوالمشاهد و قس علي ذلك…
لماذا التفكير بالفارسية؟
فلربما يتبادر هذا السوال في ذهن القاري الكريم لماذا بالرغم من اننا عرب ونتحدث العربية لكن نفكر بالفارسية؟ فلايخفي عن كل قارئ لهذه الماده ان كل مايوجد من مواد تعليمية ومناهج دراسية في المجتمع الايراني هو غير عربي بحت كما ان جميع الوسائل الاعلامية هي غير عربية و بالطبع ان مايتم من تفكير وثقافة لغوية قد یکون عبر اللغة السائدة في المجتمعات فلذلك لا اعتقد يبقي مكانا لتنمية العقلية العربية وتطوير مكونات الهوية العربية. فبالرغم من اننا نتحدث اللغة العربية الدارجة التي ورثناها بصورة شفوية وذلك بفضل ابائنا وامهاتنا الذين كانوا و مازالو لايجیدوا غيرها , نحن لانتعلم اللغة العربية بصورة اكاديمية بل بصورة تقليدية و غير رسمية كما لا نقراء الكتب العربية من ادب وتاريخ وثقافة بسبب عدم تواجدها في الاهواز الا اولئك الذين يتابعون فرع اللغة العربية في الجامعات فاذن المادة الفكرية التي تتغذي بها اذهاننا هي تصلنا عبر المواد المكتوبة او المسموعة والتي نتلقاها باللغة الفارسية اذن فهنالك ثقافة وذاكرة تاريخية تجمعنا بالمجتمع الايراني اي الفكر الفارسي .
ماهو نصيب مخزوننا الثقافي من اللغة العربية؟
فكما اشرنا سلفا ان كلما ماورثناه باللغة عربية هو بفضل ابائنا وامهاتنا وكلما نتناقله من امثال وحكم وقصص عربية تلقيناه بصورة شفوية و مشتتة نسمعها في حياتنا اليومية صدفة و قلما نجد موروث ثقافي او علمي مكتوب يخص المجتمع الاهوازي باللغة العربية لا في الماضي ولا في الحاضر وان راينا اهتمامات و تحركات ثقافية هنا وهناك للحفاظ علي هذا الموروث الا اننا للاسف لم نجد اقلام كثيرة تدمع حرصا للتدوينها والحفاظ عليها عن طريق توثيقها باللغة العربية و من هنا يجب القول باننا نفتقر الي الكتابات العربية في الماضي كما لانبادر بالكتابة و التعريف بثقافتنا العربية او مخزوننا الثقافي حتي باللغة الفارسية في الحاضر ومن هنا نري بان المجتمع الاهوازي وان تحلي بذاكرته التاريخية بكل ما تضم في طياتها واحيي موروثه الثقافي واعتز بما يجمعه مع العرب من موروث ثقافي الا اننا لم نجد الكثير من هذا الموروث الثقافي مكتوبا بل لازلنا نحافظ عليه شفويا و لم نجد في ارشيفنا الثقافي والفكري المكتوب الا عدد خجول جدا من كتابات لا ياتي بحسبان المكتبات او الارشيفات العالمية و الجميل بان بالرغم من وجود مواد وافكارقيمة لدي الكثير من المثقفين او المهتمين بهذا الامر لا نري منتجات فكرية مكتوبة بل نوع كسل او بالاحري هروب من كتابتها وتدوينها باللغة العربية ان صح التعبير.
لماذا الهروب من الكتابة باللغة العربية؟
سبق و اشرنا بان لا توجد مواد دراسية و مناهج تعليمية باللغة العربية لابناء الاهواز و هذا ما يودي الي عدم اتقان القراءة والكتابة بالعربية كما يجب و لذلك لم يتجراء البعض الاهوازي الكتابة باللغة العربية خوفا من الوقوع في الاخطاء من نحوية ،صرفية او املائية التي لا يسلم منها حتي اشقاءنا في الوطن العربي لذلك نري الكثير من مثقفينا و العديد من المهتمين ذوي الافكار والاراء القيمة يخشون الكتابة باللغة العربية طوال السنين .كما اننا لانري بوادر عملية تهدف الي رفع هذه المشكلة في ظل الظروف التعليمية الراهنة في ايران اتجاه اللغة و بهذ الامر يبقي موروثنا الفكري والثقافي شفوية الي اجل غير مسمي ورهينا بقرار الحكومة وتفعيلها لمادتي 15و19 من الدستور الايراني واللتان تنصان علي ضرورة تعليم لغات القوميات الغير فارسية بلغة الام في المدارس الرسمية.
وخلاصة الامر يجب القول بان اذ استمرت بنا الامور علي ماهي عليها الان فلا تبقي من لغتنا وثقافتنا العربية الا عينها وسيصبح ما يتليها من لغة وثقافة وعقلية غير عربية اي عارسية ان صح التعبير. ومن هنا يجب ان نذكر بضرورة الاهتمام بالكتابة والتفكير باللغة العربية كلغة القران ولغة 422 مليون نسمة في العالم و كما لا ننسي اجادتها للتحدث والحفاظ علي موروثنا الثقافي والتاريخي من خلال تدوينه و كتابته بالعربية والجهد علي الحفاظ عليه. فان ترك هذا الامر واهماله الي الشفويات قد يودي الي اندثار تاريخنا وموروثنا الثقافي الذي يضمن بقاء هويتنا و تراثنا الثقافي وسر وجودنا علي هذه الارض الطيبة وكما قال الشيخ زايد ال نهيان رحمه الله «فالامة التي لاتراث لها لا ماضي لها.»
.فلنستغل هذه المناسبة المباركة ولنعاهد انفسنا ان نجلل لغتنا في المجتمع الاهوازي ونكرمها وان نكثر من قرائتها وممارستها و ان لا نخشي الوقوع في اخطائها الصرفية والنحوية لان كل من حاول وبذل جهدا لامرما فلربما يخطآ فان الذين لا يخطاون ابدا هم الذين لا يحاولون ابدا.
تنويه : اللغة العارسية المقصود بها اللغة العربية المليئة بالمفردات الفارسية
اشارة منقولة من موقع امم المتحدة:
اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 شباط/فبراير من كل عام بناء على مبادرة من اليونسكو، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. و تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
وفيمايخص العربية فهي أكثر لغات المجموعة السامية متحدثينَ، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأهواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا. اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.
الأمم المتحدة و’’يوم اللغات‘
يكتسي تعدد اللغات، بوصفه عنصرا أساسيا في الاتصال المتناسق بين الشعوب أهمية خاصة جدا بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة. وهو إذ يشجع على التسامح، فإنه يكفل أيضا مشاركة فعالة ومتزايدة للجميع في سير عمل المنظمة، وكذلك فعالية أكبر ونتائج أفضل ومشاركة أكبر. وينبغي الحفاظ على تعدد اللغات وتشجيعه بإجراءات مختلفة داخل منظومة الأمم المتحدة، بروح الإشراك والاتصال.
20 آذار/مارس – يوم اللغة الفرنسية (اليوم الدولي للفرانكفونية)
20 نيسان/أبريل – يوم اللغة الصينية (تخليدا لذكرى سانغ جيه مؤسس الأبجدية الصينية)
23 نيسان/أبريل – يوم اللغة الانكليزية (الذكرى السنوية لوفاة الكاتب الانكليزي ويليام شيكسبير)
6 حزيران/يونيه – يوم اللغة الروسية (الذكرى السنوية لميلاد الشاعر الروسي ألكساندر بوشكن)
12 تشرين الأول/أكتوبر – يوم اللغة الإسبانية (يوم الثقافة الإسبانية)
18 كانون الأول/ديسمبر – يوم اللغة العربية (يوم إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة)
نقلا عن حوار المثقف