لاانکر أن عوامل اخری تؤثرفي تکوین وصیاغة هذا الوعي وهي المدارس والجامعات والمؤسسات العلمیة وایضا الحیاة في المدینة وتغیراسالیبها الیومیة واخیرا وسائل الإعلام وما تترکه من ثأثیر علی هذا الوعي الفردي والجماعي .ومن هنا اساسا ینبثق رأیان لمعالجة المشکلة التی نمربها . ..
رائ یدفع باتجاه الشطب الکامل علی القبلیة وتجاوزها والتحول الی نظام مدني حدیث وعصري ویعتقد أن المؤسسات المدنیة والأحزاب السیاسیة هي البدیل الأنسب للقبیلة والقبلیة.لکن هذا التحلیل یبدوطوبائیا بعض الشئ إذ أن لا توجد دعائم لتحویله من مجرد آراء نظریة الی واقع معاش .واقل ما یمکن أن یقال عنه أنه ممکن ذهنی ومحال عملي لأن المجتمع لایتغیر بضغط علی زرالأمانی وإنما یحتاج الی عمل دئوب وزمن مدید الی تحقیق هذا المبتغی.لکن هناک شریحة من الدارسین والمتعلمین تعتقد بهذا الرأی وتدافع عنه بشراسه وعندما یحصل حوارربما تکون کفتهم هي الراجحة رغم أن الواقع لایعالج فقط بالاراء والتنظیرات المعسولة ولوکان الأمرکذالک لمابائت بل فشل نظریة افلاطون في بناء جمهوریته والفارابي في مدینته الفاضلة.
أما الرأي الثاني فهو یقوم اساسا علی وجود فرق بین القبیلة کنظام اجتماعي قائم علی علاقة العرق والدم التی تربط بین مجموعة من الأفراد وبین القبلیة کوعي فردي وجماعي یحدد سلوک الافراد داخل وخارج نظام القبیلة ویشمل مجموعة من العادات والاداب والرسوم التی ستکون محل نقاش وتمحیص ضمن هذه الدراسة.
وعلی کل الأحوال لایمکن فهم الواقع الاجتماعي لأي مجتمع عربي دون فهم طبیعة العلاقات القبلیة داخل ذلک المجتمع وهذه حقیقة لایمکن الوثب علیها بأي حال من الأحوال.
فالاختلاف بین الفریقین هو اختلاف في المنهج ولیس اختلافا في الجوهروالأساس و کل فریق یدعي أنه صاحب الرأي الأنسب والأمثل لمعالجة الحالة القائمة والکل یدعي وصلا ب لیلی کما هو المثل المعروف.وهذا الإختلاف یشبه الی حدما الإختلاف الذي وقع بین المناطقة(الطوبائیین) والسوفسطائیین(الواقعیین) في الإغریق وانتهی بهزیمة السوفسطائیین علی ید افلاطون لیسود بعدها التفکیرالطوبائي علی حساب التفکیر الواقعي لفترة طویلة. والمسئلة لاتقف عندهذا الحد لأننا لودخلنا في التفاصیل سوف تکون المسئلة اکثر تعقیدا لأن الشیطان یکمن في التفاصیل کما یقال. ولنأخذ علی سبیل المثال مسألة الهویة .فالقائلین بالفرق بین القبیلة والقبلیة یعتقدون أن القبیلة ساهمت الی حد بعید في الحفاظ علی الهویة في ظل غیاب المؤسسات المعنیة بهذا الأمربینما الفریق الآخر لایری تأثیرا یذکرللقبیلة في حفظ الهویة وربما لدیه تصورمختلف لموضوع الهویة بأسرها وهذا لیس موضوع بحثنا في هذا المقام.ولعنا لا نغالي اذا قلنا بأن موضوع القبلیة والحدیث عنها موضوع بسیط في ظاهره شائک ومعقد في مضمونه. وبعد هذا العرض للموقفین القائمین نرید أن نقول بأن المستهدف في بحثنا هي القبلیة کوعي وکثقافة ولیس القبیلة کنظام اجتماعي . وآن الأوان لنستعرض أهم القضایا التي تحتاج الي مداولة حقیقیة بغیة الوصول الی نتائج تمکننا من معالجة بعض من مشاکلنا وأهمها:
1- تکون الوعي الفردي والجماعي داخل النظام القبلي
2- القیم الاجتماعیة داخل النظام القبلي
3- ثنائیة القانون والمشایخ في حل النزاعات
4- الهویة القبلیة والهویات الأخری مثل الهویة القومیة والوطنیة
5- النزاعات القبلیة
6- مراسیم العزاء والفرح داخل القبیلة
7- دورالمثقف في التغییرونتمنی أن ننجح في تخصیص حلقة لکل موضوع لشرحه وتسلیط الضوء علی الزوایا المخبئة فیه وهذا ماسنسعی الیه في مقالات لاحقة وهو مسعی لا یتأتی دون تعرض السطورالمکتوبة اعلاه الی نقد بناء من قبل القارئ الکریم ومااحوجنا الی ذالک
للكاتب عبدالحسين الحيدري؛ نقلا عن “بروال الاهواز”