khazal1بقلم علي الأهوازي - في لقاء تلفزيون الوطن في برنامج توالليل الذي يقدمه الاخ الفاضل ‏المحامي خالد العبد الجليل مع مرشح الدائرة الخامسه الاخ عبدالصمد دشتي كان من ضمن ‏محور الحديث تعلق بشخصية الامير العربي الفذ الشيخ خزعل الكعبي واشار عبدالصمد الى ان ‏الشيخ خزعل صفوي وليس كعبي

عفوا عبدالصمد دشتي ‘ خزعل كعبي

وانا اعتقد ان ذلك اما ينم عن جهل او قد يكون عن عمد ‏وسوء نيه وفي الحالتين لايغيير من الحقيقة شئ وانما هو محاولة للنيل من تاريخ الدولة الكعبية ‏المعاصرة  والقبائل العربية الاهوازية الاصيلة وتاريخها الحافل في التصدي للاطماع الايرانية ‏متمثلة باميرها الشيخ خزعل ‏

 

ونقول للاخ الفاضل عبدالصمد دشتي انه لايمكن ان نخفي الشمس بغربال وانّ نسب الشيخ ‏خزعل معروف للقاصي والداني ولايمكن لاحد ان يزاود على انتما الامير الكريم وفيلسوف ‏زمانه الشيخ خزعل الكعبي واجزم ان الاخ عبدالصمد لم يقراء التاريخ ما عدا تاريخ القاجار ‏وملوك السلسلة القاجارية التي امتله به دهليز منزله وهذا ليس عيبا واحيّه على اعتزازه بتاريخه ‏وقوميته وحنينه الى تلك الحقبة والموسيقي الايرانية التي تبعث به روح الوجد والنشوة والمجد ‏الذي افل واندثر الّا في قلب عبدالصمد يبقى للازل. ونقول ان الشيخ خزعل هوخزعل بن جابر ‏بن مرداو ألكعبي ألعامري, أمه نورة بنت طلال شيخ قبيلة الباوية, ولد سنة 1862م. نشأ الشيخ ‏خزعل في المحمرة وتعلم على أيدي بعض من الشيوخ , وتدرب على الفروسية فكان عونا لأبيه ‏وأخية من بعده, و قد تولى الإمارة على أثر مقتل أخيه الشيخ مزعل سنة 1897م.‏

نستعرض هنا للدلالة على الموضوع آراء بعض المورخيين وكتاباتهم عن ذلك الامير العربي

يذكر امين الريحاني في كتابه ملوك العرب عن الشيخ خزعل :‏

هو سمو السردار أقدس، معز السلطنة، الشيخ خزعل خان بن نصرت الملك الحاج جابر خان ‏الجاسبي المحيسني الكعبي العامري، أمير نويان و سردار عربستان، و مؤلف كتاب الرياض ‏الخزعلية في السياسة الإنسانية. قل من لا يعرفه من قراء الصحف العربية باسمه و لقبه الأولين ‏في الأقل. فهو من أمراء العرب و إن كانت إمارته داخلة في سيادة الدولة الإيرانية. بل هو ‏أكبرهم بعد الملك حسين سناً، و أسبقهم إلى الشهرة، و من أعظمهم في الكرم. هذا ما يعرفه ‏أكثر العارفين بالبلاد العربية. أما ما يجهله أكثر الناس خارج الكويت و البصرة فهو إن هذا ‏الأمير العربي من طراز الأمراء عهد العباسيين. أعني بذلك أنه غني حكيم كريم معاً. فهو ‏برمكي في كرمه، و في ذوقه، و في أدبه. يحب اللهو و الغناء حبه الأدب و الشعراء. بل يميل ‏إلى كل ما فيه شيء من أسباب السرور كلها، العقلية و الاجتماعية و الجسدية. أجل، إن للشيخ ‏خزعل ذوقاً إنسانياً شاملاً فلا ينفر من غير القبيح و الذميم في الحياة، و لا يعرف في مكارمه ‏التفضيل و التمييز تجيء المغنية من حلب أو من دمشق إلى المحمرة و هي لا تملك غير ‏خلخالها فتقيم عدة أشهر في القصر و تعود غنية مثقلة بالحلي. و يجيء الشعراء و في جيوبهم ‏قصائد المديح فيعودون من المحمرة و في جيوبهم أكياس من المال. و يجيء حبر من أحبار ‏المسيحيين فينزل على سمو السردار ضيفاً كريماً محترماً و يعود مصحوباً بالهدايا الثمينة. لا ‏أظن أن الشيخ خزعل يحتاج إلى شهادة المبرد و شهادتي في أنه يعتقد هذه الحكمة و يعمل بها. ‏فهو إذا لبس ثوبه الرسمي يحمل على صدره شهادات من ملوك الأرض و فيها وسام القديس ‏غريغوريوس من البابا بناديكتوس الخامس عشر و بين تلك الأوسمة و النياشين كلها وسامين لا ‏يراهما كل الناس بل لا يراهما غر من نظر إلى هذا الرجل بعين الشعر و الفلسفة. فهو في ‏صفته الإنسانية يحمل وساماً من الفيلسوف الإغريقي أبيقور و آخر من الحكيم الإلهي الصوفي ‏محيي الدين ابن العربي. هوذا الأمير العربي الذي كنت متردداً في زيارته بالمحمرة. و قد ‏ترددت لسببين، أولما لأن المتأدبين يؤمون تلك السدة الشريفة و في جيوبهم قصائد المديح ‏الطنانة، و لست لسوء الحظ ممن يحسنون النظم و لا المديح الرسمي و ثانيهما أنه حاكم بلادٍ ‏أطلق عليها العرب في الماضي اسم الأهواز و هي اليوم عربستان من أعمال فارس. على أن ‏رغبتي في الاجتماع بأمير عرفته من أخباره أنه فيلسوف الأمراء، بل فيلسوف الحياة العملية، ‏كادت تتغلب على أسباب التردد كلها، فوطنت النفس على أن أعرج على المحمرة في عودتي ‏إلى البصرة. و لكن تقادير الخير أمرضتني فجمعتني بالدكتور ريحان الذي بشرني بوجود سمو ‏الشيخ في الكويت (1).‏

‏ بادرت إلى القلم و الورق أكتب إليه كلمة أستأذنه بالزيارة فوقف القلم في رأس لصفحة البيضاء ‏جامحاً. كيف أحيي هذا الأمير و هو كثير الألقاب و الرتب و الأوسمة؟ بل كيف أحيي من ‏يتحدث الناس من عرب و عجم و إفرنج عن مكرم أخلاقه و غرر أياديه؟ هل أحذو حذو الأدباء ‏فانظم الإسجاع، في من كرمه كالمسك ضواع، و متفق عليه بالإجماع؟ قد يظنها قصيدة مدح ‏مني فيعاملني بما يوجبه شرع المحمرة. لذلك طرحت الرسميات جانباً و كتبت إلى مولاي الشيخ ‏خزعل كلمة سلام مقرون بالإجلال و الإكرام، فجاءني منه الجواب الآتي: ‏

أسعد الله أوقاتك ‏

أيها الفيلسوف المكرم، حياك الله و أبقاك، و حفظك و نجاك، و إني مشتاق إلى لقياك. فيجب أن ‏أزورك قبل أن تزورني لأن لكل قادم حق الزيارة و قد سبقتني بالجميل في كتابك الكريم، ‏فأشكر ذاك الذوق السليم و إني صباحاً إن شاء الله أزورك في محل الجميع و أحظى بنور تلك ‏الطلعة و أختم كتابي لكم بالتوفيق و السلام عليكم . المحب لكم خزعل.‏

من كلمات الشيخ خزعل عن التعصب الديني: بلية العالم. و لو كان لي أن أرجع بعد الموت إلى ‏هذه الأرض لما أحببت أن يكون ذلك إلا عندما تصبح و لا أثر فيها للتعصب الديني. الإنسان ‏أخو الإنسان أحب ذلك أم كره .‏

يعد الشيخ خزعل من الشخصيات العربية البارزة في تاريخ العرب الحديث, إذ انه لعب دوراً ‏رئيسياً في أحداث الخليج العربي في الربع الأول من القرن العشرين, وساهم مساهمة فعالة في ‏أحداثه, واحتل مكانة مرموقة بين أمراء الجزيرة العربية. وحرص الريحاني– على أن يؤكد ‏لنا:” أنه أكبرهم – بعد الشريف الحسين- سنّاً واسبقهم إلى الشهرة وقرين أعظمهم إلى الكرم”. ‏

وهولا يقل مكانة عن شخصية الشيخ سلمان بن سلطان ألكعبي (1767-1737م) –الشخصية ‏البارزة التي حكمت الإمارة إبان القرن الثامن عشر, وتأتي أهمية الشيخ خزعل من أن إمارته ‏شهدت أيامه أحداثا غاية في الأهمية, فقد شهد تفجر النفط وتبلور المصالح الأجنبية في منطقته, ‏وشهد قيام الحرب العالمية الأولى, وعدّ موقع إمارته الاستراتيجي خطيرا إبانها, كما شهد انهيار ‏الحكم القاجاري في إيران وقيام الحكم البهلوي بدله, ذلك الحكم الذي أطاح بحكمه. ( د. ‏مصطفى عبد القادر النجار:التاريخ السياسي لإمارة عربستان).‏

كتب عنه عبد المسيح الانطاكي, يقول ” بشوش الثغر, طلق المحيا, ذو نظر جذاب, فصيح ‏اللهجة, وديع يؤانس ضيوفه, شريف العواطف ذو سماحة وطلاقة, حليم عند القدرة, شفوق على ‏اللائذين, تقي ورع, مسلم صادق بدينه يصلي الأوقات الخمسة, بطل باسل عند اشتباك ‏الحروب” ( الدرر الحسان في إمارة عربستان: 30 – 29 ). ويصفه علي محمد عامر ” عالم ‏وهو النصير الأكبر للعلماء والشعراء, شاعر كبير له قصائد ومقطوعات من الشعر “. ‏‏(المحمرة والوحدة العثمانية: ص 73- 71 ). وقد وجده سليمان فيضي – معتمد الإمارة – ” ‏طيبا كريما ميالا إلى المرح والمزاح, ينظر إلى الحياة نظرة متفائل, وكان يعيش في قصره ‏الفخم محاطا بكل مظاهر العز والسلطان, “. ( في غمرة النضال:294). ‏

كما كان من المعروف أن الشيخ خزعل شيعي المذهب، له عند علماء الدين في النجف وكربلاء ‏مقام كبير وكان قصره لا يخلو من وفودهم، كما كانت له مواقف مشرّفة في أعمال البر. وهو ‏برغم هذا لم يعرف عنه التعصب المذهبي الذي كان شديداً أيامه ولم يعادِ أصحاب المذاهب ‏الأخرى. ويُروى أن مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني زاره في المحمرة للحصول على هبة ‏لترميم المسجد الأقصى، فأعطاه تسعة آلاف روبية. ويبدو لنا من توافرنا على دراسة هذا الأمير ‏أنه كان متمتعا بقدر كبير من المزايا والصفات التي جعلت منه شخصية متنفذة وقد طغت على ‏الكثير من رجالات ساحل الخليج العربي, فكان واحدا من أشهر الذين عرفهم الخليج في التاريخ ‏الحديث, وقد عرفه بالقوة والصلابة, كما عرف باطلا عه الواسع على شؤون الخليج العربي ‏وإيران والعراق ونجد.( الداود- الخليج العربي ص : 71).‏

وقد عرف عن الشيخ خزعل علاقاته الوطيدة مع شيوخ العرب والمتنفذين من الشخصيات ‏المجاورين لإمارته. كما أنه حسنّ صلاته مع بلاد فارس ” فكسب احترام وحب أكابر رجالها, ‏ونال بذلك أعظم أوسمتها وألقابها ” ( الانطاكي – رحلة في وادي النيل: 207). وقد عرف ‏كيف يحقق لعربستان استقلالها الداخلي والخارجي, إذ يذكر رضا شاه: ” كان أميرا مستقلا ‏داخل حدوده… ليس لحكومة طهران أي سلطان عليه… وقد مضت عليه أعوام دون أن يدفع أية ‏ضريبة للدولة.. غير أنه كان أحيانا يرسل بعض الهدايا إلى شاه إيران شخصيا”, ( مذكرات ‏رضا شاه: 38). ‏

وهو من ناحية أخرى كان يرى”أن الوقت قد حان لزوال إمبراطورية آل قاجار, ولذلك حزم ‏أمره على إعلان استقلاله للعالم الخارجي متى ما شعر بالخطر يحدق بإيران” ومن أجل هذا ‏فكر في تقوية علاقاته مع الإنجليز, ولذا فإن فترة حكمه تمثل تغيرا جذريا في سياسة المحمرة ‏مع الموظفين الإنجليز في الخليج العربي, فقد زالت تلك المعارضة التي صرح بها أبوه وأخوه ‏منذ فتح نهر كارون للملاحة النهرية, ولقيت الشركة البريطانية ( لنج ) مساعدات قيمة من ‏حكومته وقد أخذت السفن البريطانية المارة في شط العرب أمام قصره تطلق له مدافع التحية.( ‏الدود –الخليج العربي:72). ‏

في سنة 1908م تم العثور على النفط في مسجد ة سليمان – أحدى مدن الإقليم الشرقية على بعد ‏‏150كم من رأس الخليج – على عمق 1180 قدما, وأتضح أن تفجره قد تم في الأهواز قبل ‏غيرها من الإمارات العربية على الخليج. لذا فقد فتح الإنجليز باب المفاوضات مع الشيخ خزعل ‏برغم من احتجاجات شاه فارس عليهم لعقد اتفاقية بشأن جزيرة عبادان للبدء في أنشاء معمل ‏لتكرير النفط فيها, إضافة, لمد خط أنابيب طوله 130 ميلا بين الحقول ومرفأ النفط في عبادان. ‏وبهذا الخصوص يذكر السير أر نولد ولسن – وهو سكرتير الوفد المفاوض للشيخ خزعل – إن ‏لقاء قد تم بين الشيخ خزعل والسير برسي كوكس الوكيل البريطاني في بخارى والمتولي شؤون ‏المناطق المحيطة بالخليج العربي وبعد أربعة أيام من المفاوضات فقد توصل الطرفان في ‏السادس من مايو أيار سنة 1909م إلى اتفاق يقضي بدفع 650 جنيها سنويا إلى الشيخ خزعل ‏كإيجار لموقع معمل تكرير ومرور أنابيب النفط عبر أراضيه, (هارفي – الأزمة العالمية: ‏‏350-343م), إلى جانب تأييد استقلاله ضد ادعاء الحكومة المركزية. ووعد بمساعدة عسكرية ‏إذا ما تعرض لأي اعتداء.( بروكلمان – تاريخ الشعوب الإسلامية – ج 5: 136).‏

وهكذا حقق الشيخ خزعل – الذي امتدت إمارته أكثر من ربع قرن- لنفسه مكانة دولية مرموقة, ‏وقد حصل على أوسمة كثيرة من ملك بريطانيا, وسلطان تركيا, وشاه فارس, والبابا في روما ‏وغيرهم, كان يحملها على صدره إذا لبس ثوبه الرسمي .‏

وهذا غيض من فيض من تاريخ اميرنا الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو الكعبي المحيسني ‏العامري .‏

علي الأهوازي

كاتب وباحث ‏

ahwaz2008@gmail.com

شاهد أيضاً

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة

فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …