كشفت المؤامرة الإيرانية التي أفشلتها البحرين في جعلها قنطرة للعبور إلى الخليج العربي أن الجيوستراتيجيا التاريخية، لا تتغير بتغير الأنظمة. فالبحرين العربية التاريخية بقيت عقدة إيران..عقدة الصفويين والقاجاريين والخمينيين والخامنئيين.. وستبقى حجر زاوية بناء الاستقلال العربي طالما بقي آل خليفة على هامتها. هم حجر التحدي العربي في ثغور العرب الخليجية، لو علم العرب لعرفوا وأقروا لهم بهذه الحقيقة وهذه المكانة. مازالت العقيدة العسكرية الاستراتيجية الإيرانية تعد الخليج العربي بحيرة إيرانية، على ساكني ضفتيها جميعاً الإيمان بأن مسؤولية أمنها مسؤولية إيرانية بما يعني ضمناً أن قيادات دول الخليج يجب أن تكون موقعاً على قبولها إيرانياً وهو أول ما أسقطته البحرين في المؤامرة الأخيرة عليها. الإرهاب الديموغرافي الإيراني الطائفي ضد الخليج، ورأس الجسر فيه البحرين.. ليس جديداً، بل هو مشروع قديم يمكنكم النظر إليه من خلال مطالبات إيران الرسمية لحكومات دول الخليج بالتعامل بتساهل مع طلبات الإيرانيين بالاستيطان في دولها.. والعرب الطيبون.. راضون… وعبارة (تتدللون) هي السائدة.. ويا ترى ما الذي تعنيه جميع مناورات إيران في الخليج وما يعقبها؟؟ هل يتذكر إخوتنا الخليجيون ماذا طلبت إيران عقب مناورات محمد رسول الله في حزيران الماضي؟؟ مناورات الصواريخ التي أطلقت فيها طهران صواريخ عابرة للقارات في المحيط الهندي وصواريخ استعراضية من جزر طنب الكبرى والصغرى في باب الخليج لتأكيد أنها سيطرت على ممرات باب عمان أومضيق هرمز أوالبوابة العربية. إيران خط استراتيجي عدواني لا هامش كارتوني، على العرب أن يفقهوه، وأن يضعوا له قيمته الاعتبارية والاستراتيجية في مواجهة التحديات الأساس لوجودهم. لنقرأ.. وزير الدفاع الإيراني يعلن بكل زهو عرض إيران على دول الخليج توقيع معاهدة للدفاع والأمن، زاعماً أنها ستضمن السلام والأمن في المنطقة. أما مضمون المعاهدة فيختص بالآتي: تطوير ترتيبات دفاعية وعسكرية وتنظيم مناورات مشتركة، ومكافحة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات والأمن الإقليمي. بما يعني، بوضوح، استفراد إيران بالهيمنة على دول الخليج والقيمومة التي أسقطتها البحرين على الخليج تتحدد بالقناعة أو القيمومة الإيرانية بفكرة الوصاية أوالولاية الفارسية على الخليج، وضرورة الهيمنة على أي من نظمه وهياكله الأمنية من خلال التفاعل بين ثلاثة عوامل أساس: أحدها تاريخي ويتصل بأثر الخبرة السابقة تشكيل الإدراك والمعرفة الإيرانية لكيفية المحافظة على وحدة التراب الوطني، والآخر جيو- ستراتيجى وينبع من تقييم مجمل عناصر القوة الإيرانية مقارنة بنظيرتها العربية الخليجية، والثالث أيديولوجي يرتبط بطبيعة العقيدة المذهبية الشيعية وتكييفها لماهية السلطة السياسية. نزعة توسعية في ما يتعلق بالعامل التاريخي فإنه يفسر النزعة التوسعية الإيرانية صوب الخليج، ويوضحها. إذ في كل مرة انكفأت فيها إيران على نفسها تزايدت احتمالات تعرضها للتفكك والعكس صحيح. وتجسد فترة حكم القاجاريين لإيران، هذه العلاقة الارتباطية الوثيقة بين التمدد الخارجي لإيران وتكريس مظاهر قيمومتها المطلوبة والمفترضة على الخليج من جانب، وبين قدرتها على حفظ تكاملها الإقليمي والقومي ودعم سلطة حكومتها المركزية من جانب آخر. كما إنه ثمة ملاحظة أخرى تجدر مراعاتها، هي أن تنشيط الدور الإيراني جنوباً وغرباً في اتجاه الخليج، غالباً ما كان يرتبط بمحاولة التوسع شمالاً وشرقاً داخل العمق الآسيوي والعكس صحيح. وتأتي أهمية ذلك العامل من التهديدات الناجمة عن صراع القوميات داخل إيران، فالبنية الاجتماعية الإيرانية تتسم بغلبة طابع التعدد القومي على التركيب السكاني الإيراني: العنصر الفارسي الشيعي (60%)، البلوش (10%)، الأكراد(10%)، التركمان(10%)، العرب (10%). هذه هي صورة الديموغرافيا الداخلية الإيرانية في بسيطها، وأدى هذا التعدد القومي في بعض الفترات إلى سعي بعض هذه القوميات إلى تحقيق الحكم الذاتي والثورة على الحكم الإيراني، وظهر ذلك خصوصاً في مارس عام 1979 عندما ثار الأكراد للمطالبة بالحكم الذاتي في الشمال الغربي من إيران، وصراع الأحواز والبلوش، وكانت الهجمات التي ضربت العمق الإيراني، مما دعا إيران إلى التهديد بالتوغل في باكستان، لملاحقة المتمردين البلوش، وهو ما مثل مرحلة نوعية في الصراع القائم بين طهران وواشنطن. وتؤكد طرق التعامل الأمريكية، والسلوك المتبع في الفترة الأخيرة تجاه إيران، تفعيل خيار جيوستراتيجي ينطلق من التركيز على نقاط الضعف الاستراتيجية في الجغرافيا والمجتمع الإيراني، وخصوصاً في المناطق التي يمكن وصفها بالخواصر الرخوة في البيئة الإيرانية. مع صعوبة إيرانية في السيطرة على الجبال إلى شرق صحراء كافر وصحراء لوط، من مشهد إلى زهدان إلى ساحل مكران، وبالتالي صعوبة حماية الحدود الشرقية مع أفغانستان وباكستان. ومن دون حدود آمنة، ستكون إيران عرضة لقوى أجنبية من شأنها التلاعب في الديناميات الداخلية وزعزعة الاستقرار عبر استغلال الفتحات الناتجة عن ذلك، وإشغال إيران في جانبها الآسيوي يبدو أمراً سهلاً. ولعل المراقب للسلوك الأمريكي في الفترة السابقة تجاه إيران يلاحظ وجود ملامح لخيار إشغال إيران في برها الآسيوي، والتأثير تالياً على فعاليتها الشرق أوسطية، إذ كشفت تقارير أمريكية عدة عن أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدعم البلوش والأقليات لزعزعة الاستقرار في إيران، كما إن رالف بيترز الضابط الأمريكي، وفي مقالته الشهيرة «حدود الدم» التي نشرها في المجلة العسكرية المتخصصة «أرمد فورسز جورنال» رسم حدوداً جديدة لإيران اقتطع منها ما يسميه بدولة «بلوشستان الحرة». وفي السياق ذاته نشرت مجلة «فورن بوليسي»، مقالاً لروبرت كابلان بعنوان «انتقام الجغرافية»، إذ يشير كابلان إلى الإشكالات العرقية في إيران عبر تأكيد أن العولمة الجارية التي جذرت الجغرافية أفضت إلى خلق عالم صدامي يتشكل من مناطق صغيرة متناثرة تقوم فيها هويات محلية عرقية ودينية لا يمكن أن تفسر إلا بثوابت الجغرافية وحقائقها المحددة. صراع القوميات وبالتالي، فإن صراع القوميات يبقى مصدراً كامناً لتهديد الأمن القومي الإيراني وهي ترى أن الخروج وتنشيط الدور الإيراني والهيمنة على الخليج تخفف من عبء تلك المعضلة. وبالنسبة إلى العامل الجيوستراتيجي، فإنه يفرض استمرارية معينة على الرؤية الإيرانية لأمن الخليج، وعلى حد تعبير أحد المحليين الغربيين «يتغير البشر والنظم، وتستعصي الحقائق الجيوبوليتيكية على كل تغيير». كذلك فإنه يتداخل مع المحدد التاريخي ويستمد منه جزءاً من أهميته، فكون إيران انتزعت جزراً عربية غربي الخليج (خاصة الطنبان وأبو موسى) من الإمارات فقد مكنها ذلك من التحكم في مضيق هرمز الذي يربط الخليج بالمحيط الهندي. كما إن اتفاقها مع العراق (اتفاقية الجزائر في 1975) أتاح لها إخضاع الملاحة في شط العرب لمبدأ الإشراف المشترك، ومن جهة أخرى، تبلغ المساحة الإجمالية لإيران 627 ميلاً مربعاً، وتقع مواقعها الاستراتيجية داخل عمق أراضيها في الوقت الذي يوجد فيه إقليما الموصل وكركوك العراقيان والغنيان بالنفط على مسافة تتراوح بين 120 و130 كيلو متراً من الحدود العراقية مع دول الجوار. لكن البعد الجغرافي ليس هو كل ما تتميز به إيران على دول الخليج العربية، فهناك ثقلها السكاني الضخم، (الديموغرافيا) التي يتسلط فيها الفرس، إذ أن عدد سكان إيران (نحو 70 مليون نسمة)، وهي تتمتع بامتدادات ديموغرافية داخل تلك الدول وتتواصل مذهبياً مع أقلياتها الشيعية. وإيران أيضاً دولة منتجة للسلاح وأكسبتها حربها مع العراق خبرة معينة في هذا الخصوص، وأتمت المفاعل النووي في بوشهر على الخليج هذا العام، كما إنها تسعى بكل ما لها من طاقة للحصول على القنبلة النووية، وذلك ما يثير التساؤل: لمن ستوجه تلك القنبلة؟ فإنها لو فكرت في توجيهها نحو إسرائيل فسيتم محو إيران من الخريطة، ولذا فإن المحلل لا يجد إلا أن القنبلة ما هي إلا سلاح ترهيب وابتزاز لتحقيق هدفها الرئيس وهو الهيمنة أو ما تسميه القيمومة على الخليج العربي، ولذا ليس من قبيل الخلاف على المسميات أن تصر إيران على تسمية الخليج بـ»الفارسي» وليس العربي انطلاقاً من تلك الرؤية المهيمنة وتتويجاً لها. أما العامل الأخير فهو العامل الأيديولوجي، فنظام آيات الله الإيراني كان دوماً جاراً مقلقاً لأنه رفع من مستوى عدم الاستقرار في المنطقة. ولا سيما أن ما يدفع السلوك الإيراني لممارسة تلك السياسات المقلقة يعود إلى العامل الأيديولوجي الذي جسدته سرقة الإسلاميين للثورة الشعبية في إيران وهو عامل لم ينشأ مع تلك الثورة، بل له جذوره في التاريخ الفارسي القديم عندما اصطلح الإيرانيون شعباً وحكومة على اعتبار السند الديني أساساً للسلطة السياسية (يمكن الرجوع إليه في دستورية عام 1906) و(ثورة الدخان) واعتقدوا بتمتع الملوك بتفويض من الإله لممارسة الحكم. ومع دخول الإيرانيين في الإسلام اتخذ الصفويون من التشيع الإثني عشري أداة لمقاومة خصومهم ثم لتوحيد بلادهم. التصور الشيعي التقليدي وأعيد طرح الفكرة نفسها ولكن بأسلوب مختلف وعلى امتداد الفترة الفاصلة ما بين قيام الدولة الصفوية واندلاع الثورة الإيرانية المسروقة ظل التصور الشيعي التقليدي لدور الفقهاء ورجال الدين قاصراً على ممارسة الإفتاء والقضاء (أي الولاية الخاصة) من دون الاشتغال بالسياسة أو بإدارة الدولة (أي الولاية العامة) ويمكن الرجوع إلى كتابات الدكتور عبد الستار الراوي السفير العراقي في إيران المتخصص بهذا الشأن الفلسفي. والإضافة الحقيقية التي جاء بها الخميني تمثلت في كونه أرسى توسيع ولاية الفقيه وكرسها وانتقل بها من الخاص إلى العام (أي من الإفتاء والقضاء إلى إدارة الدولة). هذا الأنموذج الذي أرادت إيران تسويقه في عموم المنطقة أزعج جيرانها. وتخوفت دول كثيرة بما فيها تركيا من محاولات إيرانية لتسويقه إذ عد الخميني أن الجمهورية الإسلامية والإسلام صنوان وأن هزيمة إيران تتسبب تلقائياً في هزيمة الإسلام لأن إيران هي مقر الولاية الحقيقية للإسلام كما رأى!!. ومغزى هذه الرؤية ليس تصدير الثورة الإيرانية فقط، بل إنها ترتب قيمومة سياسية في محيطها الجغرافي في عموم الشرق الأوسط. ومن هنا كانت الصلاحيات المفروضة لآيات الله وللمرشد العام في الدستور الإيراني ومن عقم ذلك النظام وفشله بإرضاء التطلعات المشروعة للشعب الإيراني وللشباب في التخلص من البطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية، والضغوط التي يفرضها الشعب الإيراني من أجل الحصول على حقوقه الإنسانية والسياسية، وأعرب المسؤولون الإيرانيون عن هذه المخاوف عندما رأوا أن «المواطنين الذين يريدون أن تكون الحكومة مسؤولة أمام الشعب يشكلون جزءاً من الحرب الناعمة ضد الجمهورية. ومن هنا كانت الثورة الخضراء ضد نظام الملالي الذي يحكم في إيران باستخدام صيغة بسيطة: الفوز للذي يستطيع إثارة أكبر قدر من الخوف (سبحان الله).. وتحقيق النصر عن طريق بث الخوف، غير أن زرع الخوف في نفوس الآخرين يجعل المرء أيضاً أكثر عرضة له، وليس هناك ما هو أكثر إثارة للخوف في نظر خامنئي وقادة الجمهورية الإسلامية من الدينامية الاجتماعية التي أطلقتها الحركة الديمقراطية التي تختمر داخل البلاد -على حد وصف أحد المحللين وليس هناك أكثر إثارة للخوف، ليس خارج إيران فحسب، وإنما في داخلها، مما أثاره رد فعل فشل المؤامرة الإيرانية على البحرين.. لأنها تأكيد رسمي على فشل المشروع العام الإيراني في توجهاته للعالم الإسلامي القائم على التخويف، إذ كانت الجمهورية الإسلامية طيلة ثلاثين عاماً، تعتمد على اليد الثقيلة لجهاز الأمن الداخلي لإسكات المعارضين والمنتقدين. ويشكل الخوف حجر الزاوية في بناء جمهورية الخميني، ولكن منذ الأزمة التي أعقبت الانتخابات الإيرانية في يونيو 2009، نَفَض الناس الخوف عن أنفسهم، ويمكننا مراجعة صورهم وهم يتسلقون أعالي الجدران لإنزال صور خامنئي وسحقها بالأحذية !! ورقة الديموغرافيا وأصبحوا هم الذين يخيفون الحكومة، وباتت ورقة الديموغرافيا أكثر الأوراق رعباً يواجهها النظام الإيراني الذي لعبها ومازال يهدد بها طائفياً في الخليج والعراق. ويخشى خامنئي من هذه الطفرة الاجتماعية إلى درجة مذهلة، فهو يخشى العلوم الإنسانية، والكتب، والفنون، والجامعات، وأقمار البث الفضائي، والشبكة العنكبوتية وحتى الهواتف النقالة، وهو يرى أنه لا بد للدولة أن تفرض سيطرتها على قدرة العامة على الوصول إلى الثقافة العالمية والتقنية، وإن لم يحدث ذلك، فستعمل هذه القوى لتقويض أركان الدولة. ويبدو أن فكرة إيران كجمهورية إسلامية كانت من بين ضحايا أحداث ما بعد الانتخابات. وطبقاً لتعبير الإمام الراحل آية الله العظمى علي منتظري، فإن الوحشية التي يتعامل بها النظام مع شعبه «تحرمه من وصف إسلامي أو وصف جمهوري، وما قصده منتظري حقاً هو تقييم الورقة الديموغرافية في التركيبة التكوينية لإيران، إذ لعبت إيران طيلة قرون ورقة الديموغرافيا الطائفية في البلدان العربية.. لكن لم يفكر أحد من العرب في رمي الكرة بملعبها وهي فسيفساء عرقية فيها أشد ما شهدته الأقليات القومية من اضطهاد عرقي وقمع طموحات وتفريس».. أما حلقة الديموغرافيا التي أعدت لها إيران في الخليج العربي، بتوصيفها الطائفي، فهي الأخرى كانت، عبر التاريخ، الورقة القومية الفارسية، والإيرانية ضد عروبة الخليج ومازال النظام الإيراني يلعبها وإلى جانبه من يسير في فلكه، عندما يشار إلى سياسات الدولة البحرينية على سبيل المثال في تعريب المملكة أو التعبير عن هويتها العربية، وتوجهات نظامها العروبية، وحين أقول الفارسية، فإنما لأؤكد غلبة الفرس أو الهوية القومية الفارسية على إيران وسيادتها الآرية على عموم شعوب إيران (الجغرافيا) وأعراقها، والفرس في حقيقتهم هم بدو الهضبة الفارسية الذين التقطوا في طريقهم التاريخي جميع خيوط الهويات العرقية الفاضلة الأخرى، ومن هنا حملوا الهاجس الديموغرافي في توجهاتهم التوسعية، ولأنهم يعترفون أن عديدهم العرقي الفارسي أقل من أن يعتد به خارج هذه الهضبة، لجأوا إلى الهوية الطائفية والتثقيف بالفارسية لضمان الولاء لدولة إيران حتى بات من الفخر الزواج من فارسية!! وصار ابن الفارسية (ميرزا..) وميرزا كما نعرفها في اللهجة العراقية، رديفاً للسيد القرشي الهاشمي تؤشر أن أحد الوالدين فارسي!! في ثقافة الديموغرافيا الفارسية في بلدان العرب، بمعنى أنه بمركز عرقي نبيل!! ولو عرفنا أن السيد القرشي الهاشمي الحسيني صاحب الخُمس في العراق، أولدى الطائفة الشيعية، عرفنا ما يقصد به التثقيف الديموغرافي الفارسي حول الميرزا.. الفارسي رديف الهاشمي!! ويا لها من كوميديا اجتماعية سارت ويحترمها الكثيرون للأسف! ألا تتساءلون الآن عن سر تفريس مصطلحات ومفردات وثيقة العمالة التي صاغها حزب الله البحريني وروجت لها عناصر جمعية الوفاق؟؟ هل سأل أحدكم عن سر اللهجة الأعجمية واللحن في لسان الشيخ فلان والشيخ علان؟؟ تداول الأسماء الفارسية هل سألتم عن السر في تداول الأسماء الفارسية في المواليد في البحرين؟؟ ولماذا يتوارثون كره العرب؟؟ يكره العربي ممارسة بعض الأعمال لأنه يعدها منقصة ويتسللون هم إليها عن سابق رصد وتصميم.. لأن ثغرة نظام الديموغرافيا الاستحواذي تقول منهجيته: كل شيء مقبول من أجل الهيمنة على مقدرات حياة العربي!! وإلا فما معنى وجود عشرة آلاف شركة إيرانية ـ أؤكد عشرة آلاف شركة إيرانية خدمية في الإمارات العربية فقط؟؟ بحسب الإحصاءات الرسمية الإماراتية، ولا أعرف كم هي أعداد الأيدي العاملة الإيرانية في البحرين والسعودية وقطر وعمان وبقية دول الخليج العربي؟؟ نحن نصرخ ليلاً نهاراً أن الخليج عربي.. وهم يتغلغلون في ثناياه لتفريسه ديموغرافياً؟؟ وإذا كنا في العام 1971 فزنا بالبحرين عربية.. فلا أدري بعد أربعين عاماً لو أجرينا استفتاء جديداً هل سنفوز بها؟؟ وهي مهزلة كبرى أن يستفتى على وطن.. لا أدري هل ستستفتون على ليبيا أم على مصر أم على العراق؟ ويح أهلي من هذا السلاح.. وإليكم المثل.. يعترض الشيخ فلان.. على أن ينال صافي الياسري، على سبيل المثال الجنسية البحرينية ويعد الأمر تهديداً ديموغرافياً.. لكنه يعد نيل آزادي بهزادي الكرمنجي الجنسية البحرينية ضرورة وطنية إنسانية؟؟ والله عال.. نستورد مواطنين من إيران.. قبول.. ونطرد أهلنا العرب.. أي نعم.. هذه هي الديموغرافيا.. وغداً يقول لك ابن الميرزا.. أريد أن أكون رئيس وزراء المنامة؟؟ وليش لا يا يبه؟؟ ما هي الديمقراطيا هيج!! وتقف معه بريطانيا.. وتقف معه أمريكا.. وتهلهل طهران.. ويصير آزادي بهزادي الكرمنجي -غصباً عنك وعني- بحرينياً بن بحريني ومظلوماً بن مظلوم حاله حال الشيخ فلان.. هذه هي ديموغرافيا اليوم.. لف لك عمامة وخذ توقيعاً عليها من قم أو من النجف واصعد أي منبر شئت.. هكذا يريدونك.. أما أن تكون مواطناً عراقياً أو بحرينياً ولك حكومتك التي تحترم وتحترمك وتحترم شهادتك وجوازك واعتبارك فليس مما يرضون.. لأن الأس الديموغرافي هنا هو التشويه. جنسية التبعية حين هجر الرئيس الراحل صدام حسين (رحمه الله) الإيرانيين الذين كانوا يحملون جنسية التبعية.. قلنا جميعاً: إنها حالة ليست إنسانية، لكننا حين رأينا كيف استقبلتهم إيران.. بكينا أكثر.. شهد الله.. واليوم يعود هؤلاء.. للانتقام.. سبحان الله.. هذه هي ديموغرافيا إيران.. فمن يريد أن تأمن لهم البحرين؟؟ هذا رأيي الخاص وعن تجربتي ولا أعممه، إذ عشت في الكاظمية من بغداد مآسي ترحيل العائلات، لكنني عشت أيضاً مآسي انتقامهم عند عودتهم.. وفي الحالين كان العراقي أو المواطن هو الضحية.. وكانت إيران هي الدافع.. من منكم يصدق أن شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري.. تم تسفير شقيقه وكان جاري وأنه حتى الآن مواطن إيراني فارسي الجنسية.. فارسي وليس إيرانياً فحسب؟؟ ماذا ؟؟ هل تقبلون اعتبار الجواهري فارسياً أيها العرب؟ سبحان الله.. هذه هي ديموغرافيا إيران.. الهوية العربية تسعى إيران إلى أن تستلبنا في البحرين.. هويتنا العربية، وتسلط علينا من تسلط.. وإذا ما رد أهلنا.. شكت وبكت على طريقة ضربني وبكى وسبقني واشتكى. في الستينات.. وفي لعبة الديموغرافيا في البحرين.. التي جربتها إيران الشاه تظاهرت حتى الحجارة البحرينية.. والماء والريح حتى قبل البشر والإنسان البحريني.. ضد دعاوى شاه محمد رضا وأقر المجتمع الدولي عروبة البحرين يومها.. وهاكم سادتي تاريخ أقرب ما تقرأون من صفحات عن البحرين. (واليوم بمناسبة ومن دون مناسبة، تدعي أطراف في القيادة الإيرانية الإدعاءات نفسها، وتتبنى ذات الأراجيف والأباطيل، وتكرر الأسطوانة المشروخة عينها، ظناً منها بأن هناك في البحرين من يسمع هذه الأسطوانة أو يلقي لها بالاً. ففي يوليو/تموز 2007م تحدث شريعتمداري ممثل الزعيم الإيراني علي خامنئي في مؤسسة «كيهان» في إحدى مقالاته عن «أن البحرين ولاية إيرانية اقتطعت بالقوة من الجسد الإيراني!! وكرر في تلك المقالة هجومه على مملكة البحرين، مما يعد تدخلاً سافراً في شؤون البحرين الداخلية. وفي فبراير/شباط 2009م أطل علينا ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب الزعيم الإيراني علي خامنئي في مدينة مشهد ليدعي «تبعية البحرين لإيران» واصفاً إياها بـ»أنها كانت في الأساس المحافظة الإيرانية الرابعة عشرة، وكان يمثلها نائب في مجلس الشورى الوطني!». ما أشبه الليلة بالبارحة! فإيران الشاه وإيران «الإسلامية» تعيش الأطماع نفسها، وتتبنى السياسات ذاتها مع جيرانها، وكانت وماتزال تعيش عقلية الأطماع التاريخية، وتعشش في أذهانهم طروحات السطوة والتسلط، وتنبعث من توجهاتهم رائحة كريهة ضد الأمة العربية ومشاريعها الحضارية، مع تباين في الجُرَع وتوزيع للأدوار، واختلاف في درجة التقية السياسية التي يداري كل منهم بها توجهاته ورغباته المكنونة. أقول: عندما يتم تزييف الحقائق التاريخية ويقصد تغيير معالم الجغرافيا أجد نفسي مضطراً إلى أن أثبت الحقيقة التي يجهلها أو يتجاهلها الإيرانيون، فالشعب البحريني (بشيعته وسنته) لا يقبل المساومة على أرضه ووطنه، وهو يدرك أن وطنه ليس سلعة معروضة للبيع، وهو شعب لا يحتاج إلى من يقدم له دروساً في الوطنية والإخلاص، ولا يقبل من أحد أن يحدد له انتماءه ومستقبله، وأن أرض البحرين جزء لا يتجزأ من أمة العرب ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهي كما شعبها تؤمن بوطنيتها وعروبتها وحكومتها، ولا يلتفتون إلى من يحاول ابتزازهم في انتمائهم الديني والعروبي والمذهبي. لن أناقش الموضوع سياسياً، ولن أتحدث بمصطلحات دبلوماسية، فالسياسة لها رجالها، والدبلوماسية معروفة مجالاتها، ولكني سأعود إلى التاريخ لأثبت بمعطياته عروبة البحرين، ولنحدد من خلال الجغرافيا موقع هذه المملكة داخل حضن الأمة وتركيبتها، فالتاريخ لا يقبل المزايدة، والجغرافيا لا تخطئ أبداً، فالثوابت والحقائق التاريخية لا يعتريها التغيير إذ تؤكدها كتب التراث وكتب التاريخ، بأن البحرين عربية التكوين والتوطين، وقومية الهوى والميول، وإسلامية المنهج والتفكير والثقافة. عروبة البحرين جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي: البحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، وقيل هي قصبة هجر، وهجر في الجغرافية القديمة كانت تعني إقليم البحرين من البصرة إلى عمان، وهذه المدينة القديمة (هجر) دمرها أبوسعيد الجنابي زعيم القرامطة سنة 900م، ويقول عبد الرحمن عبد الكريم النجم: أطلق العرب اسم البحرين على الإقليم الممتد على ساحل الخليج العربي بين البصرة وعمان، فهو يشمل ما نعده في الوقت الحاضر الكويت والإحساء وقطر وجزر البحرين الحالية المعروفة باسم أوال، وهي متصلة غرباً باليمامة، وشمالاً بالبصرة وجنوباً بعمان. وقد سميت البحرين سابقاً أوال، فكان يطلق عليها جزيرة أوال، ويقال إن سبب التسمية يعود إلى أن (أوال) هو اسم لأحد أصنام قبيلة بكر بن وائل التي كانت تسكن البحرين، وقيل إن أوال اسم لأخ أو ابن (عاد) الذي بنى (إرم ذات العماد) فكان اسمه أوال، وكان يبحث عن منطقة جميلة هواؤها نقي، وتصلح لأن يعيش فيها، فنُصح بهذه الجزيرة فسميت باسمه (أوال). يقول الشيخ علي البحراني في كتابه (أنوار البدرين): إن أوال هذا أخ لعاد أو ابنه قد طلب أرضاً طيبة الهواء جزيرة قابلة للسكنى كأخيه أو أبيه عاد لما طلب أرضاً طيبة الهواء ليبنيها كالجنة فبنى إرم ذات العماد، فوصفت له جزيرة (البحرين) فرآها جزيرة عظيمة حسنة طيبة الهواء ذات مياه خالية من الهوام والسباع، قابلة للتعمير والسكنى واستنباط العيون وغرس النخيل والأشجار فسكنها ومدّنها فنسبت إليه. إقليم البحرين أثبتت المصادر التاريخية أن بني عبد القيس سيطروا على إقليم البحرين بما في ذلك منطقة الإمارات وبعض مناطق عمان، كما إن قضاعة كانت تسكن البحرين وعمان قديماً من قبل أن ينزل بها بنو عبد القيس، وفي هذا يقول حماد الخاطري: وتكثف وجود قبائل كلب مع أبناء جلدتهم من قضاعة في مناطق البحرين والإحساء التي كانت لقضاعة قبل الإسلام، وقد جاء ذكرها في قول الشاعر علي بن محمد بن مقرب العيوني، وهو من قبيلة عبد القيس في سنة 602 هـ واصفاً إجلاء قومه لقضاعة قبل الإسلام: فقومي الألى أجلوا قضاعة عنوة ودانت لهم كلب ونهد وخولان وبسطت قبيلة عبد القيس تلك القبيلة العربية نفوذها على إقليم البحرين، بعد أن كانت تعيش في تهامة إلى جوار أخواتها من قبائل «ربيعة» إلى أن تكاثروا وضاقت بهم تلك الأراضي، فاضطر الكثير منهم إلى الهجرة عنها إلى جهات شتى، ومما ساعد على تلك الهجرة ما حلّ بتلك البلاد من قحط وجدب، حيث تركت «عبد القيس» منازلها في تهامة واتجهت إلى بلاد البحرين، واستمرت سيطرتها عليها حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي سنة 1077م، وخلال هذه الفترة كان القرامطة الذين ترجع معتقداتهم إلى الإسماعيلية قد حكموا البحرين، حيث واصل أبو سعيد الجيابي محاولة إخضاع بقية القبائل حتى سيطر على البحرين بالكامل مع بعض المناطق المحيطة بها، واستمر حكمهم إلى عهد المكتفي بن المعتضد العباسي عام 910م، غير أن دولتهم سقطت بعد ذلك بسبب خلافات حول الزعامة. الدولة العيونية أما الدولة العيونية فحكمت البحرين بعد زوال حكم القرامطة من سنة466 -636 هـ،1077 – 1238م، ومر حكمها بمراحل عدة كان في الأولى قوياً متماسكاً مرة وضعيفاً مرة أخرى، حتى غابت شمسها في منتصف القرن السابع الهجري، الذي يوافق منتصف القرن الثالث عشر الميلادي. ويتضح لنا من خلال هذا العرض الموجز أن سكان البحرين كانوا دائماً ينتسبون إلى قبائل عربية كبرى كانت رائدة قبل الإسلام، وهذه القبائل هي قبيلة تميم المضرية العدنانية، وقبيلة عبد القيس الربيعية العدنانية، وقد كانت موجودة في البحرين قبل التاريخ الميلادي بسنين طويلة، واعتنقت جميع هذه القبائل الدين الإسلامي من دون أدنى حرج أو تردد. ومن المفاخر التي امتازت بها البحرين هو ما ينقله المؤرخون في موضوع صلة البحرين التاريخية بالإسلام، من حيث قدمها وقوتها واتساعها، إذ كانت ثاني منطقة تدخل الإسلام بعد المدينة المنورة، حتى أن أول جمعة أقيمت خارج المدينة المنورة كانت في قرية من قرى البحرين في مسجد جواثا التي كانت أطلاله ظاهرة إلى وقت قريب!! ولن أذكركم بواليها أبو هريرة فهو أشهر من أن يعرف.. وإن من شرف العرب أن تولتها قبيلة آل خليفة فقد عززت عروبتها وأدامتها.. وإن من يريد بهذه القبيلة ضراً.. فإنه إنما يريده بالعرب.. وبهوية البحرين. جاء في تصريح للنائب (المزعل) رداً على مداخلة برلمانية للنائب عن مدينة إيلام الإيرانية «داريوش قنبري» ادعى فيها أن الشعب البحريني لو استفتي فسيختار أن يكون جزءاً من إيران. إن «على قنبري أن يكف عن التبجح القومي فالشعب البحريني لا يختار غير الانتماء إلى الأمتين العربية والإسلامية، وهو شعب ينظر باحترام إلى جميع الشعوب الصديقة ومنها الشعب الإيراني. لكن ذلك الاحترام لا ينبغي أن يساء فهمه على أنه قبول بالتدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية أوالتشكيك في ولائنا الوطني، أوالإساءة إلى سيادتنا على أراضينا». وأضاف المزعل: «إن ما يهم الشعبين المسلمين الجارين في البحرين وإيران هو التعاون والاحترام المتبادل وليس إعادة اجترار النعرات التوسعية والأطماع الشاهنشاهية التي ذهبت مع أصحابها إلى الجحيم، لأن من شأن ذلك أن يهدم جميع الجهود المخلصة بين البلدين للتعاون في شتى المجالات». السيادة الوطنية ورأى المزعل أن الاختلاف السياسي الداخلي في البحرين لا ينبغي أن يفهمه أي طرف خارجي على أنه مجال للتدخل في شؤوننا، أو التفريط قيد أنملة في سيادتنا الوطنية، أو قبول التشكيك في ولائنا الوطني، فلكل نظام سياسي في العالم توافقاته واختلافاته، لكن له ثوابته التي تعلو على جميع الاختلافات، ومنها الانتماء الديني والقومي. فعروبة البحرين ثابت تاريخي حتى قبل إسلامها، وإسلامها ثابت حتى قبل أن تعرف إيران الإسلام، وليس على داريوش قنبري إلا مراجعة ما كتبه خميني نفسه ليعلم أنه يقرر في أبحاثه الفقهية أن البحرين من البلدان العربية التي دخلت في دين الله طوعا وقبلت حكم الرسول بكتاب ومن دون أن يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وليست من الأنفال التي منها البلاد الداخلة في الإسلام عنوة بالفتح وجهاد الدعوة ومنها بلاد فارس. وإن الفرق لديه –بينهما هو إقرار الأولى على ملك أهلها، وسلب ذلك عن الثانية لتصبح تحت تصرف الرسول أو الخليفة الشرعي للمسلمين. وفي رسالة خاصة بعث بها إلى قنبري، خاطبه النائب المزعل قائلاً: «لم يعد غريباً علي أن يرفض مجلس صيانة الدستور الإيراني تزكية عشرات المرشحين في الانتخابات السابقة وكنت واحداً منهم لأن جهلك يكفي مبرراً لذلك، لكني أستغرب قرار إعادة النظر فيك ومن ثم تزكيتك». وتابع المزعل في رسالته: «إذا كنت تختلف مع حكومة بلادك فعليك أن تبقى في حدودك ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وعليك أن تعلم أن ادعاءاتك المريضة لن تجد طريقاً إلى قلوب أحد من شعب البحرين العربي المسلم، بل سترتد على غايتك حين تصبح عامل تضامن وطني في مواجهة بقايا الفكر التوسعي البهلوي المريض في ذهن أمثالك، وعامل تقوية لأواصر الوحدة الوطنية بين البحرينيين جميعاً». هذه الرسالة أنقلها بالنص لجميع أعضاء حزب الله البحريني.. أعضاء جمعية علي سلمان الإيرانية.. وأقول.. تأكيداً: موتوا بغيظكم.. عروبة البحرين لا تقبل الجدل.
شاهد أيضاً
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة
فوز الأديبة الأهوازية الشابة سرور ناصر في المركز الاول للقصة القصيرة جابر احمد 2024 / …