موقع إيلاف- بحث نواب في البرلمان البريطاني وناشطون اهوازيون اليوم مخاطر الاجراءات الايرانية في تدمير بيئة اقليم الاهواز العربي في جنوب غرب البلاد من خلال نقل مياه انهاره الى المحافظات الفارسية واستقدام مواطنين فرس من انحاء ايران الى الاقليم الذي ينتج معظم ثروات البلاد لتغيير تركيبته السكانية.
وبتنظيم من حزب الخضر البريطاني انعقدت في مبنى البرلمان البريطاني في لندن اليوم ندوة شارك فيها نواب ونشطاء وصحافيون بريطانيون ومهندسو بيئة ومندوبون عن مؤسسات بريطانية تحت عنوان “الأهواز- إيران- أكبر كارثة بيئية في الشرق الأوسط” ناقشوا خلالها للمرة الاولى الأزمة البيئية المتعمدة في اقليم الأهواز العربي في جنوب غرب إيران.
وأكد خبراء في مجال البيئة أن “ايران ستواجه كوارث جدية بعد جيل في حال لم تواجه حكومة طهران تحديات ازمة البيئة في جنوب البلاد بشكل عام وإقليم الأهواز بشكل خاص”على حد وصف التقرير الذي قدمه رئيس جمعية الصداقة البريطانية الاعلامي البريطاني دانيال بريت.
وقدم التقرير معلومات تفصيلية عن الكارثة البيئية في إيران بسبب عمليات تجفيف الأنهر والأهوار التي تقوم بها الحكومة الإيرانية بشكل متعمد منذ عقدين حيث أصبحت الزراعة مهددة بالإنقراض في حين كانت الأهواز قبل الحرب العراقية الإيرانية من أكثر المناطق المنتجة للمحاصيل الزراعية في الشرق الأوسط.
سدود وتصحر لتدمير بيئة الاهواز
وقالت النائبة في مجلس اللوردات البريطاني ورئيس حزب الخضر “جني جونز” إن شركات النفط العالمية تتوافد إلى منطقة الأهواز الغنية بالنفط لتأمين عقود في ظل الشروط الجديدة التي تقدمها الحكومة الإيرانية في حين أن هذه المنطقة تعاني بالفعل أزمة بيئية خطيرة بسبب الخطوات التي تقوم بها الحكومة الإيرانية من بينها بناء السدود على أكبر الأنهار في الإقليم مثل كارون و الكرخة وتحويل المياه إلى المحافظات التي تفضلها النخبة الحاكمة .. والنتيجة هي التصحر في واحدة من أكبر المناطق الزراعية الرئيسة في إيران”.
وبالاضافة إلى جني جونز التي ترأست الجلسة شارك فيها ايضا النائب البريطاني نيل كويل من منطقة ساثورك وأنطوني ميلر رئيس مركز الملكي للبحوث في مدينة ادنبرة والسكرتيرة في منظمة “يو أم بي أو” الكساندرا مك بين والأستاذة الجامعية الكتورةغوش سنجوكتا وعدد من المهتمين في مجال البيئة في الشرق الأوسط والصحافي بيتر تاتشر الحاصل على جائزة غاندي للسلام .
وناقش المشاركون في الندوة شهادات وتقارير واحصائيات جديدة وصورا حول الكارثة البيئية التي تحل في الأهواز من بينها انحراف مياه نهري كارون والكرخة من أراضي العرب إلى محافظات فارسية وتجفيف الأهوار حيث خلف ذلك أكبر كارثة بيئية في العالم حسب التقارير المقدمة. وأكد المشاركون أن النفايات الصناعية الناتجة من منشآت النفط والغاز والبتروكيماويات ساهمت بشكل كبير في سوء الأوضاع البيئية في المنطقة.
وقال التقرير البريطاني إن 9 سدود تم إنشاؤها خلال الفترة الماضية في الاقليم العربي وهناك 12 سدا آخر ستنتهي الحكومة من إنشائها لإنحراف 1.1 مليار متر مكعب من مياه نهري كارون والكرخة إلى إقليم إصفهان الفارسي وسط إيران.
وأوضح أنطوني ميلر من مركز الملكي للبحوث والخبير الكندي من مركز كاربون في كلماتهما أن هناك فرصة لتغيير هذا المسار في حال رغبت الحكومة في إدارة هذه الأزمة من خلال منع بناء السدود وتدمير البيئة في جنوب إيران.
تهجير العرب
وقال الناشط والصحافي الإيراني رضا حسين بر ورئيس منظمة حقوق الإنسان الأهوازية الدكتور كريم عبديان بني سعيد أن الحكومة الايرانية تتعمد تأزيم الوضع البيئي حيث تستغله لتهجير العرب من أراضيهم إلى محافظات فارسية في عمليات تطهير عرقي ضد العرب السكان الأصليين في المنطقة.
ومن جهته حذر البروفسور الإيراني برويز كرواني في تقريره الى البرلمان البريطاني أن بلاده ستواجه أزمة مياه كبيرة متوقعا أن تنتهي بحروب أهلية حيث تم لحد الآن استهلاك 70% من المياه الجوفية .. موضحا من أن المنافسة حول المياه المتبقية بين الأقاليم الايرانية ستسبب منازعات أهلية لايحمد عقباها خلال السنوات الخمس المقبلة.
واشار التقرير الى أن إقليم الأهواز هو أكبر مصدر من المحاصيل الغذائية وقمح (1.1مليون طن)، ثاني أكبر منتج للذرة (400،000 طن) والأرز (300،000 طن).. وأكثر من 40٪ من إنتاج السكر في إيران ومعظمها في مزارع قصب السكر حيث يقدر بـ 4 ملايين طن سنويا و90٪ من احتياطيات النفط الإيرانية فيما إنتاج البتروكيماويات يبلغ 30٪ من الاجمالى الوطنى. واوضح ان إنتاج الصلب في الاهواز يشكل سنويا ثلث مجموع الأنتاج الوطني في حين أن صناعة الصلب في الأهواز تتطلب 1.4 مليار متر مكعب من المياه سنويا لإنتاج هذا القدر من الصلب، أي ما يعادل 6٪ من متوسط التدفق السنوي لنهر كارون. واشار الى ان كل هذه الثروات التي ينتجها اقليم الاهواز فيما يعيش عرب الاقليم ظروفا معيشية صعبة وسط معدلات باطلة مرتفعة.
وتأتي هذه الندوة في وقت تواصل السلطات الإيرانية العمل على نقل المياه من مدينة الاهواز عاصمة الاقليم دون الاكتراث إلى حياة ومصالح المواطنين العرب في اجراءات تؤكد ان طهران ماضية بسياسة الحرب الاقتصادية ضد الأهوازيين .
احتجاجات عرب الاقليم
ومؤخرا هدد عضو مجلس النواب الإيراني عن مدينة الأهواز النائب علي الساري بوقف نشاط 16 ممثلاً للمدينة في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في حال واصلت الحكومة مشروع نقل المياه من المدينة إلى محافظة أصفهان وسط البلاد. وقال النائب لوكالة أنباء “إيسنا” الإصلاحية إن المشروع يهدف إلى نقل المياه من مجرى نهر كارون في مدينة الأهواز إلى مدينة أصفهان بمعدل 2 مليار متر مكعب سنويًا.. مضيفًا أن الأهواز تعاني نقصا حادا في المياه منذ سنوات بنسبة 37% .
وطالب النائب العربي الرئيس الايراني حسن روحاني بالإيعاز إلى وزارتي الطاقة والموارد المائية بوقف العمل بمشروع نقل المياه من نهر كارون إلى المحافظات الإيرانية الأخرى .. محذرا من ان أكثر من 4.5 ملايين مواطن أهوازي يعانون مشكلة نقص حاد في الميا
