الطابع القومي لعيد الفطر في الأهواز

لطالما شعرت الهوية العربية الأهوازية بمخاطر جمة تحيط بها بشكل ممنهج أو تلقائي فإنها تعبر في واقع الأمر عن أزمات اجتماعية عميقة، وتشكل ارتدادا نحو مشاريع الدولة المركزية مما تعبر عن فشل دولة الأمة التي أسسها رضا شاه في نهايات الربع الأول للقرن الماضي لأن هذه الدولة لم تتمكن من ذوبان الشعوب غير الفارسية في بوتقة واحدة والقضاء على مكونات هذه الشعوب القومية والثقافية واللغوية السابقة لظهور الدولة ومن أبرز الوسائل التي حولها الأهوازيون بذكاء إلى معالم تصون هويتهم الجريحة هي الاعياد والمناسبات الدينية التي تشترك في كلياتها كافة الشعوب في المنطقة بما فيه الشعب الفارسي نفسه بغض النظر عن الفوارق في التفاصيل وهذه المناسبات بموازاة دور العشيرة تداخلت بلا عوائق وتناغمت مع ظروف مجتمعية لتشكل عائقا أمام هجمة السلطة المركزية الثقافية والقومية والاجتماعية لتشكل حائلا أمام التذويب الهوياتي في خضم صراع البقاء على الوجود وهذا ما يفسر تمسك الأهوازيين العرب بعيد الفطر الذي يدخل في صلب جميع الهويات (القومية، والعشائرية، والطائفية) إلى جانب مفعوله الديني .

المعايدة الكبرى تظهر بحسب الغاية التي تعبر عنها، كمحاولة واضحة لانتزاع المناسبات الدينية من هرمية السلطة المركزية ووضع حد لهيمنتها عليها لصالح المشروع القومي العربي-الوطني الأهوازي. قد تكون أي من هذه المناسبات فرص للتحرك في مسار النضال السلمي ضد سلطة دولة الأمة وقد تشكل جزئية من الصمود المركب ضد السياسات التي تمارسها سلطة الدولة المركزية التي تهيمن بطبعها على مناحي الحياة اليومية، إلا أن دعاة دولة الأمة (دينيون شيعة أو قوميون فرس) غالبا ما يفشلوا في فرض كلية بنى هيمنة دينية شيعية كانت أم قومية فارسية لأنها في طبيعتها اقصائية، وهذه النزعات تحديدا تسبب مقاومة على شاكلة مناسبة عيد الفطر بوجه نزوع السلطة إلى هيمنة قومية أو مذهبية إقصائية ولكن هذه المقاومة المدنية يجب أن لا تبقى جزئية حتى لا تفشل بل ينبغي خلق علاقة موضوعية بينها وبين سائر أساليب النضال حسب متطلبات المرحلة.

اللجنة الأعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

شاهد أيضاً

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز

المعلمون النقابيون أمام محكمة الثورة الإسلامية في الأهواز جابر احمد 2024 / 11 / 3 …