إن الانتهاء مرحليا من الوضع الليبي واللجوء الى فرض مزيد من الضغوط الدولية ضد دمشق، دفعا طهران إلى توجيه رسالة امنية تحذيرية عبر تسيير هذه القطع البحرية في البحر الأحمر في تكرار للرسالة التي حملتها هذه القطع بعيد سقوط النظام المصري، ومرورها في قناة السويس، وصولا الى مياه البحر الابيض المتوسط.
إن سقوط طرابلس العاصمة الليبية والاستيلاء على معقل العقيد القذافي في باب العزيزية وهروبه من بيت الصمود، وتشرده بين المدن والصحراء الليبية، كل ذلك شكل عنوانا لمرحلة جديدة في ليبيا لا بد ان تكون لها انعكاساتها على المنطقة. خصوصا وان قوات حلف الناتو استطاعت الخروج من وضع حرج سببه طول امد الحرب التي كانت تخوضها ضد قوات القذافي وكتائبه الأمنية على مساحة الجغرافيا الليبية. اضافة الى ان هذه القوات باتت قادرة على التحرك بحرية والانتقال الى خطوات جديدة خارج ليبيا، لكن من دون ان تغادر حوض البحر الأبيض المتوسط بعيدا حسب رغبة بعض الاطراف في هذه المنطقة، وبالتالي التفرغ لفرض معادلات جديدة في بؤر اقليمية تشهد توترا على خلفية تحركات شعبية واحتجاجية.
اعادة حسابات
وقد ساهم سقوط القذافي والاستيلاء على طرابلس والحراك الدبلوماسي الدولي والعربي في إتاحة الفرصة للدول التي تتصدر العملية العسكرية للناتو في ليبيا للتفرغ من جديد، وان تركز جهودها على الوضع السوري اما باتجاه فرض سلسلة من التنازلات والاصلاحات على النظام ورئيسه، واما للتفكير بممارسة ضغوط عسكرية والتلويح بتدخل مباشر لقوات الناتو عبر حليفها التركي الذي يبدو في الآونة الأخيرة، كثير التردد في مسألة التدخل العسكري المباشر او حتى اللجوء الى فرض منطقة امنية عازلة على الحدود المشتركة، خوفا من خسارة القاعدة الشعبية التي حققها بين شعوب العالم الاسلامي، اضافة الى تعقيدات اخرى ليس اقلها الضغوط السياسية والاقتصادية والامنية التي تمارسها طهران ضده، اضافة الى اعادة حساباته بعد الصدمة التي تلقاها من مجلس الامن في تقريره الأخير عن احداث اسطول الحرية، ومحاولة فك الحصار عن قطاع غزة ورفض تل ابيب تقديم الاعتذار لأنقره عن الاعتداء على سفينة مرمرة وسقوط قتلى وجرحى اتراك.
فالتطورات التي شهدتها المناطق الكردية في تركيا مؤخرا، والعمليات العسكرية التي قام بها الجيش التركي ضد تجمعات لعناصر من حزب العمال الكردستاني، اضافة الى التحركات السياسية والاجتماعات الشعبية والبرلمانية التي قام بها نواب اكراد في البرلمان التركي في مناطقهم الكردية، اخرجت رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عن رباطة جأشه، ودفعته لتهديد هؤلاء النواب بإجراء عقابي مستخدما سيف الجيش الذي بالكاد استطاع تقليص هيمنته على الحياة السياسية التركية، واخرجه من دائرة التأثير المباشر، مشددا على ان الجيش سيتصدى لأي تحرك انفصالي سياسي تقوم به الأطراف السياسية الكردية، أو تحرك تخريبي تقوم به جماعات حزب العمال الكردستاني.
فك الارتباط
الانتهاء مرحليا من الوضع الليبي واللجوء الى فرض مزيد من الضغوط الدولية ضد دمشق، دفعا طهران إلى توجيه رسالة امنية تحذيرية عبر تسيير هذه القطع البحرية في البحر الأحمر في تكرار للرسالة التي حملتها هذه القطع بعيد سقوط النظام المصري، ومرورها في قناة السويس، وصولا الى مياه البحر الابيض المتوسط، وتأتي بعد تحذيرات صدرت عن المندوب الروسي الى الامم المتحدة من ان تدخل الناتو في سوريا وسقوط النظام السوري، سيمهدان الطريق امام الناتو لشن حرب ضد ايران بعد ذلك. وهي رسالة سارعت اسرائيل الى ترجمة مضامينها بأن ارسلت زوارق عسكرية الى البحر الاحمر لمراقبة التحركات الايرانية الاستفزازية. لكن الرسالة الايرانية هدفها ابعاد اي خطر قد ينتج من اي تغيير في تركيبة السلطة في سوريا، ويطال استقرار ايران ودورها الاقليمي وموقف حلفائها في المنطقة، اضافة الى رسالة قد تكون اكثر وضوحا، وهي مقايضة الاستقرار في سوريا بالاستقرار في منطقة الخليج ودوله التي ترى طهران انها ستواجه وضعا اكثر تعقيدا من الوضع السوري، في حال تعممت الحالة البحرينية على هذه الدول. من هنا يمكن تفسير الموقف الصادر عن الخارجية الايرانية الذي أكد أن “أمن السعودية من أمن إيران”، والذي يحمل بعدا آخر يعني بأن ضرب استقرار ايران سيدفع طهران للقيام بخطوات دفاعية قد تكون بالمساعدة على ضرب الاستقرار في دول الخليج أو على الاقل رفع الضغط عن اطراف داخل هذه الدول، واطلاق يدها للتحرك والتخلي عن الهدنة التي اختارتها بناء على ظروف مرحلية مع هذه الانظمة.
موقف القيادة الايرانية من الوضع السوري ليس خافيا على احد، فهي وقفت الى جانب الرئيس السوري في تصديه لموجة الاحتجاجات الشعبية والضغوط الدولية المطالبة بتقديم تنازلات داخلية واقليمية اهمها التخلي عن تحالفه الاستراتيجي مع ايران، وفك الارتباط مع حركات المقاومة في المنطقة خصوصا حزب الله في لبنان وحركتي حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين.
الموقف الايراني عبر عنه مرشد النظام آية الله علي خامنئي، عندما اعتبر ان ما تتعرض له سوريا من ضغوط دولية وعربية ليس سوى مؤامرة تستهدف استقرار سوريا وأمنها، بسبب موقفها الداعم للمقاومة، وان دوائر القرار الدولي تسعى لتعويض خسائرها بسبب الثورات العربية وإعادة التوازن الى المعادلة السياسية في المنطقة، بعد سقوط النظام المصري بقيادة الرئيس حسني مبارك الحليف الرئيس لها. وبالتالي فإن الهدف النهائي لكل هذه الضغوط على دمشق، هو محاصرة ايران وتحجيم دورها الاقليمي خصوصا في العراق وتأثيراتها على الملفات الاخرى في لبنان وفلسطين وافغانستان، والمستوى المتقدم من علاقاتها مع القيادات المصرية الجديدة.
براغماتية ايرانية
في مقابل هذا الموقف الذي يرقى الى حدود الموقف الاستراتيجي المغلف بالايديولوجيا في الحديث عن استهداف خط المقاومة والممانعة بوجه الاطماع الاسرائيلية والاميركية في المنطقة والعالم الاسلامي، فإن البراغماتية الايرانية لا تقطع الطريق على التفكير بمداخل سياسية اخرى قد تساهم في تقليل الخسائر ان لم تستطع وقفها او الحؤول دونها.
عرض ايراني للقوة [2]
عرض ايراني للقوة
من هذا المنطلق يبدو ان دوائر القرار التابعة لحرس الثورة الايرانية وبإشراف من مكتب المرشد الايراني قد ادركت مبكرا ان تغييرا ما سيحدث في سوريا بعد موجة الاعتراضات الشعبية التي بدأت في 15 مارس (آذار) الماضي. وان على طهران القيام بخطوات تضمن استمرار وجودها على الساحة وفي القرار السوري مهما تكن النتائج التي ستسفر عنها الاحتجاجات.
موقف القيادة الايرانية من الاوضاع السورية باتهام التحركات الشعبية في هذا البلد بأنها مؤامرة غربية، وبالتحديد اميركية واسرائيلية تريد الانتقام من النظام السوري بسبب مواقفه الاقليمية غير المنسجمة مع الارادة الغربية، خصوصا موقفه من المقاومة وعداءه لاسرائيل. هذا الموقف سبب لها الكثير من الحرج في الداخل وفي الخارج بين حلفائها واصدقائها. خصوصا لجهة التناقض في التعاطي مع الانتفاضة السورية والتحركات التي شهدتها بلدان عربية اخرى في تونس ومصر والبحرين واليمن، ووصفتها بأنها ثورات وانها متأثرة بروح الثورة الاسلامية الايرانية وتستلهم مسارها التاريخي ضد الظلم والاستبداد.
الذرائعية الايرانية في الموقف من الاحداث السورية واضحة، ويصعب الدفاع عنها، وهي تنسحب ايضا على حلفاء ايران في المنطقة. ولا تقف عند حدود التفتيش عن اسباب لما يقوم به النظام في دمشق من اعمال قمع وعنف ضد المتظاهرين والمحتجين، بل يصل الى حد الرمي بكل ثقلها لابعاد امكانية خروج الرئيس السوري من دائرة القرار في هذا البلد، وما له من انعكاسات سلبية على كل المشروع الايراني.
والقيادة الايرانية، وفي قراءة واقعية لتبعات سقوط النظام السوري، لا تستبعد ان تدخل المنطقة في حرب واسعة لا احد يمكنه تقدير حجمها والدائرة التي ستشملها. اضافة الى امكانية نشوب حروب متنقلة داخلية في عدد من دول المنطقة قد تقود الى تقسيمها او تفتيتها.
من هنا تأتي اللهجة المتشددة والتصعيدية التي اظهرتها طهران في الفترة الاخيرة مع بعض الاصدقاء القدامى والحاليين في المنطقة المعنية مباشرة بالاحداث السورية، اضافة الى تصعيد موقفها مع الدول الغربية فيما يتعلق بموضوع الملف النووي ما دفع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى التلويح بامكانية القيام ضربة وقائية ضد المنشآت النووية الايرانية في حال استمرت بالاصرار على طموحاتها النووية.
ارباك دولي
الموقف الايراني ينطلق من تعقيدات الوضع الاقليمي، خصوصا الحالة السورية والارباك الدولي في التعامل معها والخوف من تدحرج نتائجها على الداخل السوري والخارج الاقليمي.
الدعوة الايرانية للحكومة السورية بضرورة الاستماع الى مطالب الشعب المشروعة، والتي لاقاها في منتصف الطريق موقف الامين العام لحزب الله الحليف اللبناني لايران السيد حسن نصرالله بضرورة قيام السلطة السورية بإصلاحات في النظام ترضي القاعدة الشعبية المعترضة وتساهم في تجديد النظام والسلطة، قد يكون ترجمة بصوت مرتفع لمخاوف هذين الطرفين من انعاكسات تدهور الوضع السوري وخروج الأسد من دائرة القرار في سوريا والمنطقة. ما قد يضعهما امام تحديات متعددة لم تكن في حساباتهما، او قد يضعهما امام خيارات صعبة هما في غنى عنها وعن تبعاتها.
وتحاول ايران من خلال الموقف الاخير ممارسة نوع من الضغط على حلفيها الأسد لاتخاذ خطوات عملية والتسريع في تنفيذ الوعود الاصلاحية التي اطلقها لتنفيس احتقان الشارع قليلا ولجم التصعيد الدولي الذي يعمل على تضييق الخناق على سوريا والنظام.
وترى طهران ان التسريع في الخطوات الاصلاحية في سوريا قد يساعد على تشكيل حكومة وحدة وطنية او وفاق وطني تشارك فيها المعارضة ويكون فيها حصة لمعارضة الداخل واخرى لمعارضة الخارج.
وانطلاقا من هذا الحرص فإن دوائر القرار في حرس الثورة الاسلامية وباشراف مباشر من مكتب مرشد النظام بدأت مساعي مبكرة لفتح حوار مع اطراف في المعارضة السورية مباشرة في شهر مايو (ايار) الماضي لتأمين هذا الهدف، وقد يكون اللقاء الذي كشف عنه مؤخرا بين جهات ايرانية واطراف في المعارضة السورية، وجرى في العاصمة الفرنسية باريس سوى حلقة او نقطة متقدمة من هذه الحوارات التي بدأت في وقت سابق بعيدا عن الاعلان.
التحرك باتجاه المعارضة من قبل ايران، قد يعني رسالة ايرانية للرئيس الاسد بأنها لن تقف مكتوفة الايدي بانتظار سقوطه وعجزها عن تأمين مصالحها مع البدائل، وقد يعني رسالة ايضا بأن على الاسد التحرك سريعا لوقف التدهور. وقد يعني ايضا اعترافا ايرانيا ضمنيا بان المجتمع الدولي لن يتراجع عن خطواته التصعيدية ضد سوريا حتى يحقق على الاقل احد هدفين؛ الاول انهاء النظام السوري والمجيء بنظام اكثر طواعية ويستجيب للمطالب الدولية بانهاء التحالف مع ايران ووقف الدعم لحزب الله وحركتي حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين، وكف اليد عن التدخل في العراق، والثاني فرض تنازلات على الاسد وجره للاعتراف بالمعارضة شريكا في الحكم، وبالتالي الحد من نفوذه المطلق والتأسيس لرحيله بعد مرحلة انتقالية تشارك فيها المعارضة عبر عملية ديمقراطية.
يظهر ان المجتمع الدولي بدأ يدرك ان امكانية اخراج الأسد من السلطة من خلال التحركات والاحتجاجات التي استمرت اكثر من ستة اشهر، يبدو امرا مكلفا يقارب الصعوبة خصوصا في ظل تراجع امكانية التدخل العسكري المباشر الذي تحاول اطراف من المعارضة في الخارج جر حلف الناتو اليه. لاعتبارات عدة لعل اهمها الاستنزاف الذي حصل في ليبيا والازمة الاقتصادية المتفاقمة والموقف الروسي المعارض بشدة لأي قرار بعقوبات ضد سوريا يصدر عن مجلس الامن الدولي حتى الآن، اضافة إلى تعقيدات الموقف التركي الذي يشكل رأس الحربة الاقليمية للناتو في المنطقة والمرشح ان يكون الجهة التي تتولى القيام بالعملية العسكرية، بعيدا عن الناتو لكن بدعم منه وتكليف غير معلن.
حل وسط
ايران النووية [3]
ايران النووية
من هنا فإن القيادة الايرانية يبدو انها استبعدت من اعتباراتها عودة الامور في سوريا إلى ما قبل 15 مارس الماضي، لذلك فهي تضغط للتوصل مع المجتمع الدولي إلى تسوية ترضي جميع الاطراف الدولية والايرانية والسورية وحتى الاقليمية. وهي تسوية تقوم على مساعدة الاطراف السورية، في النظام والمعارضة، على الحوار والتوصل إلى حل وسط يلتزم فيه النظام بتنفيذ الاصلاحات التي وعد فيها مقابل مشاركة المعارضة في السلطة في اطار حكومة وفاق او وحدة وطنية والعمل على تهدئة الشارع الشعبي بخطوات جدية ومقنعة.
وعلى غرار السياسة التي اتبعتها طهران مع الاحداث المصرية والتي ادت في نهايتها إلى رحيل الرئيس حسني مبارك – الذي لم تخف مساعيها للتخلص منه- وتغيير سياسات النظام المصري تجاه إيران. واعتبرت ان ما حدث في مصر الثورة وما سيحدث هو في مصلحتها، لأنه ساهم في التخلص من نظام متشدد في مواقفه المعادية لها إلى نظام على الاقل لا يشهر العداء لها، وهذا بحد ذاته يعتبر انجازا للسياسة الايرانية واستراتيجيتها التوسعية في المنطقة. وهي في سوريا تسعى لأن تكون غير بعيدة عن أي تغيير قد يحدث في هذا البلد – في حال لم تستطع وقفه او منعه – وهي بالتالي تعمل على الاقل ان تكون شريكة في أي معادلة جديدة انطلاقا من مبدأ تخفيف الخسائر او الحد منها.
ان التوصل إلى تسوية مع المجتمع الدولي حول الوضع في سوريا، يضمن لطهران بقاء الأسد في السلطة مع مشاركة من المعارضة، وسيوفر لها ولحلفائها في المرحلة القادمة والمدى المنظور ترتيب اوراقهم انطلاقا من قراءة الواقع السوري الجديد، وهي مرحلة قد تضمن لايران وحلفائها الحد او التقليل من الخسائر المباشرة التي قد تحدث في حال ازيح الاسد عن السلطة، وبالتالي يفسح لها المجال لوضع خطط للتعامل مع المستجد السوري بناء على الواقع الجديد.
والتوافق الإيراني الغربي الاقليمي على تسوية في الوضع السوري في الشراكة بين النظام والمعارضة، سيوفر على جميع الاطراف والمنطقة معهم الانزلاق نحو المواجهة العسكرية التي قد تكون نتيجة اما لحرب يفتحها النظام السوري مع اسرائيل ويجبر فيها اطرافا حليفة له في المنطقة – أي حزب الله وايران والفلسطينيين – على الدخول إلى جانبه في هذه الحرب، واما قد تكون نتيجة لقرار يتخذه حلف الناتو بالتدخل العسكري المباشر في سوريا، وهو ما سيدفع إيران وحلفاءها هذه المرة إلى التدخل والمواجهة على اعتبار ان المستهدف بعد سوريا لن يكون سوى إيران وحزب الله في لبنان.
حسن فحص
حسن فحص
حسن فحص [4]
كاتب وصحفي مقيم في دبي حاليا. بدأ نشاطه في مجال النقد الادبي في عدد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية، ثم عمل سكرتيرا للتحرير ثم مديرا للتحرير في احدى الاسبوعيات السياسية اللبنانية. عمل مراسلا لعدد من الصحف اللبنانية والخليجية واذاعة الشرق الباريسية من ايران، ثم مديرا لمكتب الفضائية اللبنانية وبعدها مديرا لمكتب جريدة الحياة ومديرا لمكتب قناة العربية في ايران حتى تاريخ 9/9/2008 عندما قررت السلطات الايرانية طرده من ايران بسبب انتقاده لسياسات ايران الاقليمية. متخصص بالادب الفارسي. عضو الهيئة التأسيسية لمركز “جسور” (المركز اللبناني للدراسات والحوار والتقريب)
Article printed from المجلة: http://www.majalla.com/arb
URL to article: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article55226774
URLs in this post:
[1] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article55226774/104642065small1-e1316002653434 [2] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article55226774/iran-warships-enters-mediterranean-2 [3] Image: http://www.majalla.com/arb/2011/09/article55226774/iran-bushehr-nuclear-plant-2 [4] حسن فحص: http://www.majalla.com/arb/author/hasan-fahs