إنّ وزارت النفط التي تعد من اضخم المصادر المالية للنظام الايراني ، التي اساسها هو النفط الذي يسحب من تحت اقدام الشعب العربي الاهوازي وخيراته تصب في جيوب الحرس والمقربين لخامنئي واجهزته الامنية ، بيد ان مواطني الاقليم يعانون من شحة مياه الشرب والبطالة والغلاء الفاحش و انتشار المخدرات والادمان.
فبعد طرد مير كاظمي احد قادة الحرس من وزارت النفط الذي كان يسلم فاتورة المبيعات والمردودات النفطية الى آية الله كلبايكاني رئيس مكتب خامنئي قبل ان يطلع عليها احمدي نجاد، عمق الخلاف والصراع بين الاطراف للهيمنة على الحياة السياسية من خلال المنابع المالية. ان قضية تعيين وزير جديد خلق تجاذبات شديدة ادى الى عدم تعيين رئيسا لهذه الادارة، وبطبيعة الحال .
ومع ان وجود وزير او عدم وجوده لن يغير من الحالة الاقتصادية العامة المتردية للبلاد او الحالة الصعبة التي يعيشها المجتمع الايراني بشكل عام. ولكن الهيمنة على هذه المنشأة الهامة تمهد الطريق للسيطرة السياسية مما جعل طرفي الصراع بذل المزيد من الجهد من اجل الحصول عليها والاستفادة من عائداتها المالية. وبعد ان فشل احمدي نجاد للسيطرة الكاملة على هذه الوزارة، فأنه ادخل عليها احد الاشخاص المغربين اليه و من رجالات الامن المعروفين وهو محمد علي آبادي وهذا الاخير تم رفضه من قبل علي خامنئي ومؤيديه في مجلسي الشورى و صيانة الدستور، وبما ان احمدي نجاد كان يعرف سلفا ردة الفعل و عدم الرضى لهذا الشخص سرعان ما جاء بالبديل المناسب الذي يرتضيه وهو رستم قاسمي احد افراد الحرس المعروف بسيد مقر قيادة خاتم الانبياء ليعرفه وزيرا للنفط. وان هدف احمدي نجاد من تعيينه لهذا الشخص كونه يعتبر من اصحاب النفوذ.
والجدير بالذكر فأن قيادة خاتم الانبياء تعد من اكبر المنابع المالية للحرس الثوري وزاد نفوذها وسيطرتها بشكل مباشر او غير مباشر على جميع مفاصل المؤسسات الحيوية ومنها المالية منذ تبؤ احمدي نجاد منصب رئاسة الجمهورية، ولم تكن اي جهة قادرة للتصدي لها.
ان قيادة خاتم الانبياء تتشكل من اربع مجموعات التي جميع العقود النفطية الضخمة تحول لها وهي كالتالي:
1- مجموعة قرب كربلاء
2- مجموعة قرب نوح
3- مجموعة قرب الكوثر
4- مجموعة قرب الغايب
وهنا يجب التنويه الى ان خامنئي نفسه لم يعترض على سيطرة الحرس للاقتصاد الايراني وذلك من اجل كسب رضى هذه الجهة وتأيدها لسياساته ولهذا فأن دخول رستم قاسمي لوزارة النفط وتوليه منصب الوزير لم تواجه اعتراض من قبل المرشد علي خامنئي. ومن جانب آخر فأن احمدي نجاد واتباعه فتحوا الباب على مصراعيه للحرس من خلال تسلم احد منتسبيه منصب وزارة النفط لكي يفسحوا المجال الى هذه الجهة من الهيمنة على الاقتصاد الايراني برمته.
وبغض النظر عن ولاء عزيز جعفري قائد الحرس ووقوفه الى جانب خامنئي، لكن هناك الكثير من قيادات الحرس الثوري الذين اصبحوا اصحاب الميلياردات من خلال وجود احمدي نجاد على رأس السلطة التنفيذية ويحملون افكاره و تطلعات صهره مشائي ونظرتهم تجاه اصحاب العمايم ليس على مايرام كما انهم يعتقدون ان من يحافظ على امن واستقرار البلاد هوالحرس والباسيج وليس الملالي.
كما ان قائد مقر قيادة خاتم الانبياء رستم قاسمي اعلن عن نفسه يوم الخميس 2- 6-2011 ان تعينه للمنصب الوزاري جاء على اثر الاقتراح الذي تقدم به الرئيس احمدي نجاد. ونقلت وكالة جمهوري اسلامي للانباء عن مرافقة رستم قاسمي للرئيس نجاد في ميناء لنجة لافتتاح مشروع الحواجز المائية. وردا على السؤوال وجه اليه بخصوص قبوله لادارة وزارت النفط، قال قاسمي: ” اقترح الرئيس قبل شهر بأن اتقبل مسؤولية الوزارة واخيرا قبلت هذه المسؤولية .”
ان رستم قاسمي في الوقت الحاضر يشغل منصب قائد مقر قيادة خاتم الانبياء للحرس الثوري التي تعتبر من اكبر المقاولين للمشاريع الصناعية كالطرق والتصنيعات البترولية والغازية والبتروكيمياويات.
ولم يكن هناك ادنى شك من تقبل قاسمي لاقتراح رئيس الجمهور، حيث ان رغبة واصرار قيادات الحرس في السيطرة على وزارت النفط مكشوفة لدى الجميع وان شخص احمدي نجاد هو من الراغبين والمؤسسين لهذا الامر لانه يرى عند استقواء الحرس وقياداته سوف تساعدهم على ازالة الملالي وطردهم من السلطة ، اي بمعنى الهيهنة الكاملة للقوى العسكرية على مجريات الامور في البلاد والتي منذ زمن ليس بقصير جرى العمل لتثبيتها، الامر الذي سيمهد الطريق الى ترسيخ الديكتاتورية العسكرية على شاكلة الصين وكوريا الشمالية.
اللجنة الاعلامية لحزب التضامن الديمقراطي الاهوازي